ربما تعتبر العائلة الملكية الإسبانية واحدة من أكثر العائلات الملكية التي يحمل الناس لها مشاعر متناقضة، فبين الحب والشك تتمحور علاقة تلك العائلة بالشعب الإسباني وحتي ببقية المتابعين بالشأن السياسي والعام في إسبانيا حول العالم فهي عائلة تمتلك الكثير من التعاطف خاصة أنها تملك تاريخا مثيرا خاصة منذ سقوط حكم الملك خوان كارلوس في انقلاب عسكري قاده الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو في أكتوبر من العام 1936 . عائلة ملكية غاية في الإنسانية والود علي رأسها ملك استطاع أن يؤسر قلوب الشعب بأسره ومن خلفه أسره، هكذا يصف جوزيب كارلوس كليمنتي مؤلف كتاب " الخطيئة الأصلية للعائلة الملكية الإسبانية " والذي يضيف في كتابه أن زواج ولي العهد فيليبي من مذيعة إسبانية من الشعب وهي الرئعة ليتيزيا زاده قربا وحبا من الناس إلا أن هذا ليس كل شيء ، فهناك جانب غير مضيء وهو ارتباط تلك العائلة بعلاقات مع رجال المال والأعمال في العالم خاصة الملك وابنه دون خايمي وتتكون العائلة الملكية في إسبانيا من الملك خوان كارلوس وزجته الملكة صوفيا بالإضافة لابنائه أشهرهم يتيسيا دوقة أستورياس وولي عهده الأمير فيليبي دوق أستورياس والخليفة الشرعي للسلالة التاريخية للملكية في البلاد بالإضافة للعديد من النبلاء من أفراد العائلة المالكة والذين يتمتعون جميعا بمحبة الناس خاصة لتواضعهم كما أن للملك خوان كارلوس العديد من المواقف الوطنية. وتواجه تلك العائلة العديد من المصاعب علي أرض الواقع في التقرب من بعض سكان أقاليم بعينها وهم بالتحديد إقليما الباسك وكتالونيا أصحاب الميول الانفصالية وادعاء القوميين في تلك المناطق باستمرار إنهم أمم أصحاب ثقافة منفصلة ولا ينتمون إلي الأمة الإسبانية علي الإطلاق وهو أحد أكبر مساويء فترة حكم الدكتاتور فرانكو حيث قسم البلاد بسبب سياسته المتعسفة واضطهاده لأهالي تلك المناطق بسبب معارضتهم له مما زاد من ترسيخ ميول الانفصال لديهم. وتنعكس تلك المشكلة علي أرض الواقع وفي كل المجالات من سياسة إلي حتي الرياضة والفنون والثقافة فمن تفجيرات وشغب انفصالي إيتا الذين حاولوا إسقاط طائرة الملك منذ عدة سنوات وهي في الجو إلي إظهار الكره للبلاد من خلال الرياضة وهو ما ظهر جليا خلال نهائي كأس ملك إسبانيا العام الماضي الذي جمع بين الفريق الكبير برشلونة ممثل إقليم كتالونيا الأول وفريق الباسك الأكثر تعصبا أتليتكو بلباو الذي يرفض ضم لاعبين من خارج الإقليم وقد قام العديد من المنتمين للجمهورين الكبيرين بإظلاق صفافير الاتستهجان أثناء عزف النشيد الوطني الإسباني وهو ما أثار حرج الملك والملكة .