كتب - هاني النحاس - أيمن غازي وياسر صادق والحسين عبدالفتاح وهاني الروبي وترجمة - بريهان فتحي سافر صباح امس 139 مشجعا لمنتخبنا القومي من مطار القاهرة الي مدينة بانجيلا الأنجولية حيث تقام مباراة الدور قبل النهائي في بطولة كأس الأمم الافريقية بين مصر والجزائر وحظيت المباراة بنصيب وافر من الاهتمام الاعلامي بسبب التوتر الذي ساد لفترة، قبل وبعد مباراتي الفريقين في القاهرة والخرطوم نوفمبر الماضي، في تصفيات كأس العالم وحسمت الجزائر نتيجة المباراتين لصالحها. بعيدا عن حسابات التوتر، أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية في تصريحات خلال مشاركته ممثلا لمصر في فعاليات مؤتمر اليمن وأفعانستان بلندن أمس ان مصر والجزائر دولتان عربيتان وشعبان إسلاميان، جمعت بينهما صداقة ومودة وأعرب عن تمنياته بالتوفيق لأي من الفريقين.. وأضاف أنه رغم الاحداث التي وقعت في لقاء الفريقين في السودان فإنها في النهاية مباراة كرة ولا يجب أن يفوتنا ما بين الشعبين. وقال أبو الغيط: ان مصر ساندت الجزائر في حرب الاستقلال، وساعدت الجيش الجزائري في تعزيز امكاناته، وساند الجيش الجزائري مصر في معركتي 1967 و1973، ومن ينس تلك الأحداث فقد نسي ذاته. وأوضح أبوالغيط أن الفائز من الفريقين سيمثل الكرة العربية في النهائي، وأكد أنه يجب ألا تترك فرصة دون بناء الجسور بين البلدين.. وألمح إلي اتصاله بوزير الخارجية الجزائري قائلا: تحدثت معه بمنتهي المودة والأمانة، وأكدت أن علينا السعي لاقناع الإعلام في كلا البلدين بأنها مجرد كرة قدم في الملعب، ويجب عدم اعطاء الأمور أكثر مما تستحق. من جانبه، أكد المهندس إبراهيم كرم، المدير المالي لشركة "جيزي" العلامة التجارية لشركة "أوراسكوم تليكوم" الجزائر.. أن الوضع مستقر، ولا داعي للقلق علي الاستثمارات المصرية بالجزائر.. وقال: نمارس حياتنا بشكل طبيعي مع أشقائنا الجزائريين، والشركة مطمئنة حول تأمين السلطات الجزائرية الاستثمارات المصرية. وأوضح "كرم" أن شركته اتخذت الاجراءات التأمينية العادية موضحا ان المصريين بالجزائر يمارسون حياتهم بطريقة عادية في اماكن التسوق والمتنزهات نافيا امكانية تكرار حدوث اعمال شغب في منشآت الشركة علي غرار ما حدث قبل المباراة الفاصلة في "أم درمان" خلال تصفيات كأس العالم الاخيرة، مشيرا الي ان ذلك عبارة عن سوء فهم من الجانبين المصري والجزائري. وقال المهندس خالد بشارة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة "اوراسكوم تليكوم" إنه لا يجب الربط بين احداث الشغب التي حدثت عقب مباراة مصر والجزائر في السودان وبين هذه المباراة. وأوضح أن "اوراسكوم" تدرس جميع الأطر القانونية للمضي قدما نحو اجراءات المطالبة بتعويضات من الجهات المختصة بالجزائر فيما يخص أعمال التخريب التي حدثت ضد الشركة في الجزائر. وحول اشكالية الضرائب الجزائرية المفروضة علي "أوراسكوم" التي تصل قيمتها الي 596.6 مليون دولار، قال بشارة انه طبقا للقانون الجزائري فان الفصل في الطعن الاداري المقدم من شركتنا ضد اعادة تقدير الضريبة من مصلحة ضرائب الشركات الكبري في الجزائر سيكون في غضون مدة أقصاها 8 شهور يمكن خلالها اصدار حكمها في أي وقت. وفي السياق ذاته حين ألغي 64 مصرياً سفرهم للجزائر امس قبل عدة ساعات من اللقاء المرتقب خوفا من تكرار الاحداث السابقة وشهدت الطائرات المتجهة امس للجزائر انخفاضا في عدد الركاب بنسبة 30٪. وفيما له صلة بمباراة مصر والجزائر بالسودان وتداعياتها المستمرة حتي الآن تدرس هيئة قضايا الدولة برئاسة المستشار صدقي خلوصي إعداد الدفوع القانونية في قضية طرد السفير الجزائري من مصر، وسحب السفير المصري من وهران، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، والمقامة من جانب مرتضي منصور ورأت هيئة قضايا الدولة ان هذه القضية تمس العلاقات الثنائية بين دولتين عربيتين وأن قرار سحب السفير المصري أو طرد الجزائري منوط بوزارة الخارجية. في بانجيلا شهدت الساعات الاخيرة السابقة علي المباراة تركيزاً شديداً بين لاعبي المنتخب القومي وظهرت رغبتهم وحماسهم في رد الاعتبار والفوز باللقاء لتعويض الإخفاق امام الخضر بتصفيات كأس العالم والتأكيد أن الفراعنة هم الأحق بالوصول لمونديال جنوب افريقيا وعقد حسن شحاتة المدير الفني محاضرة قصيرة أكد فيها للاعبين ضرورة تنفيذ تعليماته بدقة والتركيز والجدية واستغلال الفرصة التي تسنح لهم والتأمين الدفاعي الجيد. وعقد المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة في حضور سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة واللواء صفي الدين بسيوني رئيس البعثة وعضو مجلس الإدارة اجتماعا مع اللاعبين لمساندتهم وتحفيزهم وطالبهم بالتزام الهدوء وعدم الانسياق لأي محاولات بالخروج عن النص وتأدية واجبهم وان الشعب المصري سوف ينتظر منهم الكثير وانهم قادرون علي تحقيقه واسعادهم واطمأن صقر علي الجانب التأميني للبعثة. من ناحيتها، ذكرت صحيفة "فرانس بلادي" الفرنسية ان لا شيء يقف امام الجزائريين لدعم منتخبهم، فبعد أن أعلنت شركة الطيران الجزائرية عن استعدادها لنقل 1000 مشجع لم يكن امام هؤلاء سوي محاصرة السفارة الانجولية للحصول علي تصريح السفر للحاق بالمباراة منذ السادسة من صباح امس. وقال احد المشجعين بحسب الصحيفة: "لو كان اللقاء مع أي فريق آخر غير مصر ما كنت اهتممت بالذهاب ولكن بما ان القدر شاء أن نواجه المصريين مجددا اذن لن اتأخر عن الذهاب ومتابعة المباراة". ولمواجهة ذلك قامت السلطات الجزائرية بزيادة عدد القوات بالحي الذي تقع فيه السفارة وتنظيم حركة المرور بعد الزحام الذي ملأ الشوارع. من جانبها، أكدت السفارة أنها تعمل جاهدة من اجل الانتهاء من التأشيرات وتسليمها في موعدها، وانها متفهمة كون الجزائريين يريدون مساندة فريقهم، والإسراع في اجراءات الحصول علي الفيزا والسماح لهم بالسفر الي الأراضي الانجولية. وكشف مسئول جزائري أن الحكومة أنفقت 10 ملايين يورو علي نقل مشجعين إلي أنجولا لمساندة منتخب بلادهم.