إعداد - هاشم عبدالحميد أنها معجزة الهيفي ميتال.. هكذا وصف أعضاء فريق "أكروسكادا" العراقية لموسيقي الهيفي ميتال قبول الولاياتالمتحدة لطلباتهم بالإقامة علي أراضيها كلاجئين بعد سنوات من المعاناة داخل العراق وفي دول الجوار خاصة بسوريا وتركيا، الثلاثي "فارس اللطيف وفيصل طلال ومروان رياض" أضلاع مثلث. الفريق الغنائي الذي سجلت تجربته الفريدة والمريرة في فيلم وثائقي عرض في كبري القنوات العالمية تم تصويره علي مدي ثلاث سنوات وتحديدا في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق حيث بدأوا في مخاطبة إدارة مجلة "بروكلين - بايز" التي اهتمت بقضيتهم كحدث فريد في بلد عربي يشهد جدلا واسعا فأرسلت صحفييها وأطقم تصوير إلي بغداد لصنع فيلم عن الفريق متجاهلين تماما جميع الأخطار والصعوبات والأهوال التي بدت واضحة من مشاهد الفيلم الوثائقي المميز الذي حمل عنوان "الهيفي ميتال في بغداد". الارهابيون وقصف طائرات الاحتلال الأمريكي للعاصمة بغداد خاصة في السنوات الأولي للاحتلال كانت الكابوس الحقيقي لمجموعة موهوبة من الشعب العراقي حيث ظلت تصل إلي الفريق رسائل التهديد من مجموعات توصف بالارهابية والمتشددة لأنهم يعزفون موسيقي غربية ويرددون كلام الشيطان علي حد وصف هذه المجموعات، ولم يقف الأمر عند ذلك بل قامت القوات الأمريكية بقصف أحد المباني الذي يحتوي علي الاستوديو الخاص بهم وهو ما تمكنوا من توفيره بشق الأنفس وتوفير الأجهزة الموسيقية من جيتارات ودرامز لاستخدامها في التدريب علي أغانيهم الخاصة والتي يأملون في خروجها حاملة اسم فريقهم "أكروسكادا" وهو اسم لاتيني يرمز إلي أحد أنواع العقارب السوداء. الفريق كان يقوم بحفلات متواضعة في فنادق بالمنطقة الخضراء وبعد مفاوضات طويلة وشاقة مع القوات الأمريكية وهو الأمر الذي لم يجد خاصة في ظل تهديدات الميلشيات المسلحة وضيق ذات اليد واضطرارهم لتوفير قوت يومهم لهم ولأسرهم الذين يعيشون في ظروف صعبة مما دفعهم في النهاية للجوء إلي دول الجوار خاصة سوريا والتي تم معاملتهم فيها كمواطنين درجة عاشرة علي حد وصفهم فأخذوا يتنقلون بين سوريا وتركيا متحدين المخاطر وسوء المعاملة حتي تمكنوا أخيرا بمساعدة القائمين علي الفيلم الوثائقي من السفر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية. المفاجأة الكبري لهم كما أكدوا لصحيفة نيويورك تايمز هي استقبال فريق "ميتالكا" الاسطوري الذي يعتبر الأب الروحي لفريق الميتال حول العالم لأعضاء الفريق العراقي وأهدائهم لجيتار خاص كتب عليه بتوقيع الموسيقي الشهير جيمس هيتفيلد قائد ميتالكا "هذا لكي تبقوا مؤمنين بما تحلمون به" وسائل الإعلام الأمريكية أكدت أن أعضاء هذا الفريق هم مثال حقيقي لمعاناة شعب بأكمله يرزح تحت وطأة الارهاب والاحتلال في ظروف اقتصادية واجتماعية غاية في القسوة إلا أن هؤلاء الشباب ضربوا مثالا رائعا للتحدي والنجاح.