في الثامن من نوفمبر الجاري تنطلق في مدينة شرم الشيخ اجتماعات المؤتمر الرابع لمنتدي التعاون بين الصين وأفريقيا والذي يفتتحه الرئيس حسني مبارك بحضور ما يقرب من مائة وزير خارجية وصناعة وتنمية اقتصادية، فضلاً عن ما يقرب من عشرين رئيساً إفريقياً أعربوا عن رغبتهم في الحضور.. من هنا كانت أهمية هذا الحوار لروزاليوسف مع السفير إبراهيم علي حسن معاون وزير الخارجية وسكرتير عام منتدي التعاون الصيني الأفريقي لإلقاء الضوء علي طبيعة هذا المحفل والوثائق المنتظر صدورها عنه.. وإلي تفاصيل الحوار: النشأة والتطور في البداية نود القاء الضوء علي هذا المحفل منذ انطلاقه وصولاً إلي مؤتمر شرم الشيخ؟ - المنتدي انطلق عام 2000 في العاصمة الصينية بكين وكان الهدف منه ولازال تعزيز التعاون بين الصين مع الدول الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية في القارة.. آخذاً في الاعتبار أنه يوجد الكثير من السمات التي تجمع الصين بأفريقيا، سواء من الناحية السياسية أو الناحية الاقتصادية، ونحن ننظر إلي الصين علي أنها من الدول النامية التي استطاعت أن تطور نفسها وتحقق تطوراً وتقدماً جعلها في مصاف الدول ذات الاقتصاديات الهائلة، وبالتالي فإن استفادة إفريقيا من خبرة الصين أمر مهم وخاصة في مجالات التكنولوجيا ويساعد علي ذلك كما ذكرت، تشابه الظروف الاجتماعية بين الصين ودول إفريقيا في العديد من الجوانب، وبالتالي فإن النجاح الذي ينتظر هذا المنتدي أمر مؤكد أخذاً في الاعتبار أن هذه الشراكة قائمة علي التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل والمشاركة الإيجابية منذ الاجتماع الأول له في أكتوبر عام 2000 ببكين ثم أديس أبابا عام 2003 ثم عام 2006 في بكين وكانت المشاركة المصرية في الاجتماع علي مستوي القمة حيث حضر الوفد المصري برئاسة الرئيس مبارك وتقرر خلال قمة بكين رئاسة مصر لاجتماع 2009 والذي نحن مقبلون عليه لأن الاجتماعات تعقد بالتناوب بين الصين ودول أفريقيا من هنا فإن الرئاسة المصرية للمنتدي بالمشاركة مع الصين تستمر لمدة ثلاث سنوات لحين انعقاد المؤتمر التالي والذي سيعقد في بكين عام 2012 . مصر.. الصين .. إفريقيا ابعاد هذا المؤتمر بالنسبة للعلاقات المصرية الصينية والمصرية الأفريقية؟ استضافة مصر لهذه القمة لم يأت من فراغ.. فهي تعكس عمق العلاقات بين مصر والصين، فالجمهورية المصرية كانت أولي الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية عام 1956 ، وأثناء زيارة الرئيس مبارك للصين عام 2006 تم الاحتفال باليوبيل الذهبي لهذه العلاقات الوطيدة، ومع استضافة مصر لمنتدي التعاون بين الصين وأفريقيا يكون ذلك متزامناً بالاحتفال علي مرور عشر سنوات علي التعاون الاستراتيجي بين القاهرةوبكين، إذن نحن نتحدث عن علاقات لها تميزها بين دولتين لهما ثقلهما والتميز في هذه العلاقة لا يقتصر علي الناحية السياسية فقط.. ولكن أيضاً النواحي الاقتصادية والتجارية تتنامي وهناك تعاون كبير بين الجانبين فهناك مناطق اقتصادية خاصة تم إنشاؤها في منطقة غرب السويس. وهناك فرص واعدة لزيادة حجم استثمار الصيني في مصر في إطار الزيارات التي يقوم بها وزراء الخارجية والاستثمار والصناعة والتجارة، هذا من ناحية.. من الناحية الأخري فمصر ومن خلال دورها المحوري في المنطقة فإنها بإمكانها أن تقدم ما تستطيع القيام به من دعم لأشقائها الأفارقة في تنفيذ برامج التنمية سواء كان سياسياً أو من خلال المساعدات الفنية والمادية، كما أن لمصر دوراً أساسياً في الدفاع عن حقوق الأفارقة داخل منظمة التجارة العالمية والمطالبة بضرورة فتح الأسواق العالمية أمام المنتجات الأفريقية. وما الفائدة التي تعود علي مصر من استضافة هذا الحدث؟ - مصر دائماً هي جسر التواصل بين أفريقيا وآسيا وهي معبر لكل الثقافات واستضافتها لهذا المؤتمر تمثل لها فائدة كبري تهدف بتمكنها من تعزيز التعاون الأفريقي الصيني والمصري الأفريقي والمصري الصيني، لذا ستجد أن اليوم السابق لافتتاح المنتدي سينعقد منتدي للأعمال تنظمه وزارة التجارة والصناعة مع مجلس التجارة الخارجية في الصين.. وهذا الاجتماع مدعو إليه عدد من الشركات الصناعية المصرية والأفريقية والصينية بهدف إتاحة الفرصة للتشاور بين الجانبين لزيادة حجم التبادل التجاري أو إنشاء مشروعات مشتركة أو تدريب فني.. فضلاً عن الاستفادة من الخبرات الموجودة في الجانبين، وهنا نتحدث عن مشاركة اقتصادية سياسية حقيقية قائمة علي تحقيق المصالح التي يسعي إليها الجانبان، فالصين لها مصلحة في زيادة حجم التبادل التجاري ولك أن تعلم أنه مع نهاية العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا ما يزيد علي مائة مليار دولار.. أخذاً في الاعتبار أنه قبل نشأة منتدي الصين إفريقيا لم يكن حجم التبادل التجاري بهذا الشكل ،فلم يكد يصل إلي 8 أو 9 مليارات دولار فقط أي أنه تضاعف أكثر من عشر مرات في أقل من عشر سنوات. أجندة المؤتمر والوثائق ماذا عن فعاليات المؤتمر؟ - المؤتمر تبدأ جلساته يومي 8 ، 9 نوفمبر الجاري بمشاركة عدد كبير من الرؤساء الأفارقة وحتي الآن تأكد لنا أن جميع الدول الأعضاء المشاركة في المنتدي يشاركون في مؤتمر شرم الشيخ بجانب دولة الصين وبالنسبة لمستوي التمثيل فإنه لدينا ما يقرب من 20 رئيس دولة أو حكومة وهذا حضور رفيع جداً مقارنة باجتماعات المنتدي السابقة وباقي الدول ستحضر علي مستوي وزيري الخارجية والتجارة والصناعة فهناك حوالي مائة وزير خارجية وتجارة وتنمية اقتصادية. وماذا عن الاجتماعات التحضيرية التي ستسبق المؤتمر؟ - هناك اجتماع تحضيري في السادس من نوفمبر علي مستوي كبار المسئولين وهو استكمال لاجتماع العام الماضي الذي عقده كبار المسئولين في القاهرة وفق لائحة المنتدي.. وفي اجتماع كبار المسئولين القادم سيتم إعداد مشروعات الوثائق التي ستعرض علي المؤتمر واعتمادها بشكل نهائي لرفعها إلي المؤتمر. وما هي الوثائق المنتظر صدورها عن المؤتمر؟ - هذه الوثائق تتضمن خطة عمل خلال الثلاث سنوات القادمة، وهي خطة محدودة تتضمن الأنشطة وبرامج العمل التي يتناولها المنتدي ويلتزم بتنفيذها في مجالات متعددة في السلم والأمن والتجارة والبنية الأساسية والمجال الزراعي، كما يتصدر وثيقة أخري عبارة عن إعلان سياسي وهي إعلان شرم الشيخ ومن المنتظر أن يتناول الظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية، وهذا عن طريق التفاهم المشترك بين الصين وأفريقيا للتحرك من أجل مواجهة تحديات في مجالات السلم والأمن والتنمية وتنمية الخطط الوطنية للارتقاء بشعوب أفريقيا والصين. كما أن المؤتمر سيركز هذه المرة علي كيفية التعاون المشترك في مواجهة التحديات التي أفرزتها الأزمة المالية العالمية خاصة في قطاعي الزراعة والبنية الأساسية.