اكتب لك اليوم قصتي ببساطة للموعظة الحسنة فأنا زميلك في بلاط صاحبة الجلالة في إحدي المؤسسات العريقة منذ25 عاما عاصرت فيها كبار الصحفيين والكتاب وحباني الله موهبة التحرير والإخراج الصحفي وقد رزقني الله بالسفر لاحدي الدول الخليجية للعمل هناك, والحمد لله فيها تعرفت علي اخت صديقي وكانت في زيارة فنية لعمل احدي المسرحيات في هذه الدولة, وتعرفنا بالصدفة البحتة واحببتها واحبتني وتزوجنا في القاهرة ورغم بعض المشاكل العائلية في بداية الزواج إلا اننا صمدنا واستمرت حياتنا والحمد لله. وقررت عام1993 الاستقرار بالقاهرة وعدت لعملي بالدار الصحفية التي اعمل بها ولكن فوجئت بورم غريب يهاجمني فجأة بلا مقدمات وكنت وقتها سني تقترب من ال34 سنة, وقد انجبت ولدي( محمد) وبدأنا رحلة علاج طويلة مع الورم الذي اصاب فكي العلوي واحتار الأطباء في تشخيصه تماما, وتم استئصال الورم وهدأت حياتي وقررت السفر مرة أخري لدولة خليجية أخري للعمل بمجلة رائدة. وكنا قد انجبنا ابنتنا. والحق يقال ضحت زوجتي الفنانة بكل رصيدها الفني وهي علي أبواب التالق الفني وسافرت معي وجلست بالبيت تربي اولادنا وترعاني رعاية كاملة والحمد لله قمنا بعمل العديد من مرات العمرة وانتظمنا تماما في الصلاة والزكاة والصدقة والحمد لله, لكن الورم اللعين ظهر فجأة بعد فترة ركود واصبح اشرس من ذي قبل, وبدأنا رحلة البحث عن العلاج مرة أخري وبدأت في اجراء جراحة كل عام في شهر7 بالتحديد وهو توقيت غريب تعجب منه كل الأطباء فمنذ عام2002 وحتي2008 اقوم باجراء الجراحة في نفس المكان تاركا امري لله مؤمنا بقضائه محتسبا راضيا. هذا الورم صعب تشخيصه في البداية في مصر وكذلك في الدولة الخليجية بأكبر المعامل والمستشفيات. وقد تابع حالتي طبيب الماني وفشل في العلاج بالحقن بعقار9( انتيرونA) إلي أن ارسلت العينات إلي معهد اندرسون بأمريكا وهو اكبر مكان لابحاث السرطان في العالم وتم التشخيص علي انه ورم سرطاني بطئ النمو, كل هذا رغم التكاليف الكبيرة جدا والحمد لله كانت مستوردة تماما إلي ان قمت باستئصال نصف الفك العلوي تماما وتركيب جزء صناعي ورغم ذلك عاد الورم من جديد في2010 وقمت بعلاج اشعاعي في المركز الطبي العالمي ومازال الورم جزء منه موجود. كثير من الناس قالوا لي إنها عين الحسود أو عمل من الأعمال السحرية ولكني دائما اقول انه ابتلاء من الله. وخلال رحلتنا التي امتدت لأكثر من عشرين عاما حتي الآن كزوجين منها17 عاما اكافح فيها المرض ومعي زوجتي الحبيبة التي ضحت بكل شئ من أجل اسرتنا الصغيرة ومن أجل مساعدتي علي قهر السرطان, حيث كانت دائما تذكرني بأهمية الايمان والمقاومة في احلك الأوقات التي مررت بها اثناء المرض. والآن وقد بلغت الثانية والخمسين عاما وقمت بعمل معاش مبكر ومازلت امارس عملي خارج مصر من أجل تحقيق عائد مادي افضل للأسرة والحمد لله خاصة ان ابننا الآن طالب بكلية الإعلام وابنتي وقرة عيني في المرحلة الثانوية وزوجتي الحبيبة ترعاهما وانا ما بين هنا وهناك كل شهرين أو ثلاثة مع استمرار البحث عن علاج لهذا الورم السرطاني الذي يلازمني علي مدار ال17 عاما واقاومه بكل ايمان وعزيمة واخلاص وحب لاسرتي وزوجتي. وتبقي كلمة اوجهها لزوجتي الحبيبة التي ضحت وثابرت.. انني مقدر لها كل هذا الحب والوفاء النادرين في هذا الزمن واهنيء نفسي بها جائزة في الدنيا ولأولادي فهي نعم الزوجة المحبة الحنونة وخير أم في حنانها وعطائها. وهذا النموذج أهديه لكل قاريء ان الدنيا مازالت بخير مهما قست الظروف ومهما جحد بعض الأزواج وبالله التوفيق. اخوك( ر. ش) * سيدي وزميلي العزيز.. كنت أتمني أن أشرف بنشر اسمك وزوجتك العظيمة, فكلاكما يستحق التحية والاحترام بتقديم نموذج رائع للمحبة والعطاء والصبر علي ابتلاء الله والاصرار علي المقاومة والحياة الشريفة مهما كان الطريق شاقا وشائكا. وها أنا يا سيدي قبلت هديتك وقدمتها لأصدقائنا القراء ولم أنشر اسمك أو اسم زوجتك الفنانة المحترمة احتراما لرغبتك.. شفاك الله وحفظك وأعانك علي ما ابتلاك به.