أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابومازن بالدور النشط والايجابي الذي تقوم به مصر في سبيل إنجاز المصالحة، مؤكدا ان حركة فتح أيدت تماما ورقة المصالحة المصرية، وأرسلت وفدها الي القاهرة للتوقيع برئاسة عزام الأحمد رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح للتوقيع عليها الا ان حركة حماس وضعت العراقيل أمام إتمام المصالحة. جاء ذلك في تصريحات صحفية للرئيس الفلسطيني عقب استقبال الرئيس مبارك له صباح امس والوفد المرافق له. صرح الرئيس الفلسطيني عقب المقابلة بأنه ناقش مع الرئيس مبارك جميع المستجدات في القضية الفلسطينية كما تطرقت المناقشات إلي التصرف الأخير الذي قامت به حماس نحو المصالحة الفلسطينية الذي يقف أمام الوصول الي اتفاق المصالحة. وردا علي سؤال حول الموقف المصري من اعتزام الرئيس الفلسطيني الدعوة إلي إصدار مرسوم لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل 25 أكتوبر الجاري، قال الرئيس الفلسطيني ان مصر لا تعترض علي إجراء الانتخابات ولا علي المرسوم الرئاسي الذي سنصدره لإجرائها وفقا لما ينص عليه النظام الأساسي الفلسطيني.. مؤكدا أن مصر قد أوضحت موقفها بجلاء من هذه القضية من خلال إعلانها رسمياً عن الجهة المعطلة لإتمام المصالحة، وهو موقف لا يحتاج الي اي تعليق إضافي. وحول الخطوات التي يمكن اتخاذها مستقبلاً في ظل استمرار تعنت حماس في موضوع المصالحة اوضح ابومازن اننا من جانبنا قد وافقنا علي الورقة المصرية التي ارسلها لنا عمر سليمان وطلب مناقشتها وابداء الملاحظات، وقد أبدينا الموافقة عليها كاملة دون أي تعديل ثم أرسلت الينا مرة اخري بشكلها النهائي وطلب منا عدم فتحها للمناقشة مرة اخري واضاف ابومازن: إننا وافقنا عليها دون أي تعديل لثقتنا التامة في الجهد المصري ولحرصنا علي الوحدة الوطنية وهو ما دفعنا للاسراع بارسال عزام الاحمد للتوقيع عليها، إلا أننا فوجئنا برفض حماس التوقيع متذرعة بتقرير جولدستون ثم فوجئنا بهم وهم يختلقون العديد من الذرائع والتحفظات للتهرب من التوقيع ولكن البيان الذي صدر من الحركة عقب تأجيل المفاوضات لم يشر من قريب او من بعيد للتقرير، بما يعني انه كان ذريعة للهروب من التوقيع فقط وعندما كشف أمرهم بدأوا في اختلاق الذرائع واضاف: ونحن نرفض اي تعديل علي ورقة المصالحة ولكن الكرة الان في ملعب حماس التي تعرفون ان امرها ليس بيدها وتعرفون من يقف وراءها. وحول البدائل المطروحة في ضوء تعنت حركة حماس قال الرئيس الفلسطيني.. ان المصالحة شيء مقدس بالنسبة لنا ولا نستطيع ان نقول اننا توقفنا قدماً عن المصالحة لان ما يهمنا هو وحدة شعبنا حتي يمكننا ان نواجه الاحتلال وان نواجه العملية السياسية وان نحرر أرضنا ومع ذلك لا يمكن ان تبقي الأبواب مفتوحة علي مصاريعها حتي النهاية موضحا ان المسألة ليست مسألة تعديل هنا او هناك وإنما من الواضح انها مسألة ذرائع لا علاقة لها بالمصالحة ولا ترتبط بسياسات إقليمية تعرفونها. وحول ما اذا كانت قد جرت مناقشة البدائل المطروحة في ضوء موقف حماس اوضح انه كان هناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب العام الماضي وصدر قرار بإجماع المشاركين بإدانة الطرف الذي يعرقل او يعطل المصالحة الفلسطينية وما حدث هو ان حماس اعلنت وقتها وفي نفس اليوم انها لا ترغب في الحضور للحوار في القاهرة ثم رفضت مؤخرا الحضور للتوقيع علي الاتفاق متذرعة بذرائع مختلفة علماً بأن مصر بوصفها الحكم والراعي للحوار اعلنت رسمياً بعد ان نفد صبرها ان فتح قد وافقت علي التوقيع علي المصالحة وأن حماس هي التي ترفض التوقيع.. وطالب ابو مازن بموقف عربي واضح من هذا التصرف. وحول خلفية موقف السلطة الفلسطينية من تقرير جولدستون اوضح ابو مازن انه عندما عرضت علينا مسودة القرار الذي اعدته المجموعة العربية والمجموعة الإسلامية والمجموعة الافريقية ومجموعة عدم الانحياز بحكم اننا