بين زحمة الحياة وزخمها ومرارة الغربة بعضنا ينشغل بأمور حياته وكسب رزقه ولكن البعض الآخر يعي دوره الاجتماعي ويسعي لممارسته ود.عصام عبدالصمد واحد من هؤلاء فسنوات الغربة الطويلة لم تنسه مصريته التي يعتز بها فوجه جهوده لتأسيس جمعية اتحاد المصريين في أوروبا التي أصبحت بمثابة لوبي للدفاع عن حقوق المصريين والعرب في الغربة. 36 عاما هي المدة التي قضاها عصام عبدالصمد طبيب الأسنان في لندن حيث مازال يعمل ويقيم وقد سافر إليها بعد تخرجه من جامعة عين شمس ورغم استقرار أوضاعه هناك إلا أن مصر لم تخرج من قلبه وهو ما دفعه للاشتغال بالعمل العام وجاء ذلك من خلال تأسيس الاتحاد. ويوضح د.عصام طبيعة عمل الاتحاد قائلاً: أنا لست عمدة المصريين علي الإطلاق ولكني واحد من المهتمين برعاية شئون المغتربين ونحن والحمد لله كثير فيوجد العديد من الجمعيات التي تهتم بالعمل علي أرض الواقع من حيث تزويج الفتيات وزيارة المساجين ودفن الموتي إضافة إلي رعاية المرضي وغيرها من الأمور الخدمية ولكن الاتحاد الذي أسسته يعمل علي مستوي القمة كما يقولون فهم يمثلون جماعات ضغط بمثابة دبلوماسية شعبية تتعامل مع 28 دولة علي رأسها الحكومة والبرلمان المصري. يضيف د.عصام أنه لا يتحدث باسم كل المصريين ولكن باسم أعضاء الجميعة وعددهم ليس بالقليل كما أوضح فهم جماعة فكر لا يقبلون الأعضاء الجدد بسهولة ويهدفون إلي التركيز علي ثلاث نقاط مهمة هي ربط المصريين الموجودين بالخارج بعضهم ببعض وبناء جسر بينهم وبين بلدهم الأم مصر إضافة إلي الإندماج مع المجتمع الأوروبي والتعبير عن وجهة نظر المصريين فيما يدور حولهم من قضايا وتوصيل صوتهم للجهات المسئولة. ومن ضمن الموضوعات التي تشغل بال د.عصام عبدالصمد في الوقت الحالي قضية الإسلاموفوبيا والتي يعاني منها المغتربون لدرجة تعيق حياتهم وتمنعهم من الاستمرار نتيجة الشعور بالاضطهاد فكثير من أبنائهم يعانون من البطالة بسبب أسمائهم المسلمة. يقول د.عصام: في هذا الصدد طالبنا شيخ الأزهر بضرورة إرسال شيوخ يتحدثون بلغة الحزب لمخاطبتهم وتعريفهم بحقيقة الإسلام كما اهتم الاتحاد بقضية مروة الشربيني وتفاعل معها وحرص علي التواصل مع عائلتها ونسعي الآن للمطالبة بحق المغتربين في المشاركة بالانتخابات وإصدار بطاقة الرقم القومي. يضيف بأننا لدينا علماء مصريون ونماذج مشرقة أمثال د.مجدي يعقوب بالآلاف يسعون لخدمة مصر ولكن لا يعرفون السبيل لتحقيق ذلك فنحاول مساعدتهم وإرشادهم للطريق. أما حلمهم الأكبر فهو تأسيس وزارة للهجرة وخاصة أن 10٪ من تعداد سكان مصر من المهاجرين وهم نسبة كبيرة لا يستهان بها ويقول: نحن بحاجة إلي جهة نلجأ إليها في حالة حدوث أزمات أو مشاكل أبرزها رعاية المسجونين في الخارج والاستفادة من قدرات أبنائها فلدينا في لندن وحدها 63 ملفاً للهاربين الذين يعيشون في عزلة ولا يستفيدون من أموالهم ويكونون في أمس الحاجة لمن يخرجهم من أزمتهم بتسوية ديونهم.