شكر عميق وتحية من القلب وجههما رهبان دير الانبا أنطونيوس بالبحر الأحمر الأسبوع الماضي لكل القائمين علي العمل الأثري في المجلس الأعلي للاثار وأمينه العام د. زاهي حواس لكل المجهودات التي بذلوها لترميم الدير وإعادته إلي مكانته التاريخية والأثرية التي يحوزها. الدير افتتحه حواس بعد انتهاء ترميمه الذي تكلف حوالي 80 مليون جنيه، كان مقرراً أن يحضر الافتتاح البابا شنودة لكنه اعتذر وأناب عنه الأنبا يسطس أسقف ورئيس الدير الذي ألقي كلمة قال فيها: أنقل لكم تحية البابا من تلك الأرض الطاهرة التي شهدت ميلاد الرهبنة، وترميم الدير يعطينا فرصة لنتذكر سيرة الأنبا أنطونيوس التي تعطينا درساً عظيماً في محبة الله، ونكتشف معاً اليوم روعة الدير وجماله وقيمته الأثرية. ومن جانبه أكد د. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن أي طلب ترميم لأي دير يعامل باهتمام وجدية وقال: احنا مجندين لخدمة الآثار القبطية، دي جزء أصيل من تراثنا وتاريخنا. وأوضح أن الدير الذي يستقبل مليون زائر سنوياً، شهد عمليات ترميم دقيقة ومتكاملة للحفاظ علي أثريته، مشيراً إلي أن الاهتمام بالآثار لا فرق فيه بين إسلامي أو قبطي أو يهودي، فالتاريخ لا يتجزأ، وأنه طوال 8 سنوات ماضية لم تأت أية شكاوي من أي دير في مصر، فكلنا يد واحدة وهو ما نؤكده للعالم كله بافتتاحنا لهذا الدير العظيم. وقال اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات إن مشروع الترميم استمر خمس سنوات تمت علي مرحلتين، المرحلة الأولي بدأت عام 2001 وانتهت عام 2004، وشملت تغيير شبكة الصرف الصحي بالكامل وعمل خزان لتجميع مياه الصرف، وشبكة كهرباء جديدة بدل الشبكة العشوائية التي كانت الموجودة، كما تم عمل شبكة تيار خفيف تليفونات وربطها بسنترالين، وتزويد الدير بمولدين لتوليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلي عمل شبكة ري لجميع الزراعات الموجودة داخل الدير الأثري، وشبكة تغذية للمياه الصالحة للاستخدام شاملة خزان مياه سعة 600 متر مكعب، كما تم ترميم أسوار الحدائق وعمل أرضيات من الحجر للموقع العام للدير وخاصة مسار الزيارة، كما تم تزويد الدير بأحدث نظم التأمين والإنذار ضد السرقة والحريق. أما المرحلة الثانية فشملت إزالة جميع المباني المستحدثة ( الورش) التي أقيمت بجوار الدير في فترة سابقة وكانت ملاصقة للدير الأثري، وتم استبدالها بمبان خارج أسوار الدير ومدها بالكهرباء والتغذية والصرف كما تم في هذه المرحلة ترميم باقي القلالي الأثرية المتبقية من المرحلة الأولي، وترميم السور الأثري الذي يبلغ طوله 1800 متر وارتفاعه حوالي 14 متراً، بما فيه السلالم والممرات بالإضافة إلي عمل كحلة لعراميس المباني وتغيير المباني التالفة وحقن السور. فيما أشار فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية إلي تاريخ إنشاء الدير الذي يعود إلي القرن الرابع الميلادي، ويتكون من سبع كنائس هي كنيسة الأنبا أنطونيوس كنيسة الرسل، كنيسة السيدة العذراء، كنيسة الملاك، كنيسة بولا، كنيسة القديس مرقص فيما تعد كنيسة الانبا أنطونيوس هي أقدم مباني الدير.