قال الدكتور محمود رفعت, رئيس المعهد الأوروبي للقانون والعلاقات الدولية, التابع للاتحاد الأوروبي, إن الإعلام الغربي تناول حادث الأسكندرية الإرهابي بصورة غير حقيقية, تدعي وجود تمييز عنصر ضد الأقباط, وأن الدولة غير قادرة علي حمايتهم. وأضاف أن جمعيات حقوقية يرأسها مصريون قدموا تقارير وصورا مفبركةتدعي وجود تمييز عنصري ضد الأقباط, وتشوه صورة الدولة في الخارج. مشيرا إلي أن تفجيرات إسبانياولندن كانت أكثر شراسة من تفجيرات ليلة رأس السنة بالأسكندرية وأن الإعلام الغربي كان متحاملا علي مصر. وأكد أن الغرب أنشأ جميعات حقوقية لمنتقدي السياسات العربية, وأغدق عليها بالمال لتوجيه التقارير ضد مصالح بلدانهم ومصر الأكثر تضررا. وشدد علي أن علاج الاحتقان الطائفي لابد أن يكون من الداخل ولن يأتي من الخارج أبدا, فالغرب يستغل المشاكل الداخلية ليمرر مشاريعه بالمنطقة. وأن أقباط المهجر يتشدقون باللجوء للمحكمة الدولية ضد مصر, والقضاء الدولي لايعتد بتقارير وشكاوي يقدمها أفراد. وأن دور الجاليات المصرية في الخارج مهم وعليها أن تتحول إلي لوبي مصري قوي يضغط لصالح السياسة المصرية, وأنه يتعين علي الدولة نشر الثقافة المصرية في الخارج واختيار ملحقين ثقافيين ذوي كفاءة عالية باعتبارها أولي خطوات تحسين صورة مصر, كما طالب الدولة بتبني مشروع لتحسين صورتها في الخارج يشارك فيه علماؤها بالخارج. وهذا نص الحوار: * كيف أثر حادث الإسكندرية الإرهابي علي صورة مصر في الخارج؟ ** هذا النوع من الحوادث عامة يتم تناوله علي أكثر من صعيد, الصعيد الأول الإعلامي والمعروف أن هناك طائفة معينة تسيطر عليه وهي تسعي دائما لاستهداف تشويه سمعة مصر وبالتالي الحادث الأخير تم تناوله في الخارج بطريقة تعكس مدي تمزق النسيج الاجتماعي المصري في الداخل ولايتم تمثيله بصورته الحقيقية وهي أنه حادث عارض يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم. فهناك حوادث إرهابية أكثر عنفا مثل حادث تفجيرات قطارات إسبانيا التي راح ضحيتها أضعاف مضاعفة من القتلي, أو حادث تفجيرات أبراج منهاتن وغيرها. أما علي الصعيد الثاني فهناك بعض الطوائف في الخارج التي تدعي الانتماء لمصر يروجون للحادث علي أنه اضطهاد ممنهج ضد الأقباط رغم أن الحادث أصاب مسلمين ومسيحيين وهؤلاء يمكن وصفهم بأنهم مرتزقة دماء الشعوب والحروب في الخارج. بالتالي يمكن توصيف مايحدث بأن هناك شعبا ينزف ويتألم من الحادث وأن هناك آخرين في الخارج يتاجرون بما حدث. * كيف تعمل تلك الجمعيات في الخارج علي تشويه صورة مصر؟ ** القوانين المنظمة لعمل الجمعيات الحقوقية والاجتماعية في الخارج أكثر تساهلا من مصر والدول العربية, وبالتالي لايتطلب إنشاء جمعية حقوقية في الغرب عامة سواء أوروبا أو أمريكا وكندا سوي إرسال خطاب علم لحكومة الدولة الكائن بها الجمعية بتأسيسها, ولاتوجد تصاريح ولاشروط ولا رفض ولا أي ضمانات لأنشائها. وبالتالي يذهب هؤلاء الذين يتاجرون بآلام الشعب ليؤسسوا مثل هذا الجمعيات في الخارج. ومصادر دخل تلك الجمعيات تأتي من تبرعات الدولة صاحبة الأرض وتبرعات الأفراد, وكل هذه التبرعات