من المتوقع ان يطال التغير كافة نواحي الحياة نتيجة للتقدم التقني الهائل الذي يجتاح العالم ، ومع ان تفكير الانسان العادي قد يعجز في كثير من الاحيان عن تصور المدي الذي يمكن ان تصل اليه بعض الادوات والاجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية اعتقادا منه انها وصلت ارقي درجات الرقي والتطور الا ان الباحثين والعلماء في سعي دائم خلف التطوير والتحسين،لتحقيق سهولة الاستخدام والرقي بالخدمات المقدمة للبشرية وزيادة معايير السلامة والأمن . وإذا نظرنا الي احدث السيارات واكثرها تقدما خصوصا تلك الانواع التي توظف أرقي التقنيات مثل: نظام تحديد المواقع العالمية ،وأجهزة عقد المؤتمرات المرئية عبر الانترنت، والرادارات القادرة علي قياس المسافة بين تلك السيارات وأقرب المركبات اليها وما الي ذلك ،فإن طيفا من الاسئلة قد يتبادر الي الذهن أهمها عن مصير صناعة السيارات والخطوات المطلوب تحقيقها في غضون السنوات او العقود القليلة المقبلة ،وما يدور من خطط وأفكار في دهاليز هذه الصناعة خصوصا لدي الشركات العملاقة في الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا وآسيا . تقنية عصا التحكم: وتتطلع بعض الشركات في ففكرها المستقبلي لانتاج سيارة تبدو اقرب الي عالم الخيال والعاب الفيديو ،ومع انه تفصلنا فترة زمنية ليست بالقصيرة عن رؤية هذه السيارة الحلم وهي تجوب شوارع المدن الا ان اهم ما يميزها استخدام عصا التحكم بدلا من العجلة التقليدية التي رافقت السيارة منذ اول ظهور لها ،والاستغناء عن دواسات البنزين والفرامل وجهاز التنبيه . ومن اشد المتحمسين للخوض في هذا النظام المستقبلي هي شركة ديملر-كرايزلر ،حيث تؤكد مصادر الشركة ان هذا النظام سيكون سهل الاستخدام وسيلاقي اعجابا منقطع النظير حتي من جانب اكثر فئات السائقين تحفظا ،مع ان التغيرات اشتملت علي الاجزاء التقليدية للسيارة كي تسجل تلك التغيرات نقاطا اساسية في عالم هذه الصناعة ومرحلة جديدة في مسيرتها . فوائد خيالية : ويري الخبراء ان مثل هذه المفاهيم الجديدة سيكون لها منافع كثيرة يأتي عنصر السلامة في مقدمتها ،وعلي سبيل المثال فإن عدم وجود عجلة القيادة في مواجهة صدر السائق يعني ضررا اقل لحظة وقوع اصطدام ،كما ان الدواسات كانت سببا رئيسيا في احداث ارتباكات لدي السائقين في اللحظات الحرجة التي تسبق الحوادث الخطيرة . وتستخدم عصا التحكم في توجيه السيارة وزيادة السرعة من خلال الضغط علي ازرار خاصة إضافة الي ايقاف السيارة أو تخفيف السرعة وإطلاق الاشارات الضوئية والصوتية للتنبيه ،ومن الممكن ان يتكون جهاز التحكم من جزءين يوضع أحدهما امام السائق،بينما يوجد الاخر علي مقربة من اليد اليمني للقيام بالوظائف الثانوية . ثورة في مقصورة القيادة : وإذا أخذنا هذه التصميمات في عين الاعتبار نجد ان الجيل المقبل من السيارات سيكون قريبا جدا من الطائرات المقاتلة من حيث شكل كابينة القيادة ويكفي للسائق في هذه الحالة ان يضغط برفق علي مفتاح اليكتروني مثبت فوق عصا التحكم للوصول الي مستوي السرعة المطلوبة . وفي هذا النوع من السيارات تعمل أجهزة السلامة اوتوماتيكيا عندما تستشعر وجود خطر ما في الظروف الحرجة وفي فترة قياسية تقاس باجزاء من الثانية ،ويستطيع النظام ايضا ان يتعامل مع حدود السرعة العالية والمنعطفات الحادة والاراضي الزلقة ،مع ان هذه الظروف جميعها تعد معوقات وتحديات امام امهر السائقين واكثرهم خبرة . يقول مهندس شركة ديملر كرايسلر السيد لوتز إيكشتاين أنه يستطيع التحكم بالسيارة باستخدام إصبعين فقط من كل يد علي وحدتي جهاز التحكم ،كما يستطيع السائق أن يجلس بوضع مريح للغاية وهو يقوم بمختلف المهمات . وعندما تسير السيارة علي الطريق تبدأ كل الاجهزة الاليكترونية بالعمل آليا حيث يمكن المحافظة علي السرعة المطلوبة حسب ظروف الطريق ورغبة السائق ،وعندما يود السائق مثلا بزيادة او تخفيف السرعة فما عليه سوي دفع العصا الي الامام او الخلف . ومن المتوقع الا يجد السائقمين في المستقبل اية غرابة لدي قيادتهم سيارات تخلو من عجلة القيادة او دواسات الفرامل ،ودلت الدراسات التي اجرتها الشركة المصنعة علي مجموعة من الشباب وهم يستخدمون اجهزة الواقع الافتراضي او المحاكاة للطرز القادمة ان هناك اتساقا بين مختلف العمليات التي يمكن القيام بها باستخدام عصا التحكم مثل التوجيه والسيطرة والتحكم وزيادة او تخفيف السرعة ،ومن غير المرجح ان تجد الاجيال القادمة اية مشكلات لتتعلمها بسرعة بالغة ،وقد يستغرق الامر ثلاث ساعات فقط .