منذ 4 سنوات كان عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد المطاح به يقبع داخل منيل الروضة دون صلاحيات حقيقية.. ولم يكن له أي اسهامات علي المستوي التنظيمي يمكن أن تدعمه أمام هجمات القطبيين في أي مواجهة محتملة!.. فقد بدأت قيادات هذه المجموعة بقيادة محمود عزت أمين عام الجماعة في التخطيط لإقصائه نهائيا من داخل المكتب في وقت مبكر.. كانت تعتبره نبتًا غريبًا عن الجماعة بما يحمله من أفكار صادمة تتعارض وثوابت المجموعة التي تقود التنظيم المحظور! في سبتمبر 2003 وبدايات أكتوبر من نفس العام ألقي أبوالفتوح أكثر من قنبلة في وجه القطبيين، عبر حوار مطول نشرته جريدة العربي آنذاك بالتزامن مع مجلة "الصدي" الإماراتية.. أبوالفتوح قال إنه ليس ضد "الإلحاد" مادام في سياق حرية التعبير وأن جماعته علي غير ما هو معروف عنها مع إقامة الدولة المدنية!.. وأنهم لا يحتكرون الإسلام أو التحدث باسمه.. وزاد أبوالفتوح في تصريحاته ما اعتبره "القطبيون" انقلابًا علي ثوابت الجماعة، فقال إنهم لا يرفضون أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيًا! كانت هذه التصريحات كفيلة وحدها لأن تضع أبوالفتوح في خانة "المغضوب عليهم" من قبل عزت وأتباعه، خاصة أن عبدالمنعم طالب في كلامه بأن تتنازل الأغلبية عن بعض حقوقها حتي تنفي لدي الأقلية أي مظنة اضطهاد! حينها بدأ "القطبيون" المتأثرون بأفكار سيد قطب يتصرفون بالفعل من منطلق أن أبوالفتوح ليس واحدًا منهم، وهو ما قاد إلي صدام تال بين الفريقين علي خلفية مطالبة أبوالفتوح للإخوان بمراجعة أفكار سيد قطب نفسها. عضو مكتب الإرشاد "المقال" لم يجد في المقابل إلا أن يعيد طرح أفكاره من جديد، لعله يخرج عن عزلته المفروضة عليه.. فأصدر أبوالفتوح كتابًا حمل عنوان "مجددون لا مبددون".. الكتاب ظهر في طبعته الأولي قبل 3 سنوات.. لكنه كان محدود التوزيع.. أرسل خلاله أبوالفتوح أكثر من رسالة لمحمود عزت وأتباعه، كان لسان حاله يقول في أكثر من مناسبة إن مظاهر العبودية المهمة، التفكير والتعقل والتدبر، وهي بحسب نص كلامه "الصفات التي تعكس حالة التسليم العقلي الكامل لعظمة الله وقدرته إلي حد أن كثيرًا من العلماء اعتبروا أن القناعة العقلية أحد أهم مرتكزات التسليم بالعبودية الكاملة.. وقد أحصوا الدعوة إلي التفكير والتذكر والتعقل التي أوردها القرآن.. فوجدوها في أكثر من ثلاثمائه آية"! لكن أتباع محمود عزت كانوا قد صاموا عن التفكير منذ فترة.. استغرقت أفكار سيد قطب عليهم أدمغتهم!.. ولم يجد أبوالفتوح بدًا في أن يعيد توزيع كتابه مرة علي نفقته الخاصة بعد أن تمت الإطاحة به من عضوية المكتب نهائيا.. وسيطر محمود عزت علي مقاليد التنظيم بشكل محكم، لعلهم يتفكرون أو يتدبرون.. أو في أقل الأحوال يتذكرون أن هناك شخصًا اسمه عبدالمنعم أبوالفتوح كان يشغل موقع عضو بمكتب الإرشاد.