الأحداث الفنية المتنوعة تثبت دوما أن هناك حراكا حقيقيا في المشهد الفني، وتؤكد أن هناك مواهب متعددة تستوجب إقامة مثل هذه الفعاليات لتستوعب وجودها، وهو ما نجده في الدورة السابعة لصالون التصوير الضوئي التي تقام في قاعة إيزيس بمتحف محمود مختار في الفترة من 18 أكتوبر إلي 5 نوفمبر 2009، والتي تضم هذا العام مجموعة من المواهب منها الفنانة مريم حسن التي تميل لتقديم الأعمال التي تضم عددا كبيرا من الصور المنفصلة المتصلة، وتعكس مريم في عملها المقدم بالصالون ما تراه في مخيلتها الخاصة وأحلامها، وليس ما تراه بعينها المتيقظة، فالعمل يدور في اللامكان واللازمان، والعنصر الملون الوحيد تستطيع أن تتخيله في أكثر من شكل، أطياف فتاة عذراء تتراقص، أو دخان سيجارة يضل طريقه في الفضاء، فهي تقدم حالة غير واضحة المعالم، لكنها مستقرة ولها كيان متماسك وشكل ديناميكي محدد المعالم. ومن الفنانين المشاركين بالمعرض أيضا الفنانة رانيا الحلو، ورغم أن تواجدها قليل وتحتاج متابعة خاصة، فإنها تحرص علي أن يكون ظهورها ذا تأثير خاص، يبقي في الذاكرة لحين الظهور التالي، محبة دائما للنور وما يتركه من ظلال، وتقدم في عملها فكرة قدس الأقداس ولكن من خلال الفضاء الخارجي، فقدس الأقداس لديها تحرر من المعبد وأصبح محددا بالظل والنور، فخطوط الضوء هي ما تسعي إليه عينا رانيا، وهي الملهم لها في عمل تكويناتها الفنية الخاصة، فبقعة الضوء الصارخة تحتل الصدارة والمركز في العمل، وتدور العين معها في خطوط التلاشي الضوئية المستترة، لتحتفظ بالعين معها أطول فترة ممكنة، فهي تسيطر علي المتلقي بمنتهي النعومة. الفنان أحمد سليمان الذي يقدم نفسه ولأول مرة كمصور فوتوغرافي محترف، أراد تقديم نفسه في هذا المعرض بهدوء، واختار التقنية الصعبة، وهي تقنية الأبيض والأسود، التي نجح إلي حد كبير في أن يظهر من خلالها اهتمامه بالكتل وعلاقاتها معا من خلال تداخلات خطوطها المحددة لها. الشرود والأفكار والحيرة في رأس فتاة مصرية شرقية معاصرة، في لقطة بليغة جدا التقطها نبيل سامي لفتاة شابة تحاول أن تريح رأسها علي منضدة، للتخفيف من التشويش والعشوائية في خلاياها، ورغم ملامحها الهادئة المستقرة، فإنه نجح في تأكيد هذا التناقض باستخدام الكمبيوتر، ونجح في الوصول بألوان الصورة إلي ألوان صريحة نوعا ومتضادة أيضا. ضم صالون النيل للتصوير الضوئي العديد من الأعمال الأخري الجيدة، وإلي جانبها ظهرت الأعمال ذات الطابع التجاري، بل كانت أكثر تواجدا من الأعمال ذات الطابع الفني العميق.