وسط سيل من دعوات ملايين المصريين يخوض منتخبنا الوطني الأول معركة كروية شرسة للدفاع عن عرش أفريقيا في بطولة كأس الأمم التي تنطلق خلال أيام بأنجولا. ويحلم الكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخبنا ولاعبوه وكل المصريين أن يعود الفراعنة من البطولة منتصرين وحاملين معهم كأس أغلي لقب داخل القارة السمراء. ولكن لا تحسم الأمور والبطولات بالأمنيات والدعوات بل هناك واقع يؤكد أن بطولة أفريقيا المقبلة ربما تكون الأشرس والأقوي في التاريخ وهي أيضاً بطولة يشارك فيها 15 منتخباً بالإضافة للفراعنة والجميع يحلم ويمني النفس بالتتويج. ولابد أن نعترف بوجود العديد من الصعوبات التي ستواجه كتيبة الفراعنة في مشوار الدفاع عن اللقب أهمها هبوط المستوي الفني والبدني لبعض اللاعبين الأساسيين الذين يعتمد عليهم شحاتة بالإضافة للعنة الإصابات التي ضربت أكثر من نجم وعلي رأسهم محمد أبو تريكة صانع ألعاب الأهلي وعمرو زكي بلدوزر الزمالك وهو ما دفع المعلم للرهان علي بعض النجوم الشابة ونتمني أن يكسب الرهان. وفوق كل هذا لابد ألا نغفل تحفز بعض عمالقة القارة للانقضاض علي اللقب الذي احتفظت به مصر لأربع سنوات، فهناك أربعة منتخبات عازمة علي تحقيق البطولة وأعلنت ذلك صراحة في كل مكان وهي كوت دي فوار والكاميرون ونيجيريا وغانا.. بالإضافة لمنتخبات أخري رشحها خبراء القارة لتحقيق مفاجآت ومنها أنجولا البلد المضيف والذي يتولي تدريبها البرتغالي مانويل جوزيه والجابون الذي يشهد أداؤه طفرة كبيرة ومعه بنين. ورغم كل هذا فهناك عوامل إيجابية تصب في كفة الفراعنة لا يمكن تجاهلها أولها أننا حتي هذه اللحظة مازلنا أبطال أفريقيا وسنخوض البطولة علي هذا الأساس وثانيها أن معدن اللاعب المصري يظهر بوضوح في الأوقات العصيبة والبطولات القوية وثالثها الحماس والجرعة المعنوية الهائلة التي يشحن بها الجهاز الفني لاعبيه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو هل ترجح هذه الإيجابيات كفة الفراعنة وتضاعف حظوظنا في التتويج أم أن الدفاع عن اللقب أمر قد يبدو مستحيلاً؟! وللإجابة هذا السؤال توجهت روزاليوسف لبعض خبراء ونقاد ومحللي كرة القدم المصرية الذين عبروا عن تفاؤلهم ولكنهم أيضاً شددوا علي شراسة وقوة البطولة.. وتفاوتت آرائهم حول فرص الفراعنة في التتويج، فبعضهم يري أننا الأقرب للقب ومعظمهم يتوقع وصولنا للمربع الذهبي ويرشح الكوت دي فوار والكاميرون للبطولة. يري محمود بكر المعلق الرياضي أن بطولة انجولا أقوي بكثير من بطولتي القاهرة 2006 وغانا 2008 مشيراً إلي الظروف الصعبة التي يمر بها منتخبنا من إصابات لبعض الركائز بالإضافة لهبوط مستوي بعض اللاعبين الكبار. وتوقع بكر أن تنحصر المنافسة علي اللقب بين أربعة منتخبات هي الكوت دي فوار والكاميرون ونيجيريا وغانا بالإضافة لمنتخبنا، مشيراً أيضاً إلي أن المفاجآت واردة خاصة من أنجولا البلد المضيف. وقال بكر إن مباراة منتخبنا الأولي في البطولة أمام نيجيريا سيكون لها عامل السحر خاصة لو نجحنا في تحقيق الفوز وبنتيجة طيبة كما حدث أمام الكاميرون في بطولة 2008 . ويري بكر أن الحماس والروح المعنوية هما سلاح الجهاز الفني للفراعنة بقيادة حسن شحاتة مؤكداً أنه عاملان يفتقدهما معظم منتخبات القارة. ورشح بكر منتخبنا الوطني للوصول إلي المربع الذهبي مشدداً علي ضرورة الفوز في أول لقاء أمام نسور نيجيريا. أما محمود الخواجة فيري البطولة صعبة وأن فرصة مصر في احراز اللقب موجودة، ولكن ليست بقوة. متوقعًا وصول منتخبنا إلي الدور قبل النهائي.. ولخص الخواجة الصعوبات التي تواجه المنتخب في تحفز معظم دول القارة للتغلب علي الفراعنة باعتبارهم الأبطال لأربعة أعوام.. وكذلك هناك غيابات كثيرة عن المنتخب المصري كأبوتريكة وعمرو زكي.. وأضاف الخواجة أن الفارق بين بطولة 2006 وبطولتي 2008 و2010 أنه في 2006 كان عاملي الأرض والجماهير وحالة التوحد تحت علم مصر لها تأثيرها الكبير علي تحقيق اللقب. أما 2008 و2010 فمتشابهون لأنهما خارج أرضنا وأكد الخواجة ضرورة احترام المنافس والثقة في قدراتنا حتي نستطيع الفوز وأضاف أن الجهاز الفني عليه عبء كبير للخروج باللاعبين من حالة الاحباط التي يعانون منها لضياع حلم كأس العالم. وعن المنافسة علي اللقب يري الخواجة أنها ستكون بين كوت دي فوار والكاميرون ونيجيريا إلي جانب مصر.. مستبعدا حدوث مفاجآت. عبدالرحيم محمد المدرب العام السابق للزمالك أكد أن الأمور ستكون في غاية الصعوبة علي منتخبنا بالبطولة بعد الاصابات التي ضربت بعض العناصر الأساسية للفراعنة، وأضاف عبدالرحيم أنه يتوقع وصول مصر للدور قبل النهائي مبديا خوفه من عدم انسجام العناصر الجديدة في كتيبة المنتخب مع زملائهم القدامي.. ويختلف عبدالرحيم مع كل من يقول إن الخروج من تصفيات كأس العالم أصاب لاعبينا بالاحباط مؤكدًا أن ذلك سيكون الدافع الأول لتحقيق الفريق إنجازاً غير مسبوق بالحصول علي البطولة للمرة الثالثة علي التوالي. وعن الفارق بين البطولات الثلاث 2006 و2008 و2010 يقول عبدالرحيم أن الجماهير كانت العامل الأساسي في احراز لقب 2006، بينما كانت الخبرة والثقة والانسجام وراء احراز بطولة 2008. أما هذا العام فالموقف صعب. وعن المنافسة قال عبدالرحيم أنها ستكون شرسة بين نيجيريا وغانا وكوت دي فوار. أكد الدكتور طه إسماعيل الخبير الكروي أن فرصة مصر في احراز لقب كأس الأمم الأفريقية صعبة، ليست مستحيلة.. مشيرًا إلي أن كل ما يقال الآن عن البطولة هو مجرد تكهنات لأن البطل يولد في البطولة نفسها ويكون الأفضل أداءًا والأكثر توفيقًا ويحصل علي حقوقه الكاملة تحكيميا. أما عن توقعاته للمنتخب المصري فيري دكتور طه أن المنتخب حاليا ليس بقوة 2008 وأن البطولة لن تكون سهلة عليه مؤكدا أن السقف الجيد لأحلام المنتخب هو الدور قبل النهائي.. ويؤكد طه أن العامل النفسي بعد الخروج من تصفيات كأس العالم هو الدافع الايجابي للعودة بقوة في كأس الأمم وليس عاملا سلبيا كما يشير البعض. وأن الصعوبة الكبيرة التي ستواجه المنتخب في كأس الأمم هي التهديف حيث ظهر بصورة واضحة خلال الدور الأول من مسابقة الدوري أن معظم الهدافين من اللاعبين الأجانب وأن الوحيد في المنتخب المصري الذي دخل قائمة الهدافين هو أحمد حسن بسبعة أهداف. وعن الفارق بين بطولة هذا العام وبطولتي 2006 و2008 يقول طه إن في 2006 كان هناك عامل الأرض والجماهير وحالة معنوية غير عادية أدت لإحراز اللقب.. أما في 2008 فكانت مصر الأفضل منذ بداية البطولة رغم عدم توقع الجميع لذلك، ومن بعد 2008 بدأ المستوي في الهبوط وأعتقد أن مصر الآن ليست الأقوي ولكنها باعتبارها البطل فهي من ضمن المرشحين للمنافسة علي اللقب إلي جانب كوت دي فوار والكاميرون، ونيجيريا وغانا. يري جمال عبدالحميد عضو لجنة الكرة بالزمالك ونجم منتخبنا الوطني السابق أن بطولة أنجولا ستكون أسهل للفراعنة من نسختي 2006 بالقاهرة و2008 في غانا وذلك لأن كل منتخبات القارة تخشي مواجهتنا ويعرفون جيدًا أننا الأبطال والأفضل في الأربعة أعوام الماضية وهو عامل إيجابي مهم يجب أن نستغله.