إذا كان هناك العديد من الكتب التي تناولت موضوع الصهيونية -خاصة بعد نكسة 1967- فما الجديد الذي قدمه إذا الدكتور عبد الوهاب المسيري في هذا الموضوع في موسوعته عن الصهيونية؟، هذا كان السؤال الذي طرحه الدكتور محمد هشام، مدرس الأدب الإنجليزي بجامعة حلوان علي الحضور في ندوة "حوارات عبد الوهاب المسيري: مسيرة فكر ورواية مفكر"، التي أقيمت ظهر الإثنين الماضي، تحت محور النشاط المهني للناشرين. قال هشام: لم يكن المسيري أول من كتب في مجال الصهيونية، فهناك بديعة أمين وأديب دمتري وصقر جريس وغسان كنفاني وغيرهم، رغم أنه لم يقدم معلومات جديدة، فقد تميز بأسلوبه المختلف في التعامل مع تلك المعلومات، فلقد نفض الغبار عن معلومات تتجاهلها المصادر الصهيونية، كالتعامل بين الحركة الصهيونية والنازية، كما وضع هذه المعلومات في نسق فكري متكامل، يمكننا من التفسير بشكل صحيح. وأضاف: حاول المسيري أن يحيط بالظاهرة الصهيونية في كافة تجلياتها، لأن الكتب السابقة كانت تركز علي عناصر وجوانب فرعية، وقد أكد علي أن مصير الكيان الصهيوني هو مصير أي استعمار عنصري في العالم، كما أكد علي أن المقاومة أمر أساسي ومهم، وأن إسرائيل لن تهزم من نفسها بفعل التفكك والأزمة الداخلية الاقتصادية أو العسكرية أو غيرها. واعتبر أن أهم سمة في إنجاز المسيري أنه لم يقدم دراساته عن الصهيونية علي أنها مشروع متكامل، بل بصفتها مشروعا مبدئيا، ومجرد مسعي لدراسة الظاهرة، مما يفتح الباب أمام الاجتهادات والدعوة لمواصلة هذا السعي الذي قد نتفق أو نختلف معه فيه وأكد الدكتور عبد الحليم عطية أستاذ الأدب بجامعة القاهرة علي أن كتاب المسيري يمثل نقد للحياة الغربية والتصور الأخلاقي للعالم، ويسعي لخلق خطاب إسلامي جديد، وأشار لجمع كتاب الحوارات بين ما هو سياسي وتاريخي وديني، وشبه عطية المسيري بأفلاطون الذي بني فكره علي الحوارات، وأكد علي أن الكتاب بحاجة إلي دراسة أسلوبية تتناول فكر المسيري بشكل مستوفي. تناول الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية رؤية المسيري للإسلام قائلا: ظل المسيري يؤكد علي أن الإسلام دين سمح لا يدعو للتعصبية، ويري أن الاختلاف في الرأي حق، وأشار إلي قدرته علي التعبير عن فكره الإنساني والكوني في نفس الوقت، واهتمامه بالإنسان. فيما أكدت الإعلامية ومقدمة كتاب "حوارات المسيري" سوزان الحرفي علي أن المسيري تبني قضية قيام الدولة، بتقديم خدماتها الأساسية للمواطن وقالت: "لم يكن النموذج الإسلامي لدي المسيري مجرد قضية تجديد خطاب ديني ولكن خلق نموذجا حقيقيا ورؤية كاملة إسلامية، وربما كان ذلك سبب إعجابه بالانتفاضة الفلسطينية، كما أنه كان مهتما بالعدل كقيمة كبري في الإسلام.