رغم التهديدات الشديدة التي أطلقتها السلطات الإيرانية ضد الإصلاحيين محذرة إياهم من التظاهر أمس في ذكري يوم الطالب، إلا أن الإصلاحيين تحدوا سلطة المحافظين ونظموا مظاهرة قوية في جامعة طهران مرددين شعارات مناهضة لحكم أحمدي نجاد واصفينه بالديكتاتور. ولم تمنع الأمطار الطلبة المناوئين للرئيس أحمدي نجاد من الخروج استجابة لدعوة الإصلاحيين المعارضين له والذين يشككون في فوزه بفترة رئاسة ثانية، وخرج الطلبة في مظاهرات مرددين شعارات "الموت للديكتاتور". واندلعت منذ صباح أمس اشتباكات بين الشرطة وبين الطلبة في محيط جامعة طهران، وذلك قبيل بدء مظاهرات إحياء يوم الطالب التي تنظمها السلطات الإيرانية والتي استبقت مظاهرات الطلبة المناوئة لها بإجراء حملة اعتقال ضدهم، كما طوّقت الشرطة جامعة طهران. وقال شهود عيان إن مئات من شرطة مكافحة الشغب في كل مكان حول جامعة طهران والشوارع القريبة منها، وأشارت وكالات الأنباء إلي وقوع اشتباكات بين الجانبين وإلي استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلبة المتظاهرين. وأشارت منظمة "ادوار تحكيم الوحدة" الطلابية في بيانها إلي تاريخ النظال الطلابي في إيران، وأشار البيان إلي التشابه الكبير بين الحدث التاريخي عام 1953 حيث قتل ثلاثة من الطلبة علي أيدي نظام الشاه المخلوع، وهو ما يدل علي عودة البناء الإستبدادي والفضاء الأمني علي المجتمع الإيراني. وأضاف البيان "منحت انتخابات الرئاسة العاشرة زمام الأمور في البلاد إلي ايدي المنبوذين من الشعب، لكن الشوارع ضجت بالرافضين". وأكدت المنظمة الطلابية أن المواجهة الأمنية مع الطلبة الناشطين، لن تؤدي مطلقا إلي السيطرة علي الطلاب، بل ستعمل علي تسريع تحرك الحركة الطلابية. وطالبت المنظمة في الوقت نفسه من الناشطين تجنب السقوط في مصيدة العنف". وكشفت عدد من التقارير والمواقع الإخبارية عن اعتقال عشرات الناشطين من الطلبة وتقديم بعضهم للقضاء. وطبقا لآخر الأخبار اعتقلت قوات الأمن ثلاثة من الناشطين في مدينة لاهيجان، ونقلتهم إلي مكان مجهول. كما القي القبض علي اثنين من طلبة جامعة شيراز، والقت اللجنة الانضباطية في جامعة آزاد الإسلامية، القبض علي 60 شخصاً، ومن المتوقع ايقافهم عن الدراسة لفصل دراسي أو فصلين. من ناحية أخري طالب عضو اتحاد الطلبة الأوربيين في جلسة جامعة "دلفت" في هولندا من نواب الاتحاد تسجيل دعهم الكامل للطلبة الإيرانيين. كما طالب الاتحاد من جميع طلبة أوربا، مطالبة اليونسكو واللجان الأوربية بالاعتراض علي انتهاك حقوق الطلبة الإيرانيين. وكان موقع زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي علي الانترنت قد نقل عنه امس الاول قوله "الحركة الاصلاحية حية في البلاد علي الرغم من ضغوط المؤسسة الدينية التي تقمع الطلبة" مضيفا "لنقل انكم تقمعون الطلبة وتفرضون عليهم الصمت فماذا ستفعلون بالحقائق الاجتماعية" في اشارة واضحة الي الاعتقالات الواسعة النطاق للطلبة في طهران والمدن الاخري خلال الايام القليلة الماضية. وقال موسوي "السلطات لا تطيق مسيرات يوم الطالب فماذا ستفعلون في الايام التالية"، مؤكدا أن احتجاجات الشوارع ستستمر، معتبرا أن الحكومة "لا تعامل شعبها بالعدل والإنصاف، وتلقي بأبنائها في السجون وتحاكمهم دون أي مبرر". كما شدد الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني في وقت سابق علي ضرورة أن لا يقمع الحرس الثوري وميلشيات الباسيج احتجاجات الشعب، وحذر من محاولة خداع مجتمع يضم ما بين ثلاثة وأربعة ملايين طالب جامعي. وقال إن الحرس الثوري يدّعي أنه مطيع لخامنئي، لكنه ينفذ أوامر القائد بأي طريقة تعجبه. وأضاف أن الانحياز الراهن ليس في مصلحة النظام، مشيراً إلي ما يجري كل يوم من احتجاج في الجامعات علي نتائج الانتخابات، ودعا إلي الاعتدال ونبذ التطرف. وانتقد رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء في كلمة امام جمع من الناشطين في مشهد، سلوك مواجهة الجيش والباسيج مع الشعب فيما جري بعد انتخابات الرئاسة، وأضاف" إذا أرادنا الناس فسوف نحكم، وإذا اعرضوا فسوف نذهب". مشيرا إلي امتلاك الحكومة عنصري المال والقوة، وتكون المعارضة من مختلف طوائف الشعب، مؤكدا علي خطأ وقوف الباسيج والجيش في مواجهة الشعب". وألمح إلي تقدير المرشد إلي جهود الجيش والباسيج في إخماد نيران الفتنة. وانتقد رفسنجاني أوضاع المسجونين السياسيين كما دعا إلي تحرير وسائل الإعلام وإلغاء الراقبة، واعتبره السبيل الوحيد لإقناع الشعب، ووقف المظاهرات". وهي التصريحات التي تجاهلتها الكثير من وسائل الإعلام الحكومية في إيران.