احتلت الأغنية الوطنية مركز الصدارة علي أكثر من 50 قناة فضائية مصرية بعد فوز المنتخب المصري علي المنتخب الجزائري واستطاعت الأغنيات أن تعبر عن الفرحة التي تدفقت علي ألسنة الجمهور المصري. خرجت الأغاني الوطنية من دائرة الأحداث السياسية الكبري ودخلت إلي ملاعب كرة القدم لتواكب أحلام الناس وطموحهم في تحقيق الفوز الرياضي واللحاق بقطار المشاركين في مونديال كأس العالم بجنوب أفريقيا، وقد شهدت هذه الفترة إحياء العديد من الأغاني القديمة التي تم عرضها علي الفضائيات مع خلفية من أهم اللقطات لأهداف كرة القدم، وقد أسهمت هذه الأغاني في إلهاب حماس الجمهور واللاعبين واستفزاز مشاعرهم الوطنية التي تصيب البدن بقشعريرة توتر ومرح، خاصة صوت شادية الذي يحرك البواعث الوطنية الكامنة داخل كل مصري وهي تغني يا حبيبتي يا مصر، فلم يكن غناؤها للسمر الشداد إلا بطاقة تشجيع وأمل، إلا أن الشيء الجديد هو كتابة أغان حماسية لتواكب المباريات والبطولات الرياضية الكبري، ومنها الأغاني التي انطلقت عام 2006 خلال البطولة الأفريقية، وجاءت أغنية حمادة هلال والله وعملوها الرجالة مفاجأة سعيدة للجمهور لا تقل عن الفرحة من خلال الفوز بالبطولة، إلا أن أغنية نانسي عجرم ملوك الجدعنة كانت مشبعة بالحس الوطني والحيوية والانفعال والدفء، وقد دخلت نانسي بهذه الأغنية إلي القلوب من أقصر طريق لدرجة أنها تربعت علي عرش حب الجمهور ووقع عليها الاختيار لإحياء حفل خاصة للمنتخب بمناسبة الفوز، ويبدو أن نانسي قد أدركت بذكائها الفطري وخبرة جي جي لامارا أن كرة القلب عند المصريين لا تتحرك إلا مع تحرك كرة القدم، لذلك أرادت أن تشارك في أغنية وطنية مشبعة بروح العصر وانطلاق ومرح الشباب، ويبدو أن نانسي وحمادة هلال قد ادركا مدي الالتحام الجماهيري الشعبي مع الأغاني في مباريات كرة القدم وقررا اللعب علي هذه الورقة الرابحة التي ابتعد عنها الكثير من المطربين. ولكن نانسي أعدت أغنية جديدة لتغنيها في حفل ختام المهرجان العربي بعنوان مصر المحروسة وهي من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان عمار الشريعي ومن حسن حظها أنها ستطلقها في اليوم التالي لمباراة مصر والجزائر، نانسي تختار التوقيت المناسب لإطلاق أغانيها التي تتغني فيها بحب مصر. ورغم ما تواجهه هذه الأغاني من انتقادات تقول إنها تبتعد عن القضايا الأساسية التي تواجه المواطن المصري وتكتفي بالجري وراء ردود أفعاله تجاه مباريات كرة القدم إلا أن هذه الأغاني تتميز بأنها تحرك جبال الجليد التي تسيطر علي مشاعر الجماهير، فكل الفئات والطبقات والأعمار من أطفال وكبار وشباب يتجاوبون مع الأغاني الوطنية المواكبة لمباريات كرة القدم بانفعال لا حدود له مما يدل علي أن المرحلة الراهنة تحتاج إلي هذه النوعية من الأغاني لأنها تمتلك مفتاح الحماس والتفاعل والحضور. الأغاني المرتبطة بمباريات كرة القدم تنبع من حب حقيقي ومشاعر تلقائية وعفوية، بعيدة عن الرسميات أو الاحتفالات التقليدية، وهذا هو سر تعلق الناس بها، لأنها لم تصنع لهدف تجاري من أجل الربح، ولا لمناسبة محددة تتعلق بالمشروعات والإنجازات وإنما تستمد تفوقها من مخاطبتها وجدان الناس. انطلقت اغنيات جديدة تواكب فرحة الفوز مثل أنا كده بلدي وبحب بلدي لمحمد فؤاد وهم دول المصريين لإيهاب توفيق والمصريين للمطرب الجديد كريم سعد. وهذا يجعلني أؤكد أن الأغنية الوطنية المتعلقة بكرة القدم تضيف إلي المستمع قدرًا من المرح والسعادة لا يجدها مع الأغاني الأخري، فلم تعد السياسة تحمل للمستمع الحوادث التي تسره ولم تعد الحوادث المؤلمة بطريقتها المتكررة وظروفها الكئيبة تحتمل صياغتها في أغان وطنية، لذلك عبرت الساحرة المستديرة عن أغانيها بطريقتها الخاصة التي أبدعها مؤلفوها، ليتم نقلها بالبلوتوث عبر الهواتف المحمولة، وعبر شبكات الإنترنت، فهي أغنية وطنية أكثر انتشارًا من الأغاني القديمة، لأنها تحقق رواجها عبر التقنيات الإلكترونية. كرات الدم البيضاء والحمراء في شرايين الشعب المصري كانت تقفز مع الكرة وسط تحركات اللاعبين وظهر كل ذلك مع الغناء.. كان الكل يردد يا حبيبتي يا مصر.