عزا رئيس ائتلاف «القائمة العراقية» إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق إثارة قضية المبعدين من خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة إلي رغبة حكومة نوري المالكي في صرف الأنظار عن فشلها الذريع في جميع الأصعدة الأمنية والخدمية والخارجية وتصفية الخصوم السياسيين وقال في حوار ل«روزاليوسف» عبر الهاتف من بغداد إن حكومة المالكي تشغل العراقيين بموضوع انتهي من ثماني سنوات وهو سقوط نظام صدام حسين مؤكدا أنه ليس معقولا أن تهدد الأشباح الوضع السياسي مشددا علي أن الأوضاع في العراق لن تستتب دون الحوار مع البعثيين لتحقيق الصلح الوطني والسلم الاجتماعي. كيف تري مشكلة المستبعدين من خوض الانتخابات المقبلة؟ المشكلة في الأساس سياسية حصرا وأخذت تسوق قانونيا للتغطية فالدستور العراقي الذي كتب علي عجالة فائقة جدا يحتوي نصوصا واضحة منها أن المتهم بريء لحين أن يدان قضائيا وكذلك ينص علي استقلال القضاء ونزاهته فضلا عن تسمية البعث الصدامي وليس البعثيين فان سلمنا بهذا الدستور نري أن القضية ليست بالقضائية لأنه لا توجد تهم واضحة للمستبعدين ولا توجد محاكمات قضائية نزيهة أو غير نزيهة تمت فيها محاكمة المتهمين لكي يدافعون عن أنفسهم كما لا توجد هيئة مشكلة إلي الآن اسمها هيئة العدالة والمساءلة وإنما الهيئة التي تقوم بهذا العمل هي هيئة اجتثاث البعث نفسها. لهذا فإن قضية المستبعدين قضية سياسية بحتة تهدف إلي: أولاً: إشغال العراقيين بموضوع أكل الدهر عليه وشرب وانتهي منذ ثماني سنوات وهو سقوط نظام صدام ومن غير المعقول أن تعود الأشباح تهدد الوضع السياسي في العراق. وثانيا: صرف النظر عن الفشل الذريع في الأداء الحكومي علي جميع الأصعدة الأمنية والخدماتية والاقتصادية والخارجية وبناء الدولة ومؤسساتها. وثالثا: تصفية الخصوم السياسيين خوفا من وصولهم بصورة ديمقراطية إلي المؤسسة التشريعية في البلاد. ما أسباب تخوف حكومة المالكي من البعثيين؟ وما حقيقة الضغوط التي تمارسها أمريكا للسماح للمستبعدين بخوض الانتخابات؟ - ما أعرفه هو أن نصوص الاتفاقية الأمنية التي أبرمتها حكومة المالكي مع أمريكا تسمح له حسب نصوصها باستدعاء أمريكا لدعم النظام وحماية الديمقراطية فلماذا الخوف إذن من البعثيين أو غيرهم فضلا عن ذلك فإن حكومة المالكي أبقت العراق تحت طائلة البند السابع مما يمنح دول مجلس الأمن صلاحية حماية الاستقرار في العراق كما أن بايدن نائب الرئيس الأمريكي عندما زار بغداد مؤخرا أكد أن هذا أمر داخلي والبعث لن يعود للحكم لكن لا أعلم ما هي بالتفصيل الضغوط الأمريكية إن وجدت لتحقيق العدالة والاستقرار في العراق. ما مدي إمكانية تأجيل الانتخابات في ظل الخلاف بين الكتل السياسية حول قضية المستبعدين؟ - المشهد العراقي مفتوح لكل الاحتمالات وكل شيء يدور في البال أو لا يدور ممكن أن يحصل في العراق قبل وأثناء الانتخابات لأنها انتخابات مهمة ومفصلية. هل تعتقد أن الوضع السياسي في العراق يمكن أن يستتب دون الحوار مع البعثيين؟ - لن يستتب الوضع بأي شكل من الأشكال ما لم يتحقق الصلح الوطني والسلم الاجتماعي والخروج من طائلة النفوذ الأجنبي وترك الطائفية والجهوية السياسية وبناء الدولة ومؤسساتها الوطنية علي أساس النزاهة والحرفية والكفاءة. في اعتقادك متي ستنتهي المحاصصة في العراق؟ - يحاول البعض في العراق وخارجه تكريس المحاصصة والإبقاء عليها فيما تحاول النسبة الواسعة من شعبنا مغادرة المحاصصة وأري العراق الآن في مشهد محزن وخطير ومشحون مليء بالمداهمات والاعتقالات والاغتيالات والاجتثاثات ويشهد تصعيدا من الإرهابيين قتلة شعبنا وكل هذا لا يبشر بخير علي الانتخابات التي بقي لها أكثر من ثلاثة أسابيع بقليل. ما رأيك في مزاعم إيران بأنك مدعوم من دول الخليج للوقوف أمام المد الإيراني في العراق؟ - لإيران ولغير إيران ما تشاء من مزاعم ما يهمني هو رضاء الله وشعبي وضميري وأنا لست مدعوما من أية جهة كانت عربية أو غير عربية لكنني كنت مع الشعب وسأبقي معه ومع سيادته وعزته واستقلاله الناجز وخلو العراق من أي تأثير خارجي، أنا عربي ولي علاقات عربية قبل الحرب وبعدها ولا أنسي موقف مصر الحبيبة رئيسا وحكومة وشعبا عندما كنا نناهض الديكتاتورية ولا أنسي موقف مصر المشرف بدعم العراق واستضافة مؤتمر شرم الشيخ الأول في عام 2004 فلن نكون عربا أو مسلمين لو نسينا هذه المواقف المشرفة لأشقائنا في مصر وفي الدول العربية والإسلامية.