رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتراحًا أمريكيًا لإجراء مفاوضات سرية مع إسرائيل واقترح عوضًا عن ذلك إجراء مفاوضات غير مباشرة بوساطة أمريكية وذكرت مصادر مطلعة حسبما أوضحت وكالة "سما" الفلسطينية أن عباس اقترح علي الجانب الأمريكي، أن يجري فريق أمريكي مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمدة عشرة شهور هي فترة التجميد المؤقت والجزئي للاستيطان. وأضافت المصادر أن واشنطن أرادت إخراج الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أزمة التوقف الحالي للمفاوضات عبر إجراء مفاوضات سرية، لكن الفلسطينيين رفضوا واعتبروا أنها لن تقود إلي أي نتيجة مع حكومة نتانياهو التي ترفض ليس فقط وقف الاستيطان، وإنما ترفض أيضًا استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. وتابعت أن واشنطن رفضت المفاوضات غير المباشرة، مضيفة أن أمريكا تعكف علي اعداد مبادرة جديدة لطرحها مطلع العام الجديد. ووفق مصادر دبلوماسية غربية، فإن مسئولين أمريكيين قالوا في لقاءات أجروها مع خبراء في سياق الاعداد لهذه المبادرة إن المبادرة ستنادي بإطلاق مفاوضات فورية بين الجانبين علي حدود الدولة الفلسطينية، وستحدد مرجعية المفاوضات بالقرارات الدولية التي تعترف بحل الدولتين علي حدود الرابع من يونيو عام 1967، مع إجراء تبادل أراض بموافقة الطرفين. وحسب هذه المصادر، فإن واشنطن تري أن الاتفاق علي الحدود سيؤدي تلقائيا إلي الاتفاق علي الاستيطان لأن المستوطنات الواقعة في حدود الدولة الفلسطينية يجب أن تفكك أو يتم الاتفاق في حل لها، فيما يتواصل البناء علي المستوطنات الواقعة في الجانب الإسرائيلي. علي صعيد آخر أعلن المتحدث باسم حماس أيمن طه أن حركته ستعقد اجتماعا اليوم مع فصائل فلسطينية في غزة لبحث سبل التوصل إلي مصالحة وطنية. وقال طه للصحفيين أنه "تمت الدعوة إلي هذا الاجتماع بناء علي طلب من رئيس الحكومة إسماعيل هنية شخصيا حيث يشمل جميع الفصائل دون استثناء وذلك لبحث مسائل عدة، من ناحية أخري بحث وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أمس مع صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية عملية السلام واحتمالات استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وقال السفير حسام زكي الناطق باسم الخارجية المصرية: إن مصر تحترم قرار منظمة التحرير بالتمديد للمجلس التشريعي وللرئيس محمود عباس، نافيا أن يكون لذلك تأثير علي المصالحة الفلسطينية. وفي سياق متصل قبل أن يبدأ زيارته اليوم إلي إسرائيل، التقي الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة أمس د.صائب عريقات وبحثا سُبل دفع عملية السلام والمصالحة الفلسطينية والأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية. وحسب مصدر مصري مطلع، ثمَّن عريقات خلال اللقاء الجهود المصرية المبذولة لرعاية الملف الفلسطيني.. ودعا القاهرة إلي مواصلة جهودها. ومن المقرر أن يلتقي سليمان في تل أبيب عددًا من المسئولين الإسرائيليين علي رأسهم رئيس الوزراء بينامين نتانياهو إضافة إلي إيهود باراك وزير الدفاع ومائير داغان رئيس الموساد حسبما أوضحت صحف إسرائيلية صادرة أمس.