هل اختارت حركة حماس أن تعيش في الخفاء.. تحت الأرض مثلها مثل تنظيم القاعدة.. وإلا لماذا كل هذه الضجة إذن حول ما تقوم به السلطات المصرية حالياً لتأمين حدودها مع قطاع غزة؟! لقد أعلنت مصر أن تلك العمليات الإنشائية ليست موجهة ضد الشعب الفلسطيني، بل ضد مافيا الأنفاق الذين يتاجرون في المخدرات والسلاح والبشر وهو ما يمثل ضرراً علي الجبهتين المصرية والفلسطينية. لقد عانت مصر لسنوات من الأنفاق التي تربط غزة بالأراضي المصرية والتي تستخدم في عمليات غير مشروعة لتهريب المخدرات والأسلحة وكثيراً ما ضبطت السلطات المصرية البعض منها وأعلنت عن ذلك في حينه... وحتي وإن كانت هذه الأنفاق تستخدم في بعض الأحيان لتهريب مواد غذائية وأدوية لنقلها إلي الجانب الفلسطيني فهي تعد في تلك الحالة تجارة غير مشروعة يجب التصدي لها مثلها في ذلك مثل أي تجارة غير مشروعة! أعرف تجاراً من غزة يأتون إلي مصر ليشتروا منها بضاعتهم ويدخلوا بها إلي الأراضي الفلسطينية في أمن وسلام ليبيعوها في أسواق غزة ويتربحوا منها وهم حالياً الأكثر ضرراً بعد المرضي من إغلاق المعابر.. وهنا مربط الفرس. رجال حماس هم المسيطرون علي هذه الأنفاق.. بل يعتبرونها "منافذ جمركية" بكل ما يحمله هذا المسمي من معني.. يحصلون علي رسوم.. ويتحكمون في حركة البيع والشراء.. والأسعار تشتعل في أسواق غزة.. وهم المستفيد الأول من وراء كل ذلك.. أما المواطن الغزاوي فعليه أن يتحمل ضريبة الصمود.. وها هو العالم كل العالم يتحدث عن حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع وها هي القوافل الدولية التي تحمل مساعدات إنسانية تلبي النداء.. وهذا هو ما تريده حركة حماس بالضبط! حماس تتعامل مع غزة ومواطنيها وكأنهم في الأسر.. فهي القادرة علي إشباعهم والقادرة أيضا علي تجويعهم.. ومفاتيح الحرية أو مفاتيح الجنة في يدها هي وحدها دون غيرها! حماس قادرة علي أن يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة حياة رغدة هانئة إذا وافقت علي الشروط الدولية المنظمة لفتح وتشغيل المعابر وهي شروط لا تنتقص من الشعب الفلسطيني بل تنتقص من سيادة حماس علي القطاع.. وتلك هي المشكلة.. ألم أقل لكم إن حماس تتعامل مع غزة علي أنها "أسيرة"!! إن مصر لا تبني جداراً يعزلها عن الفلسطينيين كما يزعم البعض.. بل فقط تؤمن حدودها من خطر الأنفاق التي تهددها وتهدد الفلسطينيين أنفسهم.. فليعتبرها فلسطينيو القطاع دعوة للتحرر من قبضة حماس التي تريدهم أن يعيشوا في مقبرة.. وهي وحدها القادرة استغفر الله علي إحياء الموتي فيهم! كلام في الهوا: - بمناسبة قضية رجل الأعمال يحيي الكومي وخلود العنزي مطلقة الوليد بن طلال.. أنا أعرف أن "كومي" الكوتشينة.. إما يقش.. أو يبّصر.. أو يتحرق.. تري أي أمر من تلك الأمور الثلاثة ينطبق علي الكومي "بتاعنا" رجل الأعمال؟!.. يا خوفي لو كان "اتحرق"!! - أيهما أفضل.. أن نحتفل بعام جديد.. أم نودع عاما رحل؟!.. الإجابة تخضع للأمنيات التي تحققت في العام المنصرم.. والأمنيات التي نتطلع إليها ونحن نستقبل العام الجديد!!