يوتيوب هو الموقع الثاني في العالم بعد جوجل (وهو طبعا مملوك لنفس الشركة العملاقة)، وهو الآن يسيطر تماما علي مادة الفيديو التي يستهلكها الناس علي الإنترنت، وصار مصدرا للتأثير الهائل علي الناس، بل إن حتي بعض المفكرين يقول أن يوتيوب صار يساهم في انتقال الإنسانية من ثقافة الحرف إلي ثقافة الفيديو لأن الجيل الجديد صار يفضل تعلم المعلومة والبحث عنها عن طريق الفيديو أكثر من البحث في النص المكتوب. خلال الأسبوع الماضي، أعلنت شركة جوجل عن تقنية جديدة ستطبقها علي يوتيوب ستزيد من تأثير يوتيوب العابر للقارات وتأثيره علي الجيل الجديد المحب للفيديو، حيث سيتم إضافة مترجم صوتي إلكتروني لكل الفيديوهات بحيث يقرأ المترجم ما يقوله الناس في الفيديو ويحوله لكلمات مكتوبة علي الشاشة (بنفس الطريقة التي تكتب فيها الترجمة العربية علي الأفلام الأمريكية علي شاشات التلفزيون العربية)، وذلك باستخدام تقنية التعرف علي الصوت (Speech Recognition Technology) هذا يعني أن الصم والذين لديهم مشكلة في السمع من كبار السن وغيرهم سيمكنهم استهلاك فيديوهات يوتيوب، ويعني أنه سيمكنك مشاهدة الفيديو دون الحاجة للصوت، والأهم من ذلك أن يوتيوب سيسمح لك بالبحث في تلك الكلمات، وهو أمر لم يكن متاحا يوما من الأيام بهذا الشكل الواسع مع مادة الفيديو. هذه التقنية ستكون متاحة فقط للفيديوهات باللغة الإنجليزية، لأن "تقنية التعرف علي الصوت" ما زالت ضعيفة بالنسبة للغات الأخري وخاصة العربية، ولكن يوتيوب ستتيح للناس قراءة الترجمة الخاصة بالنصوص علي الفيديوهات الإنجليزية ب51 لغة منها اللغة العربية. هذا يعني أن كلمات أغنية إنجليزية سيمكن للمتابعين ترجمتها للعربية إلكترونيا ب"كليك" واحدة علي يوتيوب، وربما يمكنهم لاحقا البحث في الترجمة العربية للكلمات الإنجليزية. توقف قليلا عن القراءة واسرح بخيالك لتدرك ماذا يعني هذا التحول الضخم في استهلاك المعلومات المتدفقة باللغة الإنجليزية، واستهلاك مادة الفيديو، وكيف سيساهم هذا في المزيد من التفوق والتأثير للثقافة الغربية ولمادة الفيديو وليوتيوب، وكيف سيحول استهلاك المعلومات لدينا. بالمناسبة هذه التقنية هي تقنية إجبارية حسب القانون الأمريكي لكل القنوات العامة في أمريكا حتي يمكن للصم وكبار السن مشاهدة التليفزيون وتسمي تقنية ال"caption" ويمكن الحصول عليها بضغطة زر علي الريموت كنترول، وهي من أجمل الطرق لتعلم اللغة الإنجليزية. علي العرب أن يهتموا الآن بتقنية التعرف علي الصوت، وبمادة الفيديو، أو ربما عليهم أن يسترخوا فقد فاتهم القطار!