رافعا شعار "لا كهنوت في الإسلام" يركز هذا الكتاب علي إدخال تغيير جذري في فهم الناس لماهية الدين ودوره ومدي سلطانه، "يسعي لتحقيق انطلاقة حقيقية لوعينا الديني" كما يقدم إليه الناشر، "نحو ثورة في الفكر الديني" للدكتور محمد النويهي يؤكد أن الصراع علي مستوي الدول المتحاربة، ليس صراعاً سياسياً بقدر ما هو حضاري في المقام الأول، وأن السبيل إلي الانتصار هو إعادة البناء الحضاري والقيام بثورة فكرية، بعيدة عن الدين الخالص، من حيث هم مسلمات لا مجال لمناقشتها، فبحسب المؤلف يوجد في مجال الفكر الديني نفسه مسائل لا نستطيع أن نعدها أصولا ثابتة، في حين الإسلام لم يدع - كما يري المؤلف - أنه وضع نظاما دنيويا كاملا، لأن التغيير أصل من أصول التشريع الإسلامي. صدر هذا الكتاب أول مرة في بيروت عام 1981 وبعد ما يقرب من ثلاثة عقود تعيد دار رؤية طبعه، كتاب "المسلمون والحداثة الأوروبية" لخالد زيادة سفير لبنان في مصر يضعنا مجددا أمام القضية الأزلية وهي متي بدأ أول اتصال للمسلمين بالحضارة الأوروبية، ويناقض الفكرة الشائعة بأن حملة بونابرت علي مصر هي الصدمة الأولي مع التقدم الأوروبي، ليذهب إلي أقدم من ذلك، مؤكدا أن الأتراك العثمانيين قد أدركوا قبل قرن من الحملة الفرنسية أن العسكرية الأوروبية متفوقة علي القوات العثمانية، تحديدا في القرن الثامن عشر مع حكم السلطان سليم الثالث، حيث تنامي السعي سريعا نحو استيعاب العلوم والتقنيات الأوروبية الحديثة.