قبل حوالي عشرة أيام تم الإطلاق الرسمي لجهاز نكساس ون (Nexus One)، وهوالموبايل الذي أطلقته شركة "جوجل" الشهيرة. الجهاز له نفس الخصائص الظاهرية وسحر الاستخدام الذي تجده في جهاز آيفون (iPhone) الذي أطلقته شركة أبل واستطاعت تحقيق أرباح غير مسبوقة في عالم أجهزة الموبايل خلال فترة قصيرة جدا، ولكن جهاز جوجل يتميز باستخدام تكنولوجيا أندرويد (Android)، وهي تكنولوجيا جديدة اشترتها جوجل في عام 2007م، وهو العام الذي أسست فيه جوجل اتحاد الأجهزة المفتوحة (Open Handset Alliance)، ويتكون من 47 شركة تكنولوجية تعاهدت جمعيها بما فيها جوجل علي أن تجعل تكنولوجيا ال"أندرويد" متاحة مجانا لكل المبرمجين والشركات لتطويرها. كانت أول الشركات التي سارعت لإطلاق موبايل يستخدم تكنولوجيا أندرويد هو شركة HTC ثم جاءت جوجل، وهناك حاليا حوالي 18 شركة ستطلق موبايلات باستخدام التكنولوجيا نفسها. هناك تساؤل واسع علي الإنترنت عن الفرق بين جهاز آيفون وجهاز نكساس ون، حيث تبدو الفروق بسيطة جدا للمستخدم بين الجهازين (حتي في الشكل)، ولكن كما يبدو فإن الفرق الأهم هو اتصال الموبايل بمواقع الإنترنت المرتبطة بكلتا الشركتين العملاقتين. جهاز نكساس ون يمكنك ببساطة وسهولة غير عادية من استخدام إيميل gmail.com التابع لشركة جوجل، بالإضافة لخصائص البحث ومختلف خدمات جوجل، وأيضا موقع YouTube.com الذي اشترته جوجل قبل عدة سنوات. ولذا فالجهاز - كما يقول المراقبون- يشبه امتلاك شبكة الإنترنت في جيبك. من جهة أخري فإن جهاز الiPhone يقدم لك تواصلا ممتازا مع خدمات أبل مثل موقع iTunes لتحميل الملفات الموسيقية وخدمة iPhoto لحفظ وتصنيف الصور ومستعرض سفاري وغيره. ميكروسوفت هي الأخري بصدد إطلاق نسخة مطورة من برنامج "ويندوز موبايل" ولكن علي أجهزة خاصة بميكروسوفت هذه المرة، متنافسة في ذلك مع منافستها جوجل في دخول سوق أجهزة الموبايل، وهي أيضا تحاول تقديم ربط مميز لمستخدمي أجهزتها بخدمات الإنترنت العديدة التي تملكها ميكروسوفت. بطريقة ما فإن التنافس الحاد بين شركات التكنولوجيا العملاقة علي دخول سوق أجهزة الموبايل والاستفادة من مبيعاته العالية يتركز علي تقديم خدمات خاصة، وهذه الشركات كما يبدو تركز علي الخدمات المتوفرة علي مواقعها الشهيرة بحيث تنقل تجربة الإنترنت إلي جهاز الموبايل الذي يحمله المستخدم. بكلمات أخري، تحولت أجهزة الموبايل إلي امتداد تقني وتجاري لمواقع الإنترنت وخدماتها، وهذا مصدر دخل جديد لمواقع الإنترنت لم يكن علي البال أو علي الخاطر. هذا يعني أننا نعيش اليوم خطوة أخري مهمة علي طريق توحد جهاز الكمبيوتر وجهاز الموبايل في جهاز سحري واحد يربطنا بالإنترنت أينما كنا وعلي مدار اليوم.