أصيلة وطبيعية وصادقة وجوهرة نقية من الفلامنكو هكذا يصف نقاد فن الفلامنكو في إسبانيا الفنانة ماريا ديل مار مورينو وفرقتها القادمة من الاندلس لتقدم فن الفلامنكو الأصيل كما هو منذ آلاف السنين ودون أن تلوثه التعديلات التي دخلت عليه علي مر السنوات لتعبر برقصاتها المميزة وموسيقاها الغجرية عن ثقافة أهل الأندلس ببلاد يطلق عليها بلاد الفلامنكو لتفردها بهذا الفن الذي أصبح ثقافة وأداء يميزها عن باقي دول العالم ويتهافت عليه المئات لتعلمه والإستمتاع بعروضه المعتمدة علي الجيتار الاسباني بألحانه الجميلة. ماريا ديل مار قدمت عرضها هذا الأسبوع برفقة فرقتها علي مسرح الجمهورية بالقاهرة العرض الذي لاقي استحسانا كبيرا من عشاق الفلامنكو انعكس علي أداء ماريا وفرقتها علي خشبة المسرح بأداء مبهر كما لم تفوت ماريا ديل مار الفرصة للتعبير عن مشاعرها وشعورها بالسعادة لتواجدها في القاهرة وذلك في كلمة ألقتها علي خشبة المسرح فور انتهاء العرض كما شكرت إدارة معهد ثربانتس بالقاهرة والجمهور المصري الذي أتي لمشاهدة فرقتها بأعداد كبيرة. تعتمد عروض ماريا ديل مار وفقا لوصف موقع ديل فلامنكو الإلكتروني علي تقديم رسالة جغرافية ثابتة عن أهل الأندلس في قادش وملقة وأشبيلية في مسرحيات غنائية لا تعتمد علي التماسك الدرامي بل هي مجموعات من العروض الغنائية تعبر عن التفاني في الحب والعواطف والروابط التي تجمع هؤلاء الناس، وأضاف الموقع أن ماريا ديل مار خير ممثل وواجهة لهذا الفن الذي تقدمه بحرفية وصدق. وتمثل ماريا ديل مار مورينو المدرسة التقليدية الأصيلة في الفلامنكو قدمت فنها بتميز جعلها ترتقي إلي مكانة مميزة بجانب نجوم الفن مثل ماتيلدا ورافاييل إيل نيجرو وماريو مايا وتقوم ماريا ديل مار مع فرفتها بتمثيل البلاد بكبري مهرجانات الفلامنكو حول العالم خاصة بأمريكا اللاتينية وحصلت علي العديد من الجوائز الدولية. تمثل رقصة الفلامنكو الإسبانية الشهيرة عدة أشياء فهي ليست فقط رمزا لثقافة الأندلس الإسباني بل هي رمز حي لتكامل الثقافات وتلاقيها وتعتبر أحد الجسور الباقية بين الشرق والغرب منذ سقوط الأندلس من العرب، فهي حصيلة ثقافة العرب والإسبان الأندلسيين التي اختلطت لتخرج بفن رائع ومميز يسرق قلوب متابعيه ويعبر عن بلاد الإسبان المحبة للعالم ويحمل روح التحدي الغجرية وهو مزيج من موسيقي الغجر للمسلمين واليهود بسبب رغبة الناس في التعبير عن الاضطهاد بسبب ملك إسبانيا عام 1492 الكاثوليكي الديانة فريدناند وزوجته الملكة إيزابيلا بعد أن أصدر مرسومًا بأن كل شخص يعيش في مملكته لابد أن يغير ديانته الي الديانة المسيحية الكاثوليكية وكانت الأغنية تتميز بالحزن والكآبة وكان تعبير عن ظلم وحزن.