تذهب لجيوب هؤلاء الأشخاص طالما نفذوا مايطلب منهم من توجيهات. والملاحظ أن بعض الحكومات الغربية تستفيد من تلك الجمعيات وتمنحها التبرعات وفق شروط وتوجيهات يكون في أغلبها تشويه صورة مصر لتستخدم كآلية ضغط علي الحكومة المصرية في أوقات معينة. ومثال ذلك ماحدث من حكومة جورج بوش الابن التي كانت تأوي تلك الجمعيات لفترة طويلة لتقدم صورة سلبية عن منطقة الشرق الأوسط لتستطيع حكومة جورج الابن تنفيذ مخططها عن الشرق الأوسط الجديد وغيره. وبصورة عامة تلك الجمعيات تقوم بدور الآلة التي تنقل صورة سلبية موجهة للرأي العام الغربي عن الحكومات الشرق أوسطية ومن أهم تلك الحكومات حكومة مصر. * هل تقصد أن هذه الجمعيات ومن يديرونها من مصريين تعمل علي تشويه صورة مصر وفق أجندة خارجية؟ ** بالطبع, تلك الجماعات تعمل وفق أجندة قائمة علي أن هناك اضطهادا ممنهجا ضد أقباط مصر, وكأن مصر لايوجد بها وزراء مسيحيين ولا أطباء وأساتذة جامعات ورجال أعمال مسيحيين. الخطير أنهم يروجون أن مصر بها فصل عنصري وإبعاد وإقصاء لكل ماهو مسيحي, والحقيقة أننا نلمس أن هناك خلافات بين بعض المسلمين والمسيحيين لكنها لاترقي إطلاقا لكونها فصلا عنصريا فالفصل العنصري مفهوم خطير جدا كان موجودا بجنوب أفريقيا وكان إقصاء وإبعادا واضطهادا. لكن في مصر لو تأملنا الواقع الاجتماعي سنلحظ أن الاحتفان بين مشجعي الأهلي والزمالك قد يكون أكبر بكثير من الاحتقان بين المسلم والمسيحي, ورغم ذلك من يريدون تشويه صورة مصر يضغطون بصورة مفبركة عن العلاقات بين المصريين في الداخل. وكل هذا يصب في صالح الدولة التي تقدم لهم التبرعات المادية, لدرجة أن تلك الجماعات تمادت لتقول إنها ستلجأ للقانون الدولي ومحكمة العدل لرفع الاضطهاد عن الأقباط وكأنها مؤسسات خاصة ستفتح الباب لكل شخص يقدم الشكوي التي يريدها. * ماموقف مجلس الأمن والقضاء الدولي منهم إذا تقدموا بتلك الدعاوي؟ ** القضاء الدولي له نوعان, قضاء مرحلي مثل محكمة رواندا ويوجوسلافيا وهي محاكم تنشأ بقرار من مجلس الأمن نفسه, النوع الثاني وهو القضاء الدائم الذي ينشأ بقرار من المحكمة الجنائية الدولية, ويشترط لرفع قضية أمام هذه المحكمة أن يحيل الدعوي إما دول عضوة بميثاق روما المنشئ للمحكمة, أو مجلس الأمن نفسه, أو أن يحيلها المدعي العام للمحكمة, وبالتالي مجلس الأمن والقضاء الدولي لا يستقبل أفرادا ولا جمعيات تهدد وتتشدق باللجوء للقضاء الدولي ضد دولهم التي ينتمون لها اسما فقط. * كيف أنشأ هؤلاء تلك الجمعيات رغم أنهم مصريون؟ ** الحقيقة أنك لو اطلعت علي أوراق هؤلاء وتاريخهم تجد أنهم ليس لديهم وظائف في الغرب ويعيشون علي التبرعات باسم هذه الجمعيات التي يؤسسونها وتمول من دول غربية وأفراد, ومن أخطر تلك الجماعات ما يطلقون علي انفسهم أقباط المهجر وأسسوا جمعيات بالولاياتالمتحدة وكندا وبعض الدول الأوروبية ومنتدي حريات الشرق, وأسمع منهم كثيرا من الادعاءات بلجوئهم للمحكمة الجنائية وبعضهم صرح باللجوء لمجلس الأمن, وللأسف لو كان هؤلاء مصريين حقيقيين ينتمون للدولة انتماء وجداني لفهموا ان الألم في الداخل, وأن العلاج لابد أن يكون من داخل مصر, فالغرب لن يتدخل للعلاج, لكنه يستغل التفاعلات الداخلية والمشكلات لكي يستفيد منها ويمرر مشاريعه في المنطقة بالضغط علي القاهرة. فالغرب لا يهتم بمسألة حقوق الانسان كما يظن البعض, أين كان الغرب مثلا عندما قتل في رواندا ما يقرب من مليون شخص وعندما ارتكبت جرائم حرب ضد المسلمين في البلقان. هل اختلف وضع تلك الجمعيات في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد إدارة أوباما؟ بالطبع إدارة أوباما أقل اهتماما بدور هذه الجمعيات والتي أصبحت مهمشة إلي حد ما, لكن الخطر أن دور تلك الجمعيات ينشط من وقت لآخر, وهو ما يحدث أيضا مع الجمعيات التي يديرها أشخاص من جنسيات عربية أخري تضغط علي دولهم مثل جنسيات سورية تدير جمعيات بالخارج تستخدم كورقة ضغط علي سوريا من زوايا وأبعاد أخري. * هل تري أن هذه الجمعيات تفعل ذلك دون وعي أم أنها ضالعة بالمخططات الغربية؟ ** أنا لا أقول انهم لا يعملون دون فهم لحقيقة ومرارة نتائج أعمالهم, لكنهم يتاجرون بدماء اخوانهم المصريين وليس المسيحيين, فالمسلمون والمسيحيون يجتمعون في مصريتهم واخوة الأرض أكبر من أخوة الدين, ولو أعلي هؤلاء مفهوم الاخوة المصرية لما اختلقوا تقارير وصورا مفبركة عن العلاقات بين المصريين لتقديمها للسياسيين الغربيين لاستخدامها ضد مصر. * ما تفسيرك لاستخدام الدول الغربية تلك المسألة كورقة ضغط علي مصر؟ ** القاهرة بها كثير من مفاتيح الشرق الأوسط, وكثير من القرارات السياسية التي تخرج وتدار من القاهرة, وبالتالي تستخدم ورقة اضطهاد الأقباط وتصوير العلاقات بين المصريين علي انها اضطهاد عنصري باعتبارها انتهاكات لحقوق الانسان. * ما رد فعل الرأي العام الغربي تجاه ما يبثه الإعلام الغربي عن مصر؟ ** دول الغرب ليست كتلة واحدة, كما أن كل دولة بها مؤسسات, وهي مؤسسات مستقلة, وما يهمنا دائما هنا المؤسستان الإعلامية والرئاسية. يجب ان نقر بأن من يسيطر علي الإعلام الغربي هم اليهود وأكثر من99% من يهود العالم يؤمنون بالأهداف الصهيونية وبالتالي تبث وسائل الإعلام الغربية الصورة المعتمة والسلبية عن مصر, ودائما تنعقد المقارنة في أذهان الرأي العام الغربي بين صورة مصر والدول العربية من جانب وما ينقل عنهم من صور سلبية, وبين اسرائيل من جانب اخر, والتي تظهر في وسائل الإعلام الغربية انها واحة الديمقراطية والسلام, وبالتالي ينسي الإعلام الغربي شهداء غزة وفلسطين وما يحاك ضد الفلسطينيين من تمييز عنصري, أما المؤسسة الرئاسية الغربية فانها تتعاون مع المؤسسة الإعلامية في إطار واحد الهدف منه تمزيق الجسد المصري لتمرير مشروعات محددة في الشرق الأوسط وضمان أمن قوات الغرب الموجودة في الشرق الأوسط, وهذا فضلا عن ضمان أمن وسلامة اسرائيل, بالاضافة الي ضمان عدم حدوث صحوة في الشرق, ومن المعروف ان مصر دولة ذات ثقل سياسي كبير في الشرق مهما قيل عن تراجع دورها, ويؤيد ذلك اختيار أوباما القاهرة لتوجيه خطابه الي الشرق والدول الإسلامية, وبالتالي حدوث أي صحوة علي مر التاريخ مرتبط بمصر فهي البداية لأي صحوة, والسياسي الغربي من مصلحته ان تكون القاهرة في حالة انشغال دائم بشأنها ومشاكلها الداخلية, وبالتالي لو أن القاهرة أصبحت منشغلة بالشأن الداخلي وبجسد ممزق تداوي جراحه لن تلتفت لأي صحوة أو تحرك دولي, لذلك فإن الإعلام العالمي والمصري أعطي حجما أكبر بكثير لتفجيرات رأس السنة من حجمها الحقيقي, رغم أن أوروبا عانت من تفجيرات أكثر ارهابا مثل تفجيرات لندن التي روعت المدينة والدولة ككل لكن لم يتم تضخيمها إعلاميا, وتفجيرات سان ميشيل في باريس منتصف التسعينيات ورغم ذلك لم يتم تضخيم الحدث إعلاميا. لكن مؤكد أن حادث الاسكندرية مأساوي وكارثي؟ أنا لا أقلل من بشاعة الحدث لكن ليس بالتضخيم الإعلامي الفج الذي يفرق وحدة الأمة, فالتهديدات الأمنية يمكن ان تحدث في أي بلد في العالم, مثل تفجيرات نيويورك التي حدثت في أكبر ترسانة عسكرية في العالم, والطبيعي في مجريات الأمور أن أبدأ بالعلاج وليس بتمويل مظاهرات في الداخل كما تفعل جماعات المهجر من المصريين الذين يتربحون من الام الناس. * ماذا يروج الإعلام الغربي بشكل عام عن صورة مصر؟ ** يروجون صورة نمطية عن أن مصر غير قادرة علي إدارة شئونها في الداخل, وبالتالي تأتي مسألة الإملاءات من الخارج, افعل ولا تفعل, وكلها تدور في ظاهرها حول الديمقراطية. * كيف نغير الصورة في الإعلام الغربي؟ يجب ان نتوجه إلي الرأي العام الغربي, فالرأي العام يوجه الناخب لديه ليضع سياساته, وهناك ما يسمي بتأييد النقاط في العلاقات الدولية, وهي أن المرشح يعرف النقاط التي يهتم بها الناخبون والتي تؤثر عليهم وبالتالي يتوجه اليهم ويغازلهم باهتمامه بتلك النقاط أو القضايا, ومن المسائل التي تظهر متبلورة في الرأي العام الغربي بشكل جيد هي مصلحة وأمن اسرائيل, لذلك فإن المرشحين والحكومة في الغرب دائما يتوجهون للرأي العام الغربي فيما يخص العلاقات الدولية بقضية الحفاظ علي أمن اسرائيل, واسرائيل استطاعت بالفعل أن توجه الرأي العام والناخب الأوروبي ليقتنع بسياساتها. * ما هي آليات التأثير علي الرأي العام الغربي لتغيير تلك الصورة السلبية؟ ** مصر تحتاج مجهودات في هذا الاطار ودورا أكبر لتغيير صورتها أمام الرأي العام الغربي, وهناك عدة خطوات يمكن ان تتبعها الحكومة, أولها ان تكون هناك لجان حقيقية لاختيار من يمثلون ويعملون باسم مصر في الخارج خاصة الملحقين الثقافيين, والملاحظ للأسف ان الاختيار يتم بعناصر الثقة والواسطة وليس الكفاءة, والمطلوب ان تتشكل لجنة من جميع الوزارات المعنية لاختيار الملحقين الثقافيين وليس اختيارهم من جهة واحدة, وهي وزارة التعليم العالي, والنقطة الثانية المهمة ان يكون الترويج ليس لثقافة مصر التاريخية فقط بل والشعبية القائمة الان وبث معلومات حقيقية وصحيحة عن جميع الأحداث التي تجري بها من خلال مهرجانات ومؤتمرات وندوات ومواد صحفية وإعلامية وإعلانية منشورة في أهم وسائل الإعلام. أما الخطوة الثالثة أن تستعين مصر بشركات علاقات عامة إعلامية في الخارج تسوق لصورة مصر الايجابية للرأي العام الغربي, وهذه خطوة مهمة جدا, فدولة قطر لجأت لهذه الطريقة فاستطاعت أن تحصد سمعة طيبة وفازت باستضافة كأس العالم. ولا ننسي أن مصر لديها أهم شركات العلاقات العامة والاعلام لتسويق اسمها وتحسين صورتها, وهم علماؤها بالخارج الذين يفوق عددهم عدد سكان دولة مثل قطر, لماذا لا نعتمد عليهم في تسويق صورة مصر الإيجابية. فمن الممكن أن يساهم كل علماء مصر وأبناؤها في مشروع نهضوي لتحسين صورة مصر في الخارج وتقديم الصورة الحقيقية ومواجهة الخطر الذي يسئ إليها. * ماذا عن دور الجاليات المصرية لتحسين صورة مصر في الغرب ؟ ** دور الجاليات المصرية مهم جدا في تحسين الصورة, لكن المطلوب أن تنتقل الجالية المصرية هناك من مرحلة جالية إلي لوبي مصري في أوروبا كي يضغط علي البرلمان الأوروبي, خاصة أن الجاليات المصرية تضم رجال أعمال وعلماء وتجارا وأطباء, وبالتالي تمثل قوة انتخابية كبيرة في الغرب, لماذا لا يتم تفعيل دورها وفق أجندة وتوجهات مصرية تضغط علي الغرب وتعطي صورة حقيقية عن مصر. * هل من السهل قيام لوبي مصري في أوروبا؟ ** من السهل في أوروبا أن تخاطب الرأي العام الغربي لأن هناك حرية في تنظيم وإصدار الصحف والقنوات والجمعيات وغيرها, بعكس كثير من الدول العربية التي تضع قيودا وتفرض حظرا علي أشياء كثيرة تخاطب الرأي العام. وبالتالي أنا لدي دهشة من عدم استغلال كل تلك الفرص ليؤسس المصريون والعرب أيضا جمعيات وصحفا تخاطب الرأي العام الغربي ليساهموا في توجيهه ومن ثم صنع القرار. وكانت هناك فرصة كبيرة لكي يلتفت العرب الي الرأي العام الغربي لتوضيح مفهوم الإرهاب والخلط بينه وبين الإسلام لكن للأسف لم يواجه العرب قضية الخلط بين الإرهاب والإسلام في العالم الغربي, وكان كل الخطاب الإعلامي موجها للداخل وليس للخارج, فلم يتجه العرب لبث خطاب وصورة حقيقية عن الإسلام والمجتمع العربي. * ما رأيك في السيناريوهات التي طرحها البعض عن الجهات الخارجية التي تتربص بأمن مصر ولا سيما في استغلال الحادث الأخير ؟ ** أولا أنا استبعد ضلوع حماس في هذا المخطط علي الأقل في الوقت الحالي لأنها أصبحت تنشد ود مصر بأي طريقة لأنها في حالة عزلة شديدة جدا في الوقت الحالي, لدرجة أنها أصبحت تطلب ود إسرائيل وطلبت التهدئة معهم وحجمت رجالها ونزعت من بعضهم السلاح, فما بالك بعلاقتها بمصر, أعتقد من باب أولي أنها أصبحت تمد حبل الوصال مع مصر خاصة أنها تعرف أن مفاتيح الوفاق والعلاقات في القاهرة.أما ما يتردد حول ضلوع الموساد فهو أمر وارد جدا. لكن ما يتعلق بضلوع إيران في هذا الحادث ربما يحتاج تفكيرا, لاسيما أن وثائق ويكيليكس تؤكد أن بعض المسئولين المصريين في جهات سيادية هددوا نظرائهم في إيران بأنهم إذا تلاعبوا في أمن مصر الداخلي سيردون بالمثل وإيران بالفعل حاولت في السابق التدخل في أمن مصر الداخلي لكن من المؤكد أن الظروف الحالية وملابسات الحادث الأخير تؤكد أن التهديد المباشر جاء من تنظيم القاعدة والجماعات التابعة لها, وتنظيم القاعدة صاحب المصلحة المباشرة في تهديد أمن مصر خاصة أن مصر هي إحدي بوابات الغرب أو أحد حلفائهم في الشرق الأوسط لكن يجب أن نؤكد أيضا أن الغرب يستغل ما يفعله تنظيم القاعدة من أعمال إرهابية وفق توجهات معينة لكي يستثمر الحادث الإرهابي في تحويل مصر من الحليف إلي التابع.