شهدت مدينة نجع حمادي أمس أعمال شغب قام خلالها أكثر من ألفي قبطي أثناء تجمهرهم بتحطيم أبواب ونوافذ المستشفي العام وتكسير 4 سيارات ملاكي وإسعاف وسيارة الطب الشرعي والاعتداء علي رجال الأمن وقلبوا سيارتي شرطة وأثناء خروج الجنازة من المستشفي حطم الاقباط 5 سيارات أخري في الشارع. كما وقعت مصادمات في شارع بورسعد بين شباب مسلمين ومسيحيين إثر قيام حوالي300 مسيحي بتكسير أعمدة الإنارة والأشجار ومحلات تجارية لمسلمين وقامت قوات الأمن بتفريق الطرفين بعد إطلاقها القنابلالمسيلة للدموع لفض هذا الاشتباك الذي أسفر عن تحطيم 4 محلات أدوات كهربائية والملابس للمسلمين والأقباط. وقام المسيحيون بقرية الرحمانية في نجع حمادي بإلقاء الحجارة علي رجال الأمن المتواجدين لتأمين الكنيسة في القرية وذلك علي خلفية مقتل 6 أقباط وهم أيمن زكريا لوقا 25 سنة ورفيق رفعت وليم 28 سنة وبولا عاطف 18 سنة وبيشوي فريد 17 سنة وأبانوب كمال 20 سنة ومينا حلمي سعيد 25 سنة والمجند المسلم أيمن حامد هاشم. وإصابة 9 آخرين وهم اسحاق عادل 26 سنة وأبانوب نشأت 20 سنة ورامي رسمي 25 سنة وجوزيف صمويل 21 سنة ومايكل صلاح 26 سنة وجرجس شنودة 27 سنة وإبرام نبيل 17 سنة وكيرلس وجيه 16 سنة وشنودة منير 22 سنة بعد إطلاق النار بشكل عشوائي عند تقاطع شارعي بورسعيد وحسني مبارك علي بعد 1200 متر عقب خروجهم من كنيسة العذراء، وفور وقوع الحادث انتقلت القيادات الأمنية بإشراف اللواء محمود جوهر مدير أمن قنا إلي نجع حمادي لمتابعة الاحداث. قرر المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام تكليف سلطات وأجهزة الأمن بإجراء تحرياتها لضبط الجناة في حادث إطلاق النيران من سيارة علي المارة عقب مغادرتهم إحدي الكنائس بمدينة «نجع حمادي». كما أمر النائب العام بدفن جثث القتلي بعد تشريحها بمعرفة مصلحة الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة. وكان النائب العام قد قرر فور وقوع الحادث تشكيل فريق من محققي النيابة العامة برئاسة المحامي العام الأول لنيابات استئناف محافظة قنا ورؤساء نيابات شمال قنا لمباشرة التحقيق في الحادث ومعرفة أسبابه وتحديد الجناة. وتمكنت المباحث الجنائية برئاسة اللواء محمد بدر من تحديد هوية أحد الجناة الثلاثة من مرتكبي الحادث والذي تبين أنه مسجل خطر يدعي محمد أحمد حسين وشهرته «حمام الكموني» يرافقه أخرون لم تحدد هويتهما وكانوا يستقلون سيارة «فيات» وأطلقوا النار علي المجني عليهم، وتشير المعلومات الأولية أن ارتكاب الحادث جاء علي خلفية اغتصاب شاب مسيحي لفتاة مسلمة تبلغ من العمر 12 عاما من قرية فرشوط. وأكدت التحريات أن الجناة أطلقوا النار علي المارة وهم في طريقهم للهروب إلي المناطق الصحراوية حيث تصادف مرور سيارة أجرة فأطلقوا عليها النار. وقال رامز رسمي من شهود الحادث إنه أثناء خروجه من الكنيسة بصحبة أصدقائه فوجئ بسيارة ملاكي تطلق النار عشوائيا من الجانبين والزجاج الامامي لها «فاميه» وأصبت بطلق في قدمي. وأضاف مايكل صلاح طالب بكلية السياحة والفنادق إنه بعد خروجه من الكنيسة أصيب بطلق في زراعة ولقي اثنان من أصدقائه مصرعهما في الحال. وأشار اسحاق عادل مجند بالقوات المسلحة أنه بمجرد دخوله في شارع 30 مارس فوجئ بإطلاق النيران من كل الاتجاهات واختبأ في أحد المحلات التجارية بعد اصابته أعلي الكتف. وأوضح ماريو منصور طالب بالصف الثاني الاعدادي وأحد الناجين من الحادث أنه كان بصحبة صديقه بيشوي وكيرلس وأثناء عبورهم لشارع 30 مارس وأصيب بحالة إغماء وسقط علي الأرض بعد مشاهدته للأعيرة النارية وبعد افاقته وجد نفسه ملقي بجانب صديق له غارق في دمائه ولقي مصرعه. وأعرب البابا شنودة عن حزنه عما شهدته مطرانية نجع حمادي من هجوم أسفر عن مقتل ثمانية أقباط، حيث أجرت اتصالاً هاتفياً بالأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي للاطمئنان عليه بعد محاولة اغتياله. طالب بإرسال تقرير مفصل حول الحادث في الوقت نفسه تابع الأنبا يؤانس سكرتير البابا الأمر لحظة بلحظة وأبلغ البابا تداعيات وتطورات الحادث فيما أدانت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الاعتداءات علي بعض الإخوة الأقباط. ودعت المؤسسة جميع منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال السلام وحقوق الإنسان إلي توجيه المزيد من جهودها نحو الصعيد. فيما أرجأت نقابة الممثلين وقفة احتجاجية كان مقرراً إقامتها أمام مسرح الهرم احتجاجاً علي مقتل جندي مصري علي الحدود إلي وقت لاحق بسبب ما شهدته مدينة نجع حمادي من مصادمات. فيما اتفق الأمن مع القساوسة علي وضع جثث الضحايا في ثلاث سيارات نقل موتي ترافقهم سبع سيارات نقل تضم أقاربهم مع اجراءات أمن مشددة وسط مخاوف من البعض من تصعيد الموقف.