بالمخالفة لجميع المعايير المهنية شنت الصحافة الجزائرية حملة حمقاء للتحريض ضد الشعب المصري باستثناء عدد من الصحف التي التزمت المعايير المهنية في المعالجات وجاءت في مقدمة الصحف المثيرة والمخالفة لمبادئ ومعايير المهنة صحيفة الشروق الجزائرية التي حملت عناوين بعيدة كل البعد عن الموضوعية مكتظة بالأكاذيب والافتراءات فكانت بعض عناوينها المحرضة كالتالي.. العائدون من جحيم القاهرة يتوافدون علي مقر الشروق للإدلاء بشهادتهم، عناصر من الشرطة المصرية أهانوا العلم الوطني، شهادة صحفية جزائرية عائدة من الجحيم، ضابطة مصرية أجبرتني علي نزع ملابسي والوقوف كما ولدتني أمي.. والإعلاميون المصريون رفضوا الوقوف لتحية النشيد الجزائري وقبلها عنوان خسرنا معركة ولم نخسر الحرب. جميع التغطية محرضة وكاذبة بلغت حد الافتراء بادعاء وجود قتلي من الجماهير الجزائرية وهو ما نفاه السفير الجزائري والسلطات الجزائرية نفسها. ورغم ذلك خرجت جريدة أخري وهي الخبر والفجر بعناوين وموضوعات أكثر تحريضا واللافت أن تحريض الشروق تجاوز إلي التحريض ضد الفنانين المصريين فجاء عنوان صالح أوقرت الفنان الجزائري: لسنا بحاجة إلي عادل إمام وإنما إلي إمام عادل، فنانوهم علي رءوسنا وفنانونا تحت أقدامهم. ثم تأتي قمة الزيف في القول بأن الشارع الجزائري سينكر أعمال التخريب ويوفر الحماية للمصريين الجزائريون شجر رموه في مصر بالحجارة فرمي رعاياهم بالثمر لم يرض ويشفي غليل تلك الصحيفة كل ما حدث من اعتداءات بريرية ضد الجالية المصرية وزعمت أن الجزائريين عاملو الجالية المصرية بالحسني ورغم أعمال التخريب التي طالت الشركات المصرية قالت الشروق في صورة نقيضة لما تعرض له الجزائريون في مصر مناصرين ولاعبين من ضرب وجرح لم يلمس مصري في الجزائر ولو بعبارة خادشة باستثناء حالات محدودة ومحددة منتهي التزييف والكذب. فيما قالت صحيفة الخبر: جزائريون من معهد البحوث في القاهرة يستجدون بوتفليقة، أحزاب تدعو لتقليص التمثيل الدبلوماسي في القاهرة بينما حملت صحيفة المستقبل عنوانا أمس الأول أنصار الخضر عاشو الجحيم بالقاهرة بل وجاءت المقالات تحمل تزييفا كيف كنا وكيف أصبحنا؟! مقال لسعد أبوعقبة في جريدة الفجر الجزائرية زعم فيه أن سفير الجزائر قال إنه يفكر في غلق السفارة ومغادرة مصر وهذا ما لم يحدث علي الإطلاق وزعم عقبة أن وزير الشبيبة الجزائري علي حد تعبيره قام سائق الأتوبيس بخنقه. ورغم تجاوز بعض وسائل الإعلام المصرية إلا أن ما حدث من الإعلام الجزائري سيتوجب طرح تساؤلات حول دور اتحاد الصحفيين العرب في ردع هذه التجاوزات ونقابة الصحفيين المصرية والنخبة المثقفة وعقلاء البلدين الشقيقين ولا يمكن تجاهل الصحف العاقلة والرصينة مثل صحيفة الشبكة الرياضية التي التزمت بالموضوعية في التغطية لحسها الوطني والقومي فالمحرضون لا يفيدون أوطانهم. إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب يري أن الإعلام في البلدين دخل في سباق مجنون وصور المباراة علي أنها حرب وأنها أم المعارك مما ساهم في ترويج الشائعات متجاهلة العلاقات الوثيقة بين البلدين وخطورة ذلك علي المصريين في الجزائر وتجاهلت الصحف الجزائرية مثيرة الفتنة دور المصريين في التنمية بالجزائر وأضاف نافع إن الإعلاميين المحرضين علي الطرفين ليس لديهم أي حس سياسي فالمصريون والجزائريون شركاء دم. وأضاف نافع أن اتحاد الصحفيين العرب لا يضم عضوية نقابة الصحفيين الجزائريين لأن الجزائر صحفيوها منقسمون علي أنفسهم ولديهم 4 نقابات مما دفع الاتحاد إلي العمل علي تنظيم زيارة إلي الجزائر ينتظر تحديد موعدها قريبا لعقد اجتماع بين ممثلي النقابات ومحاولة توحيد صفهم في نقابة واحدة بهدف الارتقاء بالمهنة وإمكانية التحدث مع كيان معبر عن الجميع. سعد هجرس مدير تحرير العالم اليوم يري أن ما يقوم به الإعلام من تحريض جريمة مهنية وسياسية تصل إلي حد الخطيئة مضيفا الإعلام في البلدين خلط في تناوله للتغطيات بين التسييس والتديين لافتا إلي أن بدء الجزائريين في التجاوز لا يعني الانسياق خلفهم في الخطيئة. وأوضح هجرس أن تحويل مباراة كرة قدم لما يشبه المعركة العسكرية يحيي النزعات العنصرية والشوفينية بين الجانبين مستنكراً تسطيح القضية الوطنية في البلدين إلي درجة اختصارها في مباراة كرة قدم. وأشار هجرس إلي ضرورة المباراة بعقد لقاءات بين عقلاء الإعلام في مصر والجزائر وكتابة مقالات مشتركة لتوحيد الصفوف ومواجهة هذا التيار المحرض المتطرف في تناوله وتساءل عن سر تديين الحملة بحيث تخرج صحف تقول أن المساجد والكنائس تدعو للمنتخب مضيفا المنتخب المصري مسلم والجزائر مسلم فمع من سيقف الله؟ وحذر هجرس من خطورة تطرف وسائل الإعلام الجزائرية وكذا انسياق وسائل إعلام مصرية منتقداً تناول المصري اليوم بشدة منوهاً إلي أنها الصحيفة التي تبنت مبادرة وردة لكل جزائري هي ذاتها التي خرج محرر بها مدعيا أنه جزائري لإثبات أنه تعرض لاعتداءات متسائلاً ماذا تريد الصحيفة أن تثبت؟. فيما وصف عبدالمحسن سلامة وكيل نقابة الصحفيين الإعلاميين المحرضين بتجار الدم مضيفاً الإعلاميون الجدد متاجرون بمشاعر الناس مدعين الوطنية وهم لا يبحثون سوي عن مصالحهم يرتكبون جرائم من خلال معالجات غير مهنية متجاهلين روابط الدم والعروبة والمصالح المشتركة وأضاف سلامة نقابة الصحفيين أصدرت بيانا تطالب فيه الإعلام الجزائري بالالتزام بقواعد المهنة.