فاجأت خديجة عرفة الباحثة بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المشاركين في المؤتمر السنوي لمركز البحوث السياسية بجامعة القاهرة عندما دافعت عن إيران ووصفت جمود العلاقات المصرية معها بأنه لا يوجد ما يبرره، كما قللت من تأثير الفيلم الإيراني "إعدام فرعون" الذي تناول الرئيس الراحل أنور السادات بإساءة بالغة وعللت ذلك بأن الفيلم لم يكن توجهاً لدولة إيران ولم يعبر عن موقف رسمي وأن ما أثير مصريا تجاه هذا الأمر زائد عن حده. د.حسن أبوطالب مدير معهد الأهرام للصحافة وصف ورقة البحث التي عرضتها الباحثة بالسطحية وعدم العلمية، وقال إنها تصلح كمقال ينشر في جريدة القدس العربية التي تصدر من لندن وتسب مصر طيلة ال24 ساعة ورفض أبوطالب ما جاء في الورقة جملة وتفصيلا وطلب من القائمين علي المركز عدم نشرها. أضاف أن هناك تراجعاً إيرانياً في المنطقة بسبب عوامل كثيرة أهمها الانشغال بالداخل الإيراني وأيضاً بالملف النووي وعلاقة إيران بالغرب. وأشار إلي أن هذا التراجع قابله من الجانب المصري تزايداً في النفوذ، خاصة في دول الخليج بفضل زيارات الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية أحمد أبوالغيط، وتأكيد الرئيس من أرض الخليج أن أمن الخليج جزء من أمن مصر، ويؤكد تراجع إيران إقليميا هزيمة الحوثيين في اليمن وتراجع نفوذ حزب الله "الشيعي الإيراني" داخليا علي الصعيد اللبناني. من جانبه قال عصام شيحة عضو اللجنة العليا لحزب الوفد إن زيارات الرئيس مبارك لدول الخليج دائماً ما يكون لها رد فعل داخلي لهذه الدول وخارجي، خاصة في إيران التي تبدأ عقب هذه الزيارات في مراجعة سياساتها وحساباتها علي أثر ما تناولته زيارة الرئيس، وأشاد شيحة بسياسة مصر تجاه الملف النووي الإيراني وموضوعية تناول هذا الأمر. فيما قال زيد نائل باحث دكتوراه العلوم السياسية -أفغاني الجنسية- إن الأفغانيين يعتبرون مصر هي مفتاح استقرار الشرق الأوسط وركيزة التوازن الإقليمي للقوي بدليل أن العرب والمسلمين عجزوا تاريخياً عن أن يقوموا بأي شيء حاسم دون جهود مصر وقادتها، وأشار إلي أن حكم طالبان لسنوات عجاف أصاب العلاقة المصرية الأفغانية بالخمول ورغم ذلك نحن كأفغانيين نحترم عدم تدخل مصر في شئون الداخلية حتي في عهد طالبان التي احتوت متطرفين أفغاناً ومصريين عادوا إلي مصر بالارهاب فيما بعد. وأشار "نائل" إلي أن سياسة "جورج بوش" ومن بعده "باراك أوباما" في أفغانستان فشلت فشلا ذريعا وإذا افترض سياسياً أن الولاياتالمتحدة جاءت إلي أفغانستان في تزعم لتطهير هذه المنطقة من الارهاب والقضاء علي المخدرات فهذه الأهداف لم تحقق بل تنامت المشكلات، حيث أصبحت البلاد تعاني عدم الاستقرار السياسي والأمني كما ازدادت تجارة المخدرات وتردي الوضع الإنساني تحت مرأي ومسمع قوات الاحتلال.