بعد تنازل محمد علي عن العرش والحكم في سبتمبر عام 1848، استمرت أسرته من أبناء وأحفاد في حكم مصر حتي عام 1952 حينما قامت ثورة 23 يوليو وأنهت ما يربو علي 100 عام دامت فيها مقاليد السلطة في أيدي أسرة محمد علي التي خلفت وراءها كنوزًا أجمع خبراء التاريخ والآثار علي قيمتها التي لا تقدر بثمن وأنها شاهدة علي مواقف وأحداث تتجاوز كونها أشياء مادية. ما هي هذه الكنوز؟ وكيف أصبحت الآن؟ وكيف جمعتها الأسرة العلوية؟ وهل كلها موجودة في مصر أم هناك منها في الخارج؟ وغيرها أسئلة كثيرة نفتحها في هذا الملف. ملف خاص لكل قطعة في البداية يؤكد د. مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية ومستشار المجلس الأعلي للآثار أن محمد علي ترك كنوزًا كثيرة هو وأسرته قد تكون أشهرها المجوهرات والأحجار الكريمة الثمينة جدًا والتي لا تقدر بثمن، وحينما جاءت ثورة 23 يوليو وأنهت الملكية ، قامت لجنة تصفية الإقطاع برئاسة الرئيس السادات بحصر هذه الكنوز في ما يقرب من 68 صندوقا. وأضاف: تم وضع الصناديق في قصر محمود خليل وحرمه وظلت حبيسة المخازن حتي عام 1973 حينما تحول القصر إلي مقر لسكرتارية الرئيس السادات، وطوال سنوات عدة تم إهداء العديد من تلك الكنوز للملوك والأمراء والشخصيات المهمة التي كانت تزور مصر، ولا يوجد حاليًا أي حصر للقطع المهداة. وأشار إلي أن المجوهرات الملكية تتميز بأن كل قطعة منها لها ملف كامل علي مستوي العالم يتضمن تاريخها وصناعتها وكل مالكيها الذين انتقلت إليهم بطرق شرعية، وهو ما كان سببًا رئيسيًا في عدم الاتجار بها أو بيعها في المزادات بطرق غير قانونية، فهي قطع نادرة وقال: اللي أخدها ما يبيعهاش رغم أنها بالملايين والمليارات. وأضاف: مستحيل أن تجد مجوهرات أسرة محمد علي معروضة للبيع في أية مزادات إلا في حالة واحدة فقط، أن يقوم بذلك صاحبها الأصلي الذي يمتلك الأوراق والمستندات التي تؤكد اقتناءه لها بطرق شرعية، وهذا نادر جدًا ما يحدث. ومن فرط ما تتمتع به مجوهرات وكنوز أسرة محمد علي من قيمة يوجد 6 خبراء فقط علي مستوي العالم متخصصون فيها، كان فؤاد سراج الدين باشا رحمه الله واحدًا منهم. أوروبا بلد المنشأ أما د. جمال عبدالرءوف أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة المنيا أكد أن أغلب كنوز ومجوهرات وتحف أسرة محمد علي كانت إما للاستخدام الشخصي أو للعرض كقطع فنية داخل القصور. وأوضح أن إيطاليا وانجلترا وفرنسا تأتي علي قائمة الدول التي تنتمي إليها معظم كنوز الأسرة العلوية، خاصة النياشين أو الميداليات أو الأوسمة، بخلاف القطع المهداة من ملوك ورؤساء هذه الدول، كانت هناك شركات متخصصة فيها تقوم بتصنيع المجوهرات والتحف لأفراد أسرة محمد علي وكانت تتسم بالجودة العالية ونقاء المعدن المصنوعة منه ودقة ما عليها من زخارف أو رسومات أو صور. وأشار إلي أن مجوهرات أسرة محمد علي محمية تمامًا من الاتجار غير المشروع في المزادات، خاصة المعروض منها في المتاحف، لأن من يقتنيها بشكل قانوني لا يفكر أبدًا في بيعها لأنها ذات قيمة أغلي بكثير من المال. وأوضح أن هناك بعض الهواة وأصحاب المجموعات الخاصة قد يقيمون مزادات فيما بينهم يبيعون فيها أو يتبادلون ما يمتلكونه من قطع فنية تنتمي لأسرة محمد علي، وسويسرا فيها عدد من هؤلاء.