هو شيء ممل ومزعج، نواجهه عند التسوق (افتراضيا)، أو عند التسوق (واقعيا) لاسيما إذا قررنا شراء الجينز. ففي التسوق الاعتيادي يصعب علينا الحصول علي جينز يناسب كل الأجسام (كافضل مايكون)، والسبب أن مقاسات أجسامنا مختلفة وليست واحدة، بينما ما يطرح في الاسواق مهما اختلفت جهات تصديره، تتصور أن من لديهم نفس الطول والوزن يلبسون نفس القياسات وهو أمر ليس بصحيح فما يريح شخص ربما لايريح شخصاً آخر لديه نفس الطول والوزن وذلك لأسباب تتعلق بتكوين أجسامنا وخلايانا وعظامنا. في التسوق الافتراضي، هناك مشكلتان أساسيتان تظهران بوضوح عند شراء الملابس لاتظهران مثلا عند التسوق لشراء الكتب أو الموسيقي وهما: اختلاف القياسات العالمية بين منطقة وأخري وبلد وآخر. خدعة صور الملابس ثنائية الابعاد التي تظهر علي المواقع فهي لاتظهر نوعية وملمس القماش وغالبا ما تكون غيرمطابقة لتوقعاتنا. وهذا ما تؤكده شركة (يانكي جروب) عبر دراساتها الإلكترونية في أن 40٪ من الملابس النسائية المشتراة عبر الانترنت تعاد إلي المتاجر لأن اللون أو المقاس أو النوعية لاتتوافق مع توقعاتهم..! فهل سيبتكر التكنولوجيون أسلوبا جديدا ودقيقا يساعدنا ويساعد المصنعين علي توفيرملابس مرضية لنا تخلصنا من حالة الاحباط التي تصيب بعضنا عند التفكير في شراء سراويل الجينز..؟! الواضح، أننا في طريقنا لذلك بفضل تطور تكنولوجيا الأزياء. فأهم توجه لعالم الموضة والأزياء في السنوات المقبلة هو (التشخيص).حيث تستغل الكمبيوترات الآن لاخذ المقاسات الصحيحة لشكل أجسامنا (عن طريق قياسات ثلاثية الأبعاد ) أو مايسمي "باديماتريكس" وهذا مايتبناه الكثيرون في المانيا وأمريكا وأنجلترا: كمعهد (ايتشين) الألماني للخياطة. وكذلك(إنتل فيت) الأمريكي بإشراف بحثي من قبل جامعة أوبورن الأمريكية ،وذلك عن طريق استخدام جهاز مسح ثلاثي الأبعاد قامت بتطويره شركة "تي سي2". قياسات ثلاثية الأبعاد: لاتندهش بعد اليوم عندما تدخل إلي غرفة التغير الرقمية في المحلات الكبري قبل شرائك الجينز لتجد نفسك معلقا من كلتا يديك في الغرفة كلاعبي الجمباز. فعبر تقنية (بادي ماتريكس) ثلاثية الابعاد يمر الزبون تحت الاشعة الصادرة من جهاز سكانر للجسم، وفي غضون خمس ثوان فقط يتم التقاط نحو 200 الف قياس ثلاثي الابعاد، ثم يقوم جهاز آخر بتخزين بيانات خاصة بكل اجزاء الجسم كالخصر ومحيط المعصم والارتفاع وطول الذراعين والعرض علي مستوي أعلي الظهر واسفله، في هذه اللحظات، لايتعين علي الزبائن التجرد تماما من ثيابهم عندما يدخلون إلي هذه الكبسولة.ويعتبر ارتداء ملابس بيضاء من أفضل الحالات التي يمكن فيها للجهاز أخذ القياسات بكل دقة. وبعد الحصول علي القياسات الضرورية يعمل المتسوق مع موظفين محنكين في مجال عملهم ليتمكن من قياس الملابس بشكل افتراضي حتي يروا كيف سيظهرون بتلك الملابس.الفرص متاحة أيضا أمام العملاء بأن يقوموا بأنفسهم بتصميم بعض العناصر الخاصة بالثياب المخصصة لهم، يتراوح ذلك من عرض أرجل سروال الجينز حتي موقع الجيوب ومكان وجود خط الحزام. هذا وتمكن البيانات التي يتم تخزينها في نظام "باديماتريكس" العملاء من تقديم طلباتهم علي شبكة الإنترنت دون أن يضطروا للذهاب إلي المحلات مرة أخري أو أن يقوموا بقياس الملابس أو الماركات التي يرغبون باقتنائها. ملابس فورية: لاتستخدم أجهزة المسح لأغراض البحث فحسب..! بل تقوم مؤسسة "بروكس برزرس" باستخدام أجهزة المسح "تي سي 2" في محلاتها منذ مايقارب الثلاث سنوات،بتفصيل الأثواب حسب طلب الزبائن وخلال دقائق فقط. وتتيح بعض هذه الأجهزة لزبائنها الاحتفاظ بثيابهم رغم أنها، أي هذه الأجهزة، تجمع معلومات أقل. وثمة أجهزة أخري تملك حجرات بقياس 7 8 أقدام وتستخدم الموجات اللاسلكية لمسح جسم الشخص بملابسه الكاملة خلال 10 ثوان.والموجات اللاسلكية هذه تعمل تماما مثل رادار من طراز "دوبلر" الذي يقوم برصد رطوبة الجو الخارجي وفقا لألبرت كاربنتر أحد مؤسسي شركة "إنتل فيت" ومديرها المسئول. وقد قامت "إنتل فيت" حتي الآن بمسح أجسام 11 ألف شخص من زبائن المحلات موفرة معلومات ثمينة ليقوم البائعون باستخدامها في تفصيل الثياب والملبوسات بشكل أفضل. ويمكن للعميل لو اراد احضار القماش المناسب واختيار الطراز الذي يعجبه. وفي الوقت الذي يتوقع فيه انتشار فكرة "بادي ماتريكس" حول العالم، ينتظر أصحاب المشروع آراء الناس علي نطاق أوسع بعد تعميم التجربة. يذكر أن الماسحة الضوئية المستخدمة يصل سعرها إلي 150 ألف دولار تقريبا، بينما يبدأ سعر سروال الجينز بالقياسات ثلاثية الابعاد من 400 دولار وهو تقريبا المبلغ نفسه الذي يدفعه الكثيرون مقابل سروال جينز من ماركة علي غرار "ميس سكستي" أو "روك اند