أجمع المشاركون بندوة "أجيال الإبداع في الرواية"، التي أقيمت في "المقهي الثقافي"، علي رفض فكرة "الجيل"، قال الروائي بهاء طاهر أن فكرة "جيل الشاب" أحيانا تكون فكرة إقصائية، فنحن ظللنا نصنف ككتاب شباب حتي سن الستين، وبرغم سعادتي بوجود كتاب شباب، إلا أنني حزين جدا عليهم، لأن قراءهم محصورون في أبناء جيلهم، وأدعوهم ألا يفرحوا بمن يدعونهم "جيل الشباب". أما الروائية أمينة زيدان، فأكدت أنه لا توجد معايير لفكرة الجيل قائلة: المسألة مربكة، والأجيال متداخلة، وأنا لا أعرف من أي جيل أنا؟، قيل لي إنني ثمانينية، وقيل لي إنني تسعينية، بل وألفينية، ولا أعرف علي أي أساس يتم التصنيف؟، فقد بدأت الكتابة في 84 وقدمت مجموعتي القصصية الأولي في التسعينيات، فما الموقف؟ الحق أن مشروعي لم يكتمل بعد، ولكني أري الكتابة نوعا من الانتقام، وقد تكونت ككاتبة من بعض الأحلام والكوابيس والجنون والالتزام، والقراءة، وهكذا الجميع. الروائي مكاوي سعيد أكد بدوره رفضه لفكرة الأجيال قائلا: لا أحب الحديث عن الأجيال، لأنها أشبه بالسياقات الأدبية التي يضعها البعض مثل "الأدب النسائي" و"الأدب الأمريكي" و"النوبي" إلخ، كما أن مثل هذا التقسيم يجعل أصحاب المواهب المحدودة يتوارون خلف فكرة الأجيال، أنا أقرأ لكل الكتاب، وأستطيع الاستفادة من البعض أكثر من كتاب كبار. الروائي طارق إمام رأي أن مصطلح "الكتابة الجديدة" أصبح أكثر شمولا من فكرة الجيل، وأوضح أن هناك حالة تصالح بين كتاب جيلنا وبين كتاب الأجيال السابقة، ولكن الهم العام عند كتاب جيلي، جعلهم يكتبون أعمالا خفتت فيها الرؤية التي كانت تتناول كتابات الذات والجسد فقط، فأصبحت الأعمال الجديدة مواجهة مباشرة مع المشاكل الاجتماعية. الروائي الشاب محمد صلاح العزب رفض بدوره فكرة الأجيال قائلا: فكرة الأجيال فكرة كاريكاتورية، والأمر في مجمله علاقة بين القارئ والكاتب، دون النظر لسن معينة. وتحدثت الروائية هالة البدري قائلة: كتبت لأنني كنت معجبة بالكتاب أنفسهم، وبكتابتهم وبحياتهم، وبحكم عملي بالصحافة، تعاملت من جميع الكتاب سواء أحببتهم أو لم أحبهم، وتعلمت منهم جميعا، وحين تقرأ الأجيال السابقة أعمال الشباب فإنهم يجددون حياتهم، والأجيال الجديدة بها مواهب حقيقية، وإن كنا نري بعض الأعمال ضعيفة المستوي تحظي بدعاية أكبر منها، فهذه مسئولية الإعلام والإعلاميين أنفسهم.