في محاولة لكسر الجمود الراهن في عملية السلام تكاد السماء في الشرق الأوسط تمطر اقتراحات لاستئناف المفاوضات في وقت أبدت فيه حماس مرونة تجاه إسرائيل بينما أبقت الأخيرة علي مواقفها المتصلبة. وذكرت مصادر إسرائيلية أن المبعوث الأمريكي جورج ميتشل، الذي وصل أمس إلي تل أبيب، يحمل معه اقتراحا لاستئناف المفاوضات يدور حول إعلام مبدئي من واشنطن تقول فيه إنها تري أن التسوية النهائية ستفضي إلي إقامة دولة فلسطينية إلي جانب إسرائيل في حدود تقوم علي أساس مساحة الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والاعتراف في الوقت نفسه بالكتل الاستيطانية التي أقامتها إسرائيل لتصبح جزءا من تخوم حدودها رسميا. وحسبما أوضحت المصادر فإن هذا الاقتراح مبني علي الطرح الذي قدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو أن تكون مساحة دولة فلسطين 6258 كيلو مترا مربعا، مقابل بقاء الكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية. وقالت المصادر إن ميتشل يريد اعتماد هذا الاقتراح بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاقتراح الفلسطيني بتجميد الاستيطان بشكل سري لمدة ستة شهور في سبيل استئناف المفاوضات. في الوقت ذاته أكد مسئول فلسطيني رسمي، رفض الكشف عن اسمه أن الرئيس عباس اقترح علي الإدارة الأمريكية تمثيل الجانب الفلسطيني في المفاوضات مع إسرائيل المتعلقة بترسيم الحدود الدائمة. وأضاف المسئول الذي يشغل منصب مستشار للرئيس عباس أن الاقتراح الفلسطيني قضي بحلول مسئولين أمريكيين رسميين مكان أعضاء الوفد الفلسطيني علي أن يتلقوا من السلطة توجيهات واضحة يديرون علي أساسها المفاوضات. ولم يذكر المسئول فيما إذا قبل الجانب الأمريكي الاقتراح المذكور أو رفضه إلا أنه أشار إلي أن قبول إسرائيل بذلك الاقتراح يعني تجاوز عقبة عودة فلسطينيين إلي طاولة المفاوضات والتي لن تتم إلا بتجميد الاستيطان في الضفة والقدس المحتلة. وتابع: الفلسطينيون سيضعون المعايير التي يجب أن يتفاوض عليها الأمريكيون مع الإسرائيليين حول حدود الدولة في المناطق التي احتلتها إسرائيل عام 1967 مع استعداد فلسطيني لتبادل أرضي في مساحة 3٪ من الضفة تشمل الكتل الاستيطانية. وبينما حذر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز نظيره الفلسطيني من أن استمرار الجمود السياسي من أن عملية السلام قد يؤدي إلي انتفاضة فلسطينية ثالثة وقال له إنه، أي عباس، يلعب بالنار من خلال إصراره علي عدم استئناف المفاوضات. عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مزيدا من القيود علي الدولة الفلسطينية المستقبلية، وألمح إلي أن إسرائيل تعتزم الإبقاء علي قوات عسكرية داخل الضفة الغربية وعلي الحدود الشرقية للدولة الفلسطينية مع الأردن. علي صعيد آخر نفي مصدر مصري لروزاليوسف أن يزور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس القاهرة خلال الأيام المقبلة، وقال إن مصر سوف توافق علي حضور وفد من الحركة إلي القاهرة في حالة واحدة هي التوقيع علي الورقة المصرية للمصالحة كما هي.