لحظات قاسية تلك التي يعيشها الفقراء والغلابة في عيد الأضحي.. فكثير منهم يتعففون عن الوقوف في طوابير الأغنياء للحصول علي نصيبهم من الأضاحي، وتصبح لحمتهم في هذا العيد هي فضلات الدجاج والأجنحة والعظام وإذا نجحت ربة البيت في التدبير والتوفير فإنها قد تظفر لأبنائها بشراء كيلو لحمة بعد أن اكتوت ميزانية الأسرة بنيران الأسعار وخاصة اللحوم في هذا الموسم. تقول صباح السيد 45 عاما العيد يمر علينا مثل باقي السنة.. نعيش أجواء صلاة العيد دون الاحتفال به مثل باقي البشر الذين يشترون الأضحية، وتضيف.. الغلاء السائد في كل مكان هو ما جعلنا لا نتمكن من الاحتفال بالعيد فثمن اللحمة يرتفع علي الأقل مرة ونصف عن باقي الأيام مما يصعب علينا شراؤها.. وأكدت أن بعض الأهالي يلجأون إلي شراء قطع الدجاج المتبقية من بعض محال بيع الطيور كالأجنحة والرقبة وهذا يسبب لنا حرجا كبيرا مع أولادنا خاصة الصغار منهم والذين لا يعرفون الظروف ولا يفهمون الوضع المالي لأسرهم. واعتبر محمد إسماعيل: عامل أن العيد لا يجوز أن يحتفل به الغلابة أمثالهم فالعيد لأصحابه وليس للغلابة يمر عليهم دون الشعور به أو بيهجته.. خاصة أولياء الأمور وتحديدا الرجال الذين لا يقوون تلبية متطلبات أولادهم وادخال الفرحة والسرور عليهم مثل باقي الأطفال الذين في سنهم بالإضافة إلي الأسئلة التي تنهال علي الأب قرب أيام العيد أمثال.. لماذا لا نشتري خروفا مثل أصدقائي، ولماذا لا نلهو ونلعب ونطلخ أيدينا بالدماء ونطبعها علي الحائط مثل الجيران، وغيرها من الأسئلة التي يعجز الأب علي الرد عليها ولا يجد أمامه سوي أن يترك المنزل ويخرج هرباً من العجز علي الرد عليها. وتقول ابتسام عبداللطيف.. قبل العيد بحوالي شهر أعمل علي ادخال كل قرش بتوفير من مصروف البيت حتي اتمكن في العيد من شراء 2 كيلو لحمة فقط لكي اشعر أولادي بفرحة العيد بعمل الفتة ومزاولة مراسم الاحتفال بعيد الأضحي الذي يكون عادة في اليوم الأول وعندما يوجه لي أولادي الأسئلة المحرجة مثل لماذا لم نضح ونشتري خروفا؟ اقنعهم بأن الخروف يسبب لنا ازعاجاً. وتقول فوزية عيد - ربة منزل: عندي 4 أولاد أكبرهم في الصف الرابع الابتدائي لذلك فإن اللجوء لشراء أجنحة الدجاج أو مخلفاتها يؤدي الغرض للأطفال.. حيث إن أسعارها في متناولنا كأسر بسيطة ويبلغ سعر الأجنحة والأرجل حوالي 5 جنيهات وسعر الكبد التي بداخل الدجاج يصل إلي7 جنيهات حيث يلجأ معظم الأسر الفقيرة إلي شرائها بدلا من اللحوم التي لا يتناسب سعرها مع الغلابة، وأضافت اتقاضي معاشا شهريا لا يتعدي 021 جنيهاً وهو لا يكفي للخبز الحاف حتي استطيع شراء لحمة العيد منه. والأولاد لا يدركون الظروف المادية لأهاليهم ومع ذلك هناك ظلم شديد لهم ولا يجب أن نشعرهم بهذه الظروف. وأكد عبدالله جابر أن أهل الخير موجودون في كل مكان ولا تمضي مناسبة ألا وكان لهم تواجد وكان لهم فضل علي الغلابة والفقراء حيث يقوم المتقدرون منهم ماديا بذبح الأضاحي والقيام بتوزيع اللحوم بعد صلاة العيد. أيضاً هناك أشخاص ممنوعون من أكل اللحوم بأمر الطبيب وهنا تظهر المفارقة، حيث إن المقتدرين منهم والذين يستطيعون شراء اللحمة لا تساعدهم صحتهم علي تناولها حيث إنهم مصابون ببعض الأمراض كالنقرس أو الذين يعانون من مشاكل في معدتهم أو في الهضم بصفة عامة.