وصف الحضور الشاعرة الشابة حنان شافعي بالمتمردة علي الثقافة الأبوية والأوضاع السياسية والاجتماعية في الندوة التي أقامتها لها مجلة شعر مساء بنقابة الصحفيين، لمناقشة ديوانها الأول علي طريقة بروتس الصادر عن دار شرقيات. الناقد الدكتور جمال العسكري، رأي في الإهداء ما يبرهن علي هذا التمرد، وقال: تهدي حنان الديوان لنفسها، وتقول فيه أنها تتمرد وتجرب ووحدها تدفع الثمن، وهي تتعامل مع التمرد والتجريب باعتبارهما من حقها الخاص، وتسعي لإعادة تكوين ذاتها ووعيها الخاص، بعيدا عن المقدس من الأفكار أو الأوضاع الاجتماعية، مما جعلها تدفع الثمن راضية حينما ابتعدت في نهاية الديوان عن دفء الحب الكاذب. واعتبر العسكري الديوان أقرب للسيرة الذاتية، استطاعت الشاعرة من خلاله التعبير بشكل جيد عن ذاتها من خلال الحوار الذي أجرته بين هذه الذات وبين ذات أخري متخيلة، لكن العسكري عاد ليؤكد أن هذا التعبير عن الذات بإمكانه أن ينتقص من شاعرية الديوان، وقد أرجع ذلك لاعتباره الديوان الأول لصاحبته. بينما قال الشاعر البهاء حسين الذي أدار الندوة: رغم أن الديوان هو الأول لحنان، فإنه يحمل الكثير من ملامح النضج، وأشار لخلو الديوان من الثرثرة والحشو اللذين يراهما قد أصابا عددًا كبيرًا من دواوين شعراء قصيدة النثر في الفترة الأخيرة. وأضاف: الديوان يأخذ قصيدة النثر إلي الشعر، مشيرا لقدرة الشاعرة علي تحفيز القارئ ووضعه علي مسار مساءلة الإرث السري الذي نحمله علي ظهورنا كتعيير الجدات لنا وعلاقاتنا بآبائنا وأقاربنا والعالم من حولنا.. وأكد بدوره الناقد عمر شهريار أن بروتس لم يعد مجرد بطل لمسرحيات شكسبير ولكنه أصبح رمزا للخيانة، وهو ما تفعله الشاعرة داخل قصائدها حينما قررت أن تخون الثقافة الأبوية والأوضاع الاجتماعية الاستبدادية. وعبر شهريار إعجابه بقدرة حنان علي قراءة شفرة المشهد الشعري الراهن بشكل جيد، وأشاد بقدرتها علي التفريق بين اللغة الشعرية واللغة السردية، وأشار لما تحتويه قصيدة هكذا أنت.. من أيديولوجيا تغالب الفقر، وتناقش فكرة الانتقال الطبقي، ووصف قصيدة في الاتجاه المعاكس قائلا: فيها تشكك من كل المحيطين بداية من الأب والأم ولحظة الميلاد والأصدقاء الذين ينتظرون كبوة صاحبتهم.. أما المخرج المسرحي العراقي باسم قهار، الذي أهدت له حنان شافعي قصيدة بعنوان إلي كذاب، فقال: حنان متهمة في الديوان بالبوح، لكني أري في القصائد شجاعة الحكي والاسترسال الذكي واللعب الذي يقترب من حافة الفرح.