وسط الصحراء الغربية ببني سويف.. وفي منطقة تفتقد لأبسط متطلبات الحياة تقع ورش أبوراضي لإصلاح وصيانة العقارات.. فلا مواصلات ولا ماء حيث يتعرض العمال بها للبرد القارس في الشتاء والشمس الحارقة خلال أشهر الصيف.. ويكفي أن نعلم أنه لا يذهب إلي تلك الورش سوي قطار واحد في الصباح والمساء ومن يتخلف عن اللحاق به لا عليه سوي المبيت وسط عراء الذئاب وأصوات الطيور الجارحة.. وهنا لا يمكن أن تطلب منه النوم. وفي ظل هذه الأوضاع يحصل العاملون في الورش واللذين يصل عددهم إلي 3 آلاف عامل علي أجور لا تكفيهم حتي منتصف الشهر. في السطور التالية ترصد روزاليوسف معاناة عمال الورش التي أقيمت عام 1986 علي مساحة 110 أفدنة في منطقة صحراوية تتوسط محافظتي الفيوم وبني سويف بالقرب من مدينة الواسطة. محمد أ عامل بقسم اللحام يقول: نعاني من المعاملة غير الإنسانية من قبل المسئولين في الورش رغم قيامنا بإنجاز الأعمال المتعلقة بإصلاح وصيانة القطارات. ويضيف طلبة ع أنه يعمل بالورش منذ إنشائها ويتقاضي راتبًا ضئيلاً لا يزيد علي 500 جنيه، بالإضافة إلي حافز شهري لا يزيد علي 80 جنيهًا في الوقت الذي يتقاضي فيه عامل البوفيه حافزًا يزيد علي ال1800 جنيه شهريا. ويضيف علي م عامل بورش الدهان والزخرفة أنه يصاب أحيانا بالإغماء بسبب المواد الكيميائية التي تنبعث من محاليل الألوان ولا يجد من يسعفه حيث يتم نقله إلي مستشفي الواسطي البعيد بالرغم من وجود عيادة طبية بها ثلاثة أطباء بالورش. وأشار أشرف أ عامل بقسم النقاشة إلي أن العمال يعانون أثناء الخروج من العمل في الثانية ظهرا حيث ينتظرون أمام محطة الورش لساعات طويلة وسط منطقة جبلية في انتظار القطار الذي سينقلهم للفيوم ويعد وسيلة المواصلات الوحيدة. ويطالب سعيد ع فني تكييف بتوفير أتوبيسات لنقل العمال إلي محافظتي الفيوم وبني سويف إسوة بباقي المصانع خاصة أن القطار الذي ينقل العمال غالبا ما يتأخر. أما سمير م عامل بورش الخراطة فيشير إلي أن المهندسين هم فقط المستفيدون بأموال الهيئة حيث يحصل الواحد منهم علي حوافز تصل إلي 5 آلاف جنيه شهريا بالرغم أن دوره يقتصر علي الإشراف الفني في الوقت الذي يتم فيه تجاهل العمال الذين يقومون بجميع أعمال الصيانة والإصلاحات للقطارات. ويوضح محمود. أ أحد العمال أنه حصل وزملاؤه علي قرار بتسوية حالتهم الوظيفية بعد أن حصلوا علي مؤهلات متوسطة إلا أن الإدارة ترفض التسوية لهم. واتهم مصطفي ع الشركة المصرية للصيانة وخدمات السكة الحديد بالاستيلاء علي الأراضي التي كانت مخصصة لإقامة مبان للعمال وتحويلها إلي مزرعة خاصة لمهندسي الشركة، مؤكدا أنه تم تصنيع الآلات الزراعية والمحاريث داخل الورش والاستيلاء عليها. ولفت فاضل م فني إلي أن وسائل الإطفاء داخل الورش لا تكفي حيث لا يوجد سوي ثلاث سيارات إطفاء متهالكة وهو ما يعرض الورش بكارثة في حالة نشوب حريق. من جانبه رفض المهندس يوسف مفرز رئيس ورش أبوراضي التعليق علي مشاكل الهيئة مؤكدا أنه لا يدلي بتصريحات دون تصريح من رئيس هيئة السكك الحديدية.