في أوروبا حذر بعض المفكرين المسلمين من إشراف يوسف القرضاوي علي فيلم "حياة محمد". فلا يمكن أن يشرف علي كتابة "سيرة النبي"، مسلم متشدد، وواحد من كوادر "الإخوان". الخوف أن يقدم القرضاوي الفيلم، بوصف النبي أب الإخوان المسلمين الروحي. مع أنه "ص" لا يعرف الإخوان، ولو بعث حيا لما اختاروه عضوا في مكتب إرشادهم. فقد كان النبي داعية.. وهم ساسة. وابتغي "ص" وجه اللَّه، بينما ولي الإخوان وجوههم شطر قصر الرئاسة، وكرسي الحكومة. في أوروبا اعترضوا أيضًا علي منتج الفيلم باري أوسبورن. قالوا إن فيلما ينتجه أوسبورن، سوف يحول قصة نبي المسلمين إلي عمل أشبه بمسرحيات شكسبير. فيظهر في النهاية مزيجا من "الخرافة" و"قصص سحر الشرق"، وهم لا يريدون أن يقارن العالم في النهاية بين سيرة الرسول، وقصص ألف ليلة وليلة. ولما اختفي الجدل فترة سألوا المنتج عما ينوي أن يفعل، أجاب بأنه يسعي لفيلم "يقرب بين الثقافات، بإنتاج ملحمي عالمي". فانقلبت الدنيا من جديد علي رءوس الجميع، أول ما ذكر المنتج عبارة "الإنتاج الملحمي العالمي". في المفهوم الأوروبي "الأفلام الملحمية" يختلط فيها الواقع بالخرافة، والسحر بالحقيقة.. والسياسة بالدسائس. المعني أن الفيلم المنتظر "كارثة"، إلي جانب كارثة إشراف القرضاوي علي السيناريو. فلا سيرة النبي "ص" مثل قصص "هاري بوتر"، ولا قصة حياته تحتمل عرض ما أضافه تراث العوام علي شخصه "ص" من تفاصيل ليست حقيقية، ولا منطقية. فإذا كان إشراف القرضاوي علي الفيلم مصيبة، تؤدي إلي عكس ما يرمي إليه. فإن ما يبدو من نية المنتج مصيبة أكبر. فالذي أنتج أفلام "ماتريكس" و"مملكة الخواتم"، بما فيها من قصص ملائكة وشياطين، وسحرة وجنيات وحوادث "سيريالية" ب "خيال واسع"، هو نفسه الذي اختار شركة "سلفية" في الولاياتالمتحدة للمشاركة في كتابة السيناريو. والشركة هي التي جاءت بكتاب سيناريو مسلمين لا يعرف أسماءهم أحد، ولا يعرف أحد ماذا تعنيه العقيدة في أدمغتهم، ولا ما هي أحكامهم علي تفاصيل حياته "ص" البشرية التي حول التراث بعضها إلي "تهويمات" لا يرضاها الإسلام، ولا تقرها قوانين الدنيا. د.حمزة عبدالمحسن رئيس جمعية مسلمي أوروبا قال إن مشروعًا عالميا عن النبي، لابد أن ينقي مثلا من وقائع "شق الملائكة صدره "ص" لغسل قلبه بالماء المثلج"، وقصة فرع الشجرة الذي بكي عندما كف "ص" عن الاتكاء عليه في مسجد المدينة، انتهاء بما حكاه إمام جامع الحامدية الشاذلية عن قصة صلاته "ص" بالمسلمين في المهندسين عام 2005، فتناقلها بعض مسلمي أوروبا علي أنها من معجزات الرسول، وهي القصص التي سوف يصر عليها كتاب السيناريو فيما يبدو باعتبارها معلوماً من الدين بالضرورة.