يمكنني رصد أربع مراحل أثرت في تحربتي الروائية: الأولي هي القرية، باعتباري ابن قرية مصرية معمرة، تربي فيها وعيي الإنساني، ولا تزال ذكريات الطفولة والصبا تلازمني حتي الآن، ورغم معيشتي في القاهرة منذ عام 1965، أعتبر نفسي في غربة مؤقتة وأتمني بعدها أن أعود لقريتي. المرحلة الثانية هي تجربة المدينة التي أعيش فيها منذ ما يزيد علي أربعين عاما، أما المرحلة الثالثة فهي تجربة الجندية في القوات المسلحة، في الفترة من 1965 إلي 1974، التي شهدت صدمة يونيو وانتصار أكتوبر، والمرحلة الرابعة هي عملي بالصحافة في الفترة من 1972 إلي 2000. تحدث الروائي يوسف القعيد عن مراحله الأربعة في شهادته التي قدمها بمعرض الكتاب بمناسبة فوزه بجائزة الدولة التقديرية العام الماضي، والتي قدمها الدكتور مصطفي الفقي. وعن تجربة جيله الإبداعية قال القعيد: معظم أبناء جيلي بدءوا بكتابة القصة القصيرة وانتهوا إلي كتابة الرواية، باستثناء سعيد الكفراوي، الذي ظل وحيدا في محراب هذا الفن، ولكن جيل الستينيات بدأ يعود مرة أخري لفن القصة، لعلها تكون صحوة تعيد لهذا الفن اعتباره. وأكمل: يشهد المجتمع حاليا انفجارا روائيا، لكنه لا يجد من يحتفي به، رغم أن الأدب يحمي من نزعات التطرف ويقي من اليأس، فالإنسان القارئ يبحث عما هو جميل ويربي أبناءه علي هذا السلوك.