شهدت الأسابيع الماضية إنشاء أول جمعية صوفية للنساء تحمل هموم الفكر الصوفي، وتستهدف تفعيل الدور النسائي في مواجهة تلك الهموم، إلا أن هناك أسباباً أخري دفعت لإنشاء تلك الجمعية وأهدافاً تم وضعها لها، وهو ما أوضحته ماجدة عيد رئيسة جمعية اتحاد المرأة الصوفية التي أكدت أن مواجهة التشدد والتعصب من أهم أسباب إنشاء الجمعية، لافتة إلي العديد من الأمور من خلال الحوار التالي: كيف نشأت فكرة إنشاء اتحاد المرأة الصوفية؟ ولماذا لم يتم التفكير بها من قبل؟ - جاءتني الفكرة عندما وجدت أن هناك هجوماً شرساً علي الصوفيين بصفة عامة بحيث تلصق بهم تهم غير موجودة مثل التبرك بالأضرحة، ومن يظهرون بمظهر غير لائق بارتدائهم الخيش ووضع كثير من السبح حول أعناقهم حيث إن كل هذه الأشياء ليس لها صلة بالصوفية وهي بريئة منها، كما أن هناك بعض الداعيات يتهمن سيدات الصوفية بالانحلال الأخلاقي كذهابهن إلي الموالد لممارسة الرذيلة هذا بالإضافة إلي أن هناك نشاطاً كبيراً موجهاً علي الصوفية من قبل السلفيين والوهابيين. كيف يتم الاجتماع في الجمعية؟ وأين المقر الخاص بها؟ - مازالت الجمعية في بداية التأسيس لذلك لا يتم انعقاد الاجتماعات بصفة ثابتة لكن المقر الحالي للجمعية بمقر الطريقة الشهاوية ولكنه مقر مؤقت لحين الانتهاء من المقر الثابت بالعباسية. ما شروط الانضمام للجمعية؟ - أن تكون المنضمة إلي الجمعية سيدة غزيرة العطاء ومتطوعة ولديها الوقت للانضمام وحسنة الخلق ولديها القدرة علي المساعدة في جميع المجالات التي تخص المرأة وأن تكون معتدلة وهو أهم شرط من شروط الصوفية. هل الجمعية مقتصرة علي زوجات المشايخ فقط؟ - لا الجمعية ليست مقتصرة علي زوجات المشايخ فقط وإنما هي لكل المهتمات وكل من ترغب في الانضمام للجمعية، والجمعية لديها الاستعداد لاستقبال الجميع، ولكن زوجات المشايخ من مؤسسات الجمعية وعددهن 6 زوجات بالإضافة إلي 4 من بنات المشايخ. ما تعليقك علي رفض بعض مشايخ الطرق هذه الجمعية وألا يكون للمرأة منصب في الصوفية وما تقييمك للدور النسائي في العمل الصوفي؟ - ليس لدي تعليق علي هذا، وإنما كل فرد له رأيه ووجهة نظر نحن نحترمها مهما كانت، أما بالنسبة للمرأة فإن لها دوراً من قبل حيث إن زوجات المشايخ وبناتهن لديهن نشاط خاص بالطرق الصوفية غير معلن ومن خلال هذه الجمعية سيتم إعلان هذا النشاط علي نطاق أوسع حيث سيتم إنشاء فروع للجمعية في كل أنحاء الجمهورية لنشر نشاطها وأهدافها، ومن خلال الاتحادين الصوفيين سيتم نشر الدعوة والتعاليم الصوفية التي أهمها الاعتدال علي نطاق أوسع خاصة بعد انضمام الجمعية للمجلس الصوفي العالمي، كما أن هناك من رفض وعدل عن رأيه مثل الشيخ الشرنوبي الذي عرض بعد ذلك أن تنضم زوجته للجمعية. كما أننا لا نستطيع أن ننكر أن المرأة هي المربية التي يتم من خلالها زرع الأفكار والتقاليد والمعتقدات والموروثات للنشء الذين هم ثمار ونتاج كفاحنا لذلك فهي هدف أساسي ومن أجلها تم إنشاء هذه الجمعية، كما أن التأثر بالقنوات الفضائية السلفية التي تدعو إلي التشدد بحيث أصبح الجميع إما متشدداً أو العكس بحيث لا توجد وسطية، هذا أيضاً ما دفعنا إلي التفكير بالجمعية. ما الأهداف الرئيسية للجمعية؟ - تتعدد الأهداف التي نشأت من أجلها الجمعية حيث إنه سيتم البدء مباشرة من خلال المركز الرئيسي للجمعية بنشر تعاليم الصوفية كحفظ القرآن الكريم والدعوة إلي الاعتدال والدين الوسطي ونشر الثقافة الدينية كما أن هناك نشاطات أخري للجمعية حيث إنها ليست مقتصرة علي النشاط الديني فقط وإنما هناك نشاط اجتماعي أيضاً كمساعدة الأسر الفقيرة، والمرأة العائلة ومساعدة المرضي بالإضافة إلي النشاط التنموي أيضاً، كما أنه سيتم إصدار جريدة نسائية صوفية من خلال الجمعية. رفض الأضرحة! ما موقف الجمعية من مسألة الأضرحة؟ - الجمعية بريئة من مسألة الأضرحة هذه والتبرك بها لأنها ليست من الإسلام، مثل ما أن الصوفية بريئة من الارهاب فلم نسمع أن أحداً من الصوفية قام بعملية إرهابية. ما تقييمك لفكرة أن بعض المشايخ لا يعبرون سوي عن أنفسهم لا عن اتحاد الصوفية؟ - هناك بعض الأشخاص يتمسكون برأيهم وهذا شيء به دعوة إلي الأنانية بحيث ينحازون لأنفسهم وليس إلي الدين وهذا ما صنع الفجوة بين التشدد والبعد عن الدين حتي في المنافسة فلابد أن يصبح من أحد الطرفين من هو خاطئ، بينما من الممكن أن يكون الرأيان صحيحين. هل ستتبنين خطة لمواجهة السلفية؟ - نحن لسنا في حرب لمواجهة السلفية لأن فكرنا معتدل وغير متشدد لكن في الحقيقة هناك حرب من السلفية غير معلنة بدليل فرحتهم عند صدور قرار بإلغاء الموالد.