أم حنونة وزوجة محبة لطالما حلمت باستقرار أطفالها والشعور بالأمان ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فبدون مقدمات هاجمها المرض وافترس جسدها فلم تستسلم له وتقع فريسة، هذه هي قصة امرأة آمنت بالله وبقضائه تغلبت بمعجزة آلهية ودعم الأهل وحب الأصدقاء للانتصار علي هذا الوحش اللعين.. إنها سحر ثروت 50 عاما التي لعبت الصدفة الدور المؤثر في حياتها واكتشاف المرض عندما وجدت نفسها لا تستطيع تحمل دخان السجائر فتوجهت عام 2003 لاجراء بعض الفحوصات والأشعة علي الرئة لم يتطرق إلي ذهنها ما يخفيه القدر لها ولم تمانع وقتها من إجراء الكشف بالأشعة المانوجرام عندما قرر لها المسئول برغبتها إجراء أشعة علي الصدر أم الرئة وحينها وقع الخبر عليها كالصاعقة فهو سرطان الثدي اللعين، لم تمكث كثيرا في ندب حالها كما تفعل الأخريات وإنما حرصت علي إجراء عملية جراحية لاستئصال إحدي الثديين في أسرع وقت بمجرد اكتشافها المرض، كما كان لأطفالها وزوجها الفضل في دعمها النفسي وإعطائها القدرة للتغلب علي المرض ثم اضطرت للسفر إلي فرنسا لاتمام رحلة العلاج خوفا من عدم اهتمام الأطباء في مراحل العلاجية التالية نتيجة لما يشاع حولهم في مصر، ثم بدأت في نهاية العام لاستخدام البديل السليكون. وشاركت سحر في مؤتمر عالمي للدعم النفسي لمرضي سرطان الثدي لمدة أربعة أسابيع ضم حوالي 800 سيدة من مختلف الدول حيث وجدت اختلافا كبيراً بين تقبل المريضات في الدول الغربية للمرض بالعكس كان لديهن إقبال للحياة أكثر بل اتخذته أخريات سبيلا لتغيير مسار حياتهن، وعلي الرغم من استمرارها في المتابعة العلاجية والكشف الدوري إلا أنها لا تجد مانعا من إتباع بعض العادات الشعبية مثل تناول الصبار لاعتقادها بتقليل انتشار المرض طالما لا ينتج عنه أضرار صحية كما أنها لا تجد أي غضاضة من تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الكوراع والكركم والجنزبيل فضلا عن متابعة كل جديد في المجال الطبي الخاص به. تشير سحر أن هناك بعض المعتقدات الخاطئة حول المرض شائعة بين السيدات منها ربط المرض بالموت فهو مجرد مرض يحتاج للعلاج والمتابعة مثله كباقي الأمراض المزمنة مثل السكر وضغط الدم والكبد الوبائي وغيرها تسبب مضاعفات للجسم فضلا عن رهبة السيدات من اثاره الجانبية للعلاج الكيميائي مثل سقوط الشعر وهو أقل بكثير من مخاطر بقائه بالجسم. تنصح سحر الفتيات بالاهتمام بالكشف المبكر للمرض حيث إن 85 % من الأورام تبدأ حميدة أي من الممكن تلافي الأضرار النفسية والجسمانية للمرض والاهتمام أيضا بزيادة مناعة الجسم فهي السد الحصين لجميع الأمراض.