لاستهداف ملفين أساسيين الأول صفقة تبادل الأسري والثاني إعادة احياء عملية السلام وعبر مسارات مختلفة كان محورها القاهرة جرت أمس عدة فعاليات تدفع جميعها نحو كسر الجمود المسيطر علي المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في الملفين. وزير الخارجية أحمد أبوالغيط التقي أمس نبيل شعث، وذكرت مصادر أمنية مصرية أن وفدًا من حماس ضم محمود الزهار عضو المكتب السياسي للحركة والقيادي خليل الحية وصلوا مصر عبر معبر رفح في طريقهم إلي سوريا لإجراء مباحثات مع المكتب السياسي لحماس في دمشق عن العرض الاسرائيلي الأخير الخاص بصفقة تبادل الأسري. في غضون ذلك أعلن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الأسرائيلي أنه سيجري مباحثات مع الرئيس مبارك اليوم لبحث السبل الكفيلة بدفع عملية السلام. في الوقت نفسه كشفت مصادر دبلوماسية عربية وغربية إعداد واشنطن خطابي ضمانات للفلسطينيين والاسرائيليين لاستئناف المفاوضات. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي عربي طلب عدم ذكر اسمه أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل سيسلم خلال زيارته المقبلة للمنطقة مسودتي خطابي الضمان. وأضاف الدبلوماسي أن الولاياتالمتحدة تأمل أن يشكل الخطابان أساسا لاستئناف المفاوضات، ولكننا لا نعرف إن كانت هذه الضمانات سترضي الفلسطينيين الذين يطالبون بوقف تام للاستيطان قبل استئناف المحادثات. فيما أكد دبلوماسي غربي في القاهرة هذه المعلومات، وقال إن المباحثات جارية حول "خطابي الضمانات". من جانبه قال الرئيس السابق لحزب ميرتس الإسرائيلي بوسي بيلن إن نتنياهو أصبح قريبا من التوصل إلي اتفاق مع واشنطن حول إطار المفاوضات مع الفلسطينيين. ونقل راديو إسرائيل أمس عن بيلن قوله إنه حصل علي معلومات من جهات دولية وإسرائيلية تشير إلي أن نتانياهو وافق علي الصيغة الأمريكية التي تحدد فترة المفاوضات مع الفلسطينيين ب24 شهراً مع إجراء المفاوضات علي أساس حدود عام 67 وإمكانية تبادل بعض الأراضي بين الجانبين. أوضح بيلن أن نتانياهو وافق كذلك علي طرح قضية القدس في المفاوضات وأبدي استعداده للتعبير عن التزام إسرائيل بجميع الاتفاقات السابقة مع السلطة الفلسطينية بما فيها أوسلو وخارطة الطريق. من جهته أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان عن اعتقاده بأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لن ينتهي خلال العقد الحالي أو حتي خلال العقد الذي يليه، زاعما أن إسرائيل تقدم باستمرار التنازلات للفلسطينيين، لكنهم يطلبون المزيد لتبرير موقفهم الرافض لإنهاء النزاع. وفي غضون ذلك صرح مصدر إسرائيلي رفيع أن تل أبيب ابلغت واشنطن بنيتها بناء 692 وحدة استيطانية في مدينة القدس. وفي الوقت ذاته سجلت عمليات تهجير اليهود إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العام الحالي ارتفاعا بلغت نسبته 17٪ مقارنة بعام 2008 وهو الأول منذ عشر سنوات. من ناحية أخري تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بملاحقة "مجرمي الحرب" الذين ارتكبوا أبشع الجرائم وأفظعها بحق الفلسطينيين خلال الحرب الإسرائيلية علي غزة التي صادف أمس الأول ذكري مرور عام عليها.