أرجو أن يسارع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية بإصدار بيان أو إلقاء تصريحات يرد فيها علي البيان الصادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الذي جاء تعقيباً عما نقلته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عما قاله وزير خارجيتنا لنظيريه الفرنسي والإسباني حول أن نتانياهو أبلغ الرئيس مبارك خلال زيارته الأخيرة لمصر استعداده لتشمل المفاوضات القدسالشرقية. أرجو أن يسارع أحمد أبوالغيط للرد، لأن بيان مكتب نتانياهو ينفي ذلك بل أيضاً يؤكد موقفه القائل إن القدس ستبقي للأبد موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، وأن الحدود الآمنة لإسرائيل لن تكون في حدود 1967، وأن ما يشير خلافا لذًلك ربما يعكس مواقف فلسطينية، لكنها بالتأكيد - كما يقول البيان - ليست مواقف إسرائيل. أري أهمية ألا يتجاهل وزير الخارجية هذا البيان الإسرائيلي ليس فقط لأنه ينفي ما نسب إليه من أقوال، وإنما لأنه يعود ليردد من جديد مواقف نتانياهو المعروفة التي سبق أن كررها، وهي رفضه الاعتراف بحدود 67 كحدود للدولة الفلسطينية حتي في ظل موافقة فلسطينية علي تبادل أراضٍ، ورفضه التفاوض حول مستقبل ومصير القدسالشرقية،التي يطالب كل العرب وليس الفلسطينيين وحدهم بأن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية. وإذا كان ما نسب صحيحاً لوزير خارجيتنا فإنه يجب أن يسارع بإصدار بيان هو الآخر أو الإدلاء بتصريحات ليوضح للجميع أن نتانياهو يكذب ويخادع، بل يسعي لإحراج مصر التي تحاول بكل قوتها إطلاق عملية تفاوض تقوم علي أسس سليمة تضمن للفلسطينيين حقوقهم كاملة وتضمن لسوريا ولبنان استعادة أراضيهما المحتلة. وليس كافياً أن نطلب من الإسرائيليين عبر القنوات الدبلوماسية وحدها وبشكل غير معلن ايضاحات لهذا البيان الصادر عن مكتب رئيس وزارتهم أو ينبههم إلي خطأ هذا البيان، لأن الناس الذين سمعوا وقرأوا ما نسب لوزير خارجيتنا أحمد أبوالغيط حول حدوث تقدم في موقف نتانياهو يجب أن يعرفوا الرد المصري علي بيان يكتبه، وحتي لا يستغل ذلك من يتربصون بمصر للتشويش حول هذا الموقف. أما إذا كان ما نسب لوزير خارجيتنا ليس صحيحا وأن ما نشرته صحيفة "هاآرتس" حول ما قاله لنظيريه الفرنسي والإسباني لم يحدث فإنه يجب أن يعرف الرأي العام المصري ذلك، ويعرف تورط الصحافة الإسرائيلية في نثر الأكاذيب حولنا وعن السياسة المصرية. وفي هذا الوقت سيكون مطلوباً من وزير خارجيتنا أن يوضح لنا ما هو علي وجه التحديد التقدم الذي حدث في موقف نتانياهو تجاه المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية، وكيف صار موقفه يقترب من موقف سلفه أولمرت إذا كان ما نسب إليه حول هذا الأمر صحيحاً أيضاً، ذلك ضروري ومهم حتي لا ينسج أحد من عندياته وفي تحليلاته أموراً غير حقيقية يستغلونها فيما بعد لشن حملات هجوم مسمومة علينا. نعم.. نعرف أن المباحثات السياسية بين الدول لا تتم بشكل علني علي قارعة الطريق، وأن كواليس العمل الدولي فيها الكثير من الأسرار، وأنه ليس كل ما يحدث يقال.. ولكن في هذا الموضوع بالذات، وفي الظروف التي نمر بها، يجب ألا نمنح أحداً فرصة لنثر الأكاذيب وترويج الشائعات.. فنحن نتعامل مع طرف خبيث يلعب بالبيضة والحجر ويخدع ويكذب، كما أن ظروف الانقسام الفلسطيني الحالي تتيح مناخاً مناسباً مستعدا لتقبل وترويج الأكاذيب والشائعات، وليس هناك أفضل من المبادرة بإعلان الحقائق أولاً بأول لقطع الطريق علي مروجي الشائعات وللوقاية من الخبث والخداع الإسرائيلي.