بينما بدأ إسدال الستار علي المسرحية المفتعلة التي قامت بها قافلة "شريان الحياة 3" والقائمون عليها وفي مقدمتهم النائب البريطاني جورج جالاوي مع مصر.. وامتثالها بتغيير مسارها والعودة للدخول إلي الأراضي المصرية عبر العريش، وحصلت "روزاليوسف" علي نص المراسلات الرسمية ما بين السفارة المصرية في لندن والنائب البريطاني "جورج جالاوي" في نوفمبر الماضي، والتي أوضحت مصر خلالها آلية استقبال القوافل الإغاثية بقطاع غزة والتي تشير إلي ضرورة دخول القوافل عبر ميناء العريش. ووفق المعلومات التي حصلت عليها "روزاليوسف" فإن سيناريو الأزمة كان علي النحو الآتي. بدأت المتابعة من جانب سفارتنا في لندن لعملية التحضير لهذه القافلة وكان هناك متابعة دقيقة لجميع الأخبار والتفاصيل حولها من مصادر مختلفة بما في ذلك ما يتداول بشأنها علي الموقع الالكتروني لجمعية "viva Palestina" التي يشرف عليها جالاوي. بعد ذلك قامت السفارة في العاشر من نوفمبر الماضي بإرسال خطاب إلي جالاوي توضح خلاله الآلية المصرية لدخول قوافل الإغاثة، ولم تتلق السفارة المصرية في لندن أي رد علي خطابها المشار إليه، واستمر التجاهل من جانبهم وانطلقوا بقافلتهم من لندن السادس من ديسمبر الجاري من أمام البرلمان البريطاني دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الرد علي المخاطبات الرسمية للدولة التي سيعبرون أراضيها.. ومع ذلك عقب مغادرة القافلة لندن، قامت السفارة مرة أخري بمخاطبة جورج جالاوي وعاودت السفارة التأكيد علي الآلية المصرية وأهمية دخول مواد الإغاثة عبر ميناء العريش وكان هذا الخطاب في العاشر من ديسمبر الجاري، ولم تتلق السفارة أي رد أيضًا علي هذا الخطاب، فلم تجد السفارة إلا التوجه مباشرة إلي مكتب جالاوي، وذلك بعد أيام من توجيه الخطاب الثاني لقطع الشك باليقين في عملية إبلاغه بالتعليمات والإجراءات المصرية. وبالفعل وفي السابع عشر من ديسمبر الجاري أجرت السفارة اتصالاتها بمكتب جالاوي وشددت علي ضرورة التزام القافلة التزاما حرفيا بالآلية المتبعة لاستقبال القوافل وطلبت السفارة موافاتها ببيانات وأسماء المشاركين في القافلة وكشف بالمواد الإغاثية والمساعدات التي تحملها، لأن القافلة انطلقت دون حتي أن تبلغ مصر بما تحمله شحنتها! وفي هذا اليوم تلقت السفارة قوائم المشاركين وقوائم بالمساعدات التي تحملها القافلة وبعد ذلك تلقت السفارة بيانات معدلة يوم عشرين ديسمبر. بعد ذلك وبناء علي تعليمات مباشرة من وزير الخارجية أحمد أبوالغيط توجهت السفارة مرة أخري لمكتب جالاوي وأبلغته بقرار السلطات المصرية بالسماح للقافلة بالتوجه إلي قطاع غزة في اليوم الذي اقترحه جالاوي، شريطة الالتزام الحرفي بجميع القواعد والإجراءات المصرية المنظمة لدخول قوافل الإغاثة، إلا أن جالاوي استمر في تجاهل التعليمات المصرية، إذ توجهت القافلة إلي الأراضي الأردنية ثم إلي مدينة العقبة الأردنية تمهيدا لمحاولة الدخول إلي الأراضي المصرية عبر ميناء نويبع البحري ضاربًا عرض الحائط بالتعليمات المصرية التي أصر بشكل واضح علي تجاهلها وأنه يعمد إلي فرض سياسة الأمر الواقع.. فكان من الطبيعي أن تعلن مصر إنها لن تسمح بدخول القافلة إلا من ميناء العريش، وتم إبلاغ جالاوي بنفسه هذه المرة من جانب القنصلية المصرية في العقبة خلال استقبالها له فافتعل هذه الأزمة غير المبررة آخذًا في الاعتبار أن مصر كان لها تعاونها السابق مع جالاوي في قافلتين سابقتين حملتا نفس الاسم وهما "شريان الحياة1" والتي دخلت إلي قطاع غزة في مارس 9002 و"شريان الحياة 2" التي دخلت إلي قطاع غزة منتصف يوليو الماضي.