علي مدار سنوات طوال ظل محمود عزت أمين التنظيم في جماعة الإخوان المحظورة ينسج خيوط تنظيمه الذي وضع أول خلاياه داخل السجن بعد أن قبض عليه في قضية "القطبيين" او تنظيم "اخوان 65" حتي جاءت لحظة الحسم الفارقة في تاريخ الجماعة والتي راي عزت ومن معه انها الانسب لاحكام السيطرة علي مقاليد الامور في الجماعة، وتتمثل في اجراء انتخابات المرشد ومكتب الإرشاد العام. لم تمنع الوفاة التي مني بها عدد كبير من الفريق عزت من الاصرار علي اقامة التنظيم السري داخل جماعة الإخوان فكان يضيف اليه عناصر شابة رباها علي يده بعد أن نجح في تولية محمد بديع زميل زنزانته علي قسم التربية بالجماعة ليجعل من افكار سيد قطب التكفيرية في كتبه معالم في الطريق وفي ظلال القرآن مقررات تربوية تدرس في الاسر والكتائب. عزت الذي كون من سماهم "المفاصل" او "الاوتاد" التي يستند اليها التنظيم في المحافظات يؤمن بأن الحفاظ علي تنظيمه واجب بهدف اقامة دولة الخلافة الاسلامية انطلاقا من قاعدة "ما لا يقوم الواجب الا به فهو واجب"، ولذلك عمل هو وخيرت الشاطر علي وضع رجالهم في المناطق الهامة في الجماعة تنظيميا وماليا واعلاميا حتي يأتي الوقت الذي يستطيعون فيه الوصول إلي القيادة العليا للجماعة. اجري أعضاء هذا التنظيم عمليات فرز مستمرة لاعضاء الجماعة لاختيار رجالهم الثقات وطرد كل من يخالف افكارهم او اسكاته وتجميده علي الاقل والامثلة علي ذلك كثيرة، حتي كانت أولي بشائر سيطرة التنظيم علي الجماعة وتمثلت في رفض تصعيد عصام العريان إلي مكتب الإرشاد التي استقال علي اثرها مهدي عاكف من منصبه ثم سرعان ما تراجع عن استقالته لحين اتمام عملية السيطرة ثم كان أن اعاد هؤلاء استخدام ورقة العريان في الانتخابات الاخيرة بهدف المواءمة مع عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد حبيب اللذين طردا من عضوية المكتب. كان الشاطر يعد نفسه لان يكون مرشد الجماعة الثامن خلفا لعاكف غير أن حكم السجن لعشر سنوات في قضية مليشيا جامعة الازهر حال دون ذلك فراح يدير خيوط اللعبة من داخل السجن حيث كان أعضاء التنظيم يزورونه اسبوعيا في مستشفي المنيل الذي يتردد عليه بهدف العلاج، وكان أخر هذه الزيارات يوم الأثنين الماضي عندما قبل أعضاء المكتب الجددد يد خيرت الشاطر صاحب الفضل عليهم. وسعيا لتجاوز عقبة اللجوء للانتخابات للاحتفاظ بعضوية مكتب الإرشاد قرر محمود عزت أمين التنظيم تعديل اللائحة بحيث "لا تسقط عضوية مكتب الإرشاد عند تعرُّض العضو للحبس والاعتقال السياسي؛ لحين انتهاء هذه الظروف، وفي حالة زوال السبب يعود لممارسة عضويته حتي ولو أدَّي ذلك لزيادة عدد أعضاء المكتب عما ورد في هذه اللائحة، ويتم جبر الزيادة عند أول خلو". خيوط رئيسية تجمع بين رجال عزت والشاطر أولها أن اغلبهم رجال أعمال باستثناء ياسر عبده رئيس اللجنة الاقتصادية في الإخوان، أما الرابط الثاني أن غالبيتهم أعضاء في الأمانة العامة للجماعة، التي يترأسها د. محمود عزت الأمين العام للجماعة..اذ يشرفون علي تنفيذ تكليفات مكتب الإرشاد لقواعد الجماعة. رجال عزت مسئولون عن الملفات المهمة مثل ياسر عبده مسئول اللجنة الاقتصادية -وزارة المالية داخل التنظيم، ود. أمير بسام الأستاذ بكلية طب الأزهر، مسئول قسم البر الذي استحدثته الجماعة، للإشراف علي الأعمال الخيرية وخدمات المواطنين، وأما المهندس أيمن الشافعي صاحب شركة مقاولات بالغربية، فهو مسئول لجنة فلسطين التي تتولي الإشراف علي فعاليات دعم حماس، المهندس عبد المعطي حواش النادي صاحب شركة القادسية للتبريد بمدينة شبين الكوم، وهو مسئول قسم العمال بالجماعة، والذي يعد من أنشط الأقسام داخل الجماعة مؤخراً. ياتي علي رأس القائمة من أمانة تنظيم الجماعة، خالد بلتاجي وأحمد عباس والأخير هو مسئول قطاع القاهرة الكبري - الأمانة العامة، وفي الجيزة عاطف عفيفي (رجل أعمال) مسئول أمانة التنظيم في الجيزة، وهو صاحب شركة ابريماب للسيراميك ، أما مصطفي الغنيمي عضو مكتب الإرشاد في تشكيله الجديد فهو الأمين العام لنقابة الأطباء بالغربية، والمسئول عن أمانة التنظيم عن منطقة وسط الدلتا. تضم القائمة ايضا عبد العزيز النجار، مسئول أمانة التنظيم بالغربية، والمهندس مسعد قطب صاحب شركة أجهزة طبية، ومحمد السروجي مدير مدارس الجيل المسلم، وهما عضوا لجنة التنظيم في وسط الدلتا أيضا، وفي الإسماعيلية يعتبر محمد طه وهدان مسئول المكتب الإداري بالمحافظة، رجل عزت القوي تنظيميا ولا يختلف في ذلك عن فتحي شهاب الدين مسئول أمانة التنظيم في المنوفية، وفي الإسكندرية خالد عبد الحميد مرسي مهندس زراعي، ومسئول أمانة التنظيم في الإسكندرية، وفي الشرقية عاطف راشد مدير نقابة الأطباء بالشرقية وعضو لجنة الإغاثة الإنسانية، ومعه السيد حزين عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة أبوحماد. وفي الدقهلية ياتي المهندس عبد المحسن القمحاوي مرشح الجماعة في انتخابات الشوري السابقة، وهو عضو أمانة العامة للجماعة عن وسط الدلتا في المقدمة ومعه د. حامد منصور، طبيب بشري ويعد الرجل الثالث في اللجنة السياسية في الجماعة. وتشمل القائمة من كفر الشيخ د. حسن أبو شعيشع نائب رئيس المكتب الإداري للجماعة في محافظة كفر الشيخ وعضو الأمانة العامة للجماعة، وأيمن حجازي مسئول المكتب السياسي للجماعة بكفر الشيخ، ومن الصعيد عثمان النادي المسئول عن أمانة التنظيم في جنوب الصعيد.