أكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن الدولة بجميع أجهزتها ومؤسساتها مهتمة بما حدث في نجع حمادي ليلة عيد الميلاد المجيد وقال: "إن التحقيقات سارية ونحن نتابع مجريات الأمور أولاً بأول". وقال البابا شنودة خلال زيارته لبعض المصابين في حادث نجع حمادي الذين تم نقلهم إلي مستشفي فيكتوريا بالإسكندرية أمس الأول "ليس علينا غير أن نرفع صلواتنا إلي الله لكي يشفي كل مصاب" مشيرا إلي أن رعاية الكنيسة لهم مستمرة حتي الشفاء الكامل من الإصابات. ووجه البابا كلامه للمصابين قائلا: "متخافوش" الدولة مهتمة بكم وبرعايتكم.. وحقوقكم لن تضيع هباء وننتظر الحكم علي الجناة.. ولكن عليكم أن تصمدوا أمام الإصابات الخطرة وصلوا من أجل أنفسكم". وبعد زيارته للمصابين توجه البابا شنودة إلي الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل حيث مقره الباباوي وكان في استقباله المستشار كميل صديق وكيل المجلس الملي السكندري والقمص رويس لويس وكيل البطريركية وعدد من الكهنة والاكليروس، ومن المتوقع أن يعقد البابا اجتماعا مع أعضاء المجلس الملي لمناقشة أوضاع المجلس في الوقت الذي يلقي فيه البابا عظته نصف الشهرية المعتادة بالإسكندرية غدا. في ذات السياق أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط بيانا طالب فيه بإنزال أشد العقاب بالجناة الذين ارتكبوا مذبحة نجع حمادي ليلة الميلاد والذين يحاولون زعزعة استقرار وحدة مصر الوطنية، مؤكدا أن العيش المسيحي الإسلامي في مصر علي قاعدة المساواة والحوار وفي ظل القانون أمر أساسي لا يجوز التفريط فيه. في إطار التحركات التي تقوم بها مؤسسات الأزهر والكنيسة لاحتواء تداعيات أزمة نجع حمادي عقدت لجنة الحوار بين الأديان الانجيلية برئاسة د. ثروت قادس وعدد من قيادات الكنيسة الانجيلية ولقاء مع قيادات وزارة الأوقاف برئاسة د. سالم عبدالجليل وكيل الوزارة وشدد المشاركون علي ضرورة تفعيل مبادئ وقيم المواطنة بين القواعد الجماهيرية لاحتواء هذه الأزمات منعا لتفاقهما وشددوا علي ضرورة ألا تقتصر هذه الحوارات فقط علي الصفوة. واتفق المشاركون في اللقاء علي أن أحداث نجع حمادي ليست طائفية وإنما تعبر عن جهل وتعصب أعمي من أفراد لا يعرفون شيئا عن ثقافة قبول الآخر. وفي سياق آخر أصدرت جمعية السلام التي يرأسها القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي بياناً يطالب أقباط الخارج بالمشاركة في مؤتمر تعقده الجمعية داخل مصر تحت عنوان المواجهة لحل مشاكل الاحتقان بدلا من أسلوب الصراخ خارج حدود مصر الذي انتقده البيان مطالبا باقتلاع بذور الفتنة بحلول واقتراحات مصرية وقال ساويرس: إن المؤتمر سنيقعد تحت شعار البابا شنودة "مصر ليست وطناً نعيش فيه ولكن وطن يعيش فينا"، وهاجم البيان الإرهاب والتعصب.