حالة من الاكتئاب السياسي يعيشها حاليًا النائب رجب هلال حميدة السكرتير العام لحزب الغد، لدرجة دفعته إلي عدم التعامل لما يقرب من الشهر مع أية أحداث سياسية داخل حزبه! وقال حميدة إنه في طريقه إلي اعتزال العمل السياسي داخل أي منظومة حزبية، لذا فضل أن يتبع طريقة العمل منفردًا وسط الجماهير، لتكون بديلاً قويًا عن أي انتماءات حزبية، مشيرًا إلي أنه وصل إلي قناعة دفعته للنفور من العمل السياسي من خلال الأحزاب التي لا تملك هدفًا أو رؤية سياسية حقيقية وتكالبت عليها المصالح الخاصة، حتي أنه كعمل سياسي جماعي يخلو تمامًا من أي إخلاص في العمل! وبالتالي - والقول لحميدة -لا داعي لأن نضيع الوقت في عمل ليس منه جدوي، كما أنه يفقدنا - والكلام لحميدة - أموالنا وسمعتنا نتيجة الصراعات الحزبية! وأوضح حميدة أن المشاركة المجتمعية وسط الجماهير أفضل في هذا الوقت وهو ما تكشفت قوته تمامًا بعد مباراة مصر والجزائر في السودان، والتي شاهدنا خلالها جماهير تخرج دون ترتيب أو تنظيم أو دعوة من أحد، وهو ما لا يقدر أي حزب علي القيام به، إلي جانب أن الأحزاب تمارس دورًا نقديًا ومعارضًا دون وعي نتيجة إفلاسها وفراغها الفكري، بدليل أن الحزب الوطني عندما قام بتسفير ألفي مشجع إلي مباراة الخرطوم لم يسلم من النقد دون سبب واضح، رغم أن الأحزاب الأخري لم تقم بأي مشاركة في هذا الحدث، باستثناء محاولاتها تصيد الأخطاء والصيد في الماء العكر!. وانتقد سكرتير عام الغد موقف الإخوان من المباراة، والتي لم يشاركوا فيها حتي في جلسات النقاش التي عرضت القضية داخل أروقة البرلمان بسبب ارتباطهم بالجماعات الإسلامية بالجزائر! وهاجم حميدة الحركات المناهضة لما وصفته بالتوريث في حين أنهم غير صادقين في دعواهم، مستشهدًا بما أسماه حالة التقطيع التي يقوم بها كل طرف داخل هذه الحركات لأسباب خاصة بهم، فهل علم هؤلاء أن بعضهم يتلقي أموالاً من جهات أجنبية في هذا التوقيت!