ازدحام المواصلات أصبح سمة أساسية في الشوارع المصرية علي الرغم من معالجة هذا التكدس المروري في كثير من الدول من خلال تطبيق نموذج الاستخدام الجماعي للسيارات لمواجهة الاختناقات المرورية والحد من تلوث البيئة وتوفيراً للوقود إلا اننا لم نزل لا نطبقه وقد حاول ياسر الزغبي (50 عاماً) تقديم الفكرة بأسلوب يتناسب مع المجتمع المصري حيث قام بتأسيس أول شركة مصرية للاستخدام الجماعي للسيارات في الوطن العربي للحد من زحام السيارات واستهلاك البنزين والتقليل من الضغط العصبي الناتج عن قيادة لمسافات طويلة والزحام والقيادة العشوائية. كانت بداية المشروع عندما قرأ الزغبي إعلاناً بإحدي الجرائد يطلب فيه نقل شخص بسيارة آخر وجد من هذه الفكرة ضالته التي كان يبحث عنها لحل مشكلة ازدحام المواصلات. كما لمس نتائج هذا النظام في كثير من الدول الأوروبية وهو ما يعرف باسم (Car Pooling) بمعني الاستخدام الجماعي للسيارات الملاكي، فبدلاً من أن يذهب كل شخص بمفرده إلي عمله ويتحمل نفقات البنزين بمفرده لتمثل عبئاً علي مصروفاته الشهرية، لذلك يفضل أن يتقاسم الأفراد هذا العبء إذا اتفقوا علي الذهاب معاً إلي العمل بسيارة واحدة. تلك كانت فكرة الزغبي ولكن فكرته واجهت كثيراً من العقبات من حوله بسبب عدم إمكانية تطبيقها في مجتمعاتنا الشرقية، تحدي كل المشاكل وبدأ في الخطوات العملية لتنفيذ مشروعه حيث تقدم لوزارة الاتصالات ليحصل علي تصريح لتدشين موقع إلكتروني بعنوان نركب سوا www.nerkabsawa.com للترويج لمشروعه ثم قام بإنشاء شركة للاستخدام الجماعي لسيارات الملاكي في مارس 2009 واالتي تعتبر الأولي من نوعها في الوطن العربي، ثم قام بنشر إعلانات في الجرائد والمواقع علي شبكة الإنترنت يطلب سائقين بسياراتهم الخاصة في البداية، حيث كانت المفاجأة عندما سجل أكثر من نصف الأسماء علي الموقع من مالكي سيارات موديل 2009 والذين لا يستطيعون سداد أقساط سياراتهم ويبحثون عن دخل إضافي لهم يضيف الزغبي تكمن مهمة الشركة الوسيط بتعريف الراغبين في استخدام الفكرة لذلك تحصل الشركة علي مقابل مادي قدره 75 جنيهاً عن كل شخص يوصله إلي صاحب سيارة أخري ليذهبوا معه حتي يستخدموا أعضاء هذا البرنامج سياراتهم الخاصة بالتبادل أو يتقاسموا تكلفة استخدام أو استهلاك سيارة خاصة بأحدهم أو أن يحصل صاحب السيارة علي مقابل مادي يحدده في المشوار الواحد. وأوضح الزغبي أيضاً أن المشروع أصبح دخلاً إضافياً لبعض مالكي سيارات الملاكي الموديل الجديد المتعثرين في دفع الأقساط بدلاً من أن يتحمل ثمن تكلفة المشوار بمفرده. ولنجاح المشروع خاصة في الوطن العربي وضع الزغبي شروطاً تلائم مجتمعنا الشرقي منها تخصيص سيارات تقودها سيدات بالإضافة إلي مجموعة النادي والتي تقودها سيدة أيضاً لتوصيل مجموعة الأطفال إلي النادي وكذلك في رحلات السفر لمسافات بعيدة كالمحافظات والمصايف والإطلاع علي تحقيق الشخصية الطرف الآخر وتراخيص القيادة والسيارة بالإضافة إلي بعض الشروط التي يتفق عليها الطرفان منها الاتفاق علي الطريق الذي يتم السير فيه بما يتناسب الجميع وتفادياً لاختناقات المرور والانسحاب من مجموعة بانذار سابق مدته أسبوع. يتمني الزغبي أن يمتد نشاط الشركة إلي الدول العربية ويستفيد منه جميع الفئات حفاظاً علي البيئة من ملوثات بيئية وسمعية بالإضافة إلي تخفيض تكلفة البنزين.