في عدد قديم لمجلة" الفنان" الأمريكية المعنية بالفن التشكيلي ، قال أحد خبراء المزادات الفنية إن لعالم اللوحات والتحف لغة وأبجديات لاتعترف بالحدود والفوارق بين البشر، ولا تستلزم سوي قلب مفعم بالحياة وعين تقدر الجمال. هذه اللغة متاحة للجميع مثل تحية الصباح والمساء التي يفهمها البشر سريعاً وفنجان الشاي أو القهوة الذي تتنسم فيه شعوب العالم في كل مكان طعم الحياة وعطر يوم جديد. في كل لغات العالم نجد أن مفردات التحية والصباحات الجميلة لاتخرج عن كلمتي" صباح جميل"، لكننا نتفوق ويتسع قاموسنا ليشمل كلمات مثل؛ صباح القشطة والفل والورد والياسمين والمسك والعنبر، بل والنور والخير أيضا. ولا يتعدي ذلك الفضاء الرحب، الذي يميزنا في تحية اليوم الجديد، نطاق الكلمة، وسرعان ما تنغلق قلوبنا أمام اللغات المشتركة المجانية التي تجمعنا مع الشعوب والثقافات الأخري. ان احساس أنامل الإنسان وهي تلمس قطعة حريرية من قماش ساري هندي أو سجادة صلاة منسوجة يدوياً، من قرون طويلة، هو شعور واحد لا يختلف عليه اثنان. كما أن الوقوف أمام لوحة الموناليزا أو مخطوط عربي قديم أو بردية فرعونية ينقل للإنسان ذي الفطرة الطبيعية الرسالة والمعني ذاته. لماذا لايستفيد خبراء المزادات من لغة التحف والفن المشتركة وتقيم كليات الفنون، بالاشتراك مع صالات المزادات، مدارس أو معاهد مهمتها الأساسية تعليم الشباب والمهتمين " صنعة" تقييم وتثمين التحف والفن التشكيلي، كل في مجاله وحسب اهتمامه مثل الكريستال والنسيج والمجوهرات والمخطوطات. علي أن يلقي علي كاهل هؤلاء مهمة محببة ؛ الا وهي" التسويق" الراقي لفنونا. ومن المؤكد أن الطلب عليهم سيكون شديداً؛ لاسيما في دور المزادات العالمية التي تري في منطقة الشرق الأوسط أرضاً خصبة لتوسيع نطاق نشاطها... ونأمل أن يكون لمصر فيها مساحة تليق بما تحتضنه أرضنا من كنوز وحضارة؛ لنتحدث مع العالم لغة جديدة... وصباح القشطة والعسل والحليب.