عقد الرئيس حسني مبارك صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة مباحثات مطورة مع نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي حول آخر المستجدات علي الساحة العراقية، بالإضافة إلي عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما ركزت المباحثات علي سبل دعم التعاون الثنائي وتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية، إلي جانب مساهمة الشركات المصرية في إقامة المشروعات التنموية والبنية التحتية في العراق. حضر المقابلة من الجانب المصري د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية، ومن الجانب العراقي هوشيار زيباري وزير الخارجية والوفد المرافق لرئيس الوزراء. وصرح هوشيار زيباري وزير الخارجية اللقاء عقب اللقاء بأنه كان إيجابيا ووديا للغاية، وبناء لتطوير العلاقات المصرية العراقية. وقال: إننا شرحنا للرئيس مبارك تطورات الأوضاع السياسية والتجربة الديمقراطية القائمة في العراق والانتخابات المقرر إجراؤها في السابع من مارس المقبل، علاوة علي التهديدات الأمنية التي يتعرض لها العراق من تفجيرات وعمليات إرهابية تستهدف الحكومة وتقويض دورها وعملها. وأشار إلي أن الموضوعات الأساسية التي طرحت في اللقاء تركزت علي الترحيب بعودة مصر القوية إلي العراق من خلال السفارة المصرية في بغداد التي تم افتتاحها مؤخرًا، ومن خلال تفعيل اللجنة العليا المصرية العراقية المشتركة التي أنجزت الدورة الأولي من اجتماعاتها في أوائل نوفمبر الماضي في القاهرة، ومن المقرر عقد دورتها المقبلة في بغداد. أشار زيباري إلي أنه من خلال المباحثات التي أجراها رئيس الوزراء العراقي طوال زيارته للقاهرة، كان هناك تأكيد علي تفعيل دور الاقتصاد المصري في العراق والاستفادة من التجربة المصرية في بناء القدرات العراقية في الوزارات والمؤسسات، وأيضًا حل جميع المشاكل العالقة أمام تواجد قوي للشركات ورجال الأعمال والمستثمرين المصريين في العراق، خاصة أن هناك إمكانيات هائلة أمام التبادل التجاري والاستثماري بين البدين. وأكد زيباري أن مصر دولة مهمة جدًا في احداث توازن في الإقليم، وأن وجودها سيخلق حالة من التوازن في العراق. وقال زيباري: إن الرئيس مبارك وجه دعوة مفتوحة إلي رئيس الوزراء العراقي لزيارة مصر في أي وقت يشاء وأنه مرحب به دائمًا في مصر، وأن مصر ستكون دائمًا إلي جانب العراق خلال هذه المرحلة وأنها علي استعداد لتقديم جميع الإمكانيات لدعم العراق واستقراره وإعادة إعماره. وردًا علي سؤال بشأن ما إذا كان موضوع احتلال إيران لبئر الفكة العراقية قد انتهي كما رددت إيران.. قال زيباري «لقد جرت اتصالات مكثفة علي أعلي مستويات، كما كانت لدي اتصالات مع وزير خارجية إيران وطلبنا انسحاب هذه القوات إلي الحدود الدولية وتمت معالجة هذا الموضوع وتم إنزال العلم الإيراني من البئر رقم 4 بمنطقة الفكة في ميسان.. وانسحبت هذه القوات».. وأضاف أنه يعتقد أنه تم الاتفاق علي ضرورة ترسيم الحدود بشكل عملي من قبل لجنة فنية مشتركة عراقية إيرانية، وهذا ما اتفقت عليه مع الجانب الإيراني، خاصة أن الخلل نجم عن أن هذه البئر غير معروفة، مؤكدًا أنها بئر عراقيا بالتأكيد، وأشار إلي أن علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني قد أبلغ الرئيس مبارك أمس الأول، بحل ومعالجة هذه المشكلة. وحول طبيعة التهديدات الأمنية التي تواجه العراق.. قال زيباري: إن هذه التهديدات تتمثل في التفجيرات والقوي المعادية للعملية السياسية مثل تنظيم القاعدة والشبكات الإرهابية وبقايا وفلول حزب البعث الصدامي المتواجدين في داخل وخارج العراق، الذين يسعون لتعطيل العملية السياسية وشل قدرات الحكومة لتخريب العملية السياسية، علي أمل العودة إلي الحكم، ولكن هذه المرحلة قد انتهت إلي الأبد. وحول ما تردد من اتهامات عراقية لسوريا في التفجيرات الأخيرة، قال زيباري: «نحن لم نتهم سوريا ولكن اتهمنا قيادات بعثية عراقية وعناصر مدربة من الأجهزة الاستخباراتية العراقية والأمنية من النظام السابق»، وأعرب عن اعتقاده بأن نوع وطبيعة من قام بالتفجيرات التي جرت الأشهر الماضية، تشير إلي أنها خارج قدرة تنظيمات إرهابية هامشية، ولكن هناك عقولاً استراتيجية هي التي تخطط لهذه التفجيرات. وأكد زيباري مرة أخري أن العراق لم يتهم سوريا وأنه اتهم جماعات بعثية مقيمة داخل سوريا وتتحرك من الأراضي السورية. وفي سياق متصل يتوجه الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة خلال الأيام القليلة المقبلة إلي العراق علي رأس وفد من رؤساء شركات الكهرباء المصرية العاملة في مجال الكهرباء وذلك تلبية لدعوة من الحكومة العراقية لتفعيل سبل مشاركة الشركات المصرية المتخصصة في بناء منظومة الطاقة الكهربائية العراقية. ومن جانبها اعلنت الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود بوزارة النقل العراقية عن تسير خط بري من القاهرة إلي بغداد عبر عمان لنقل العراقيين الراغبين بالعودة إلي بلادهم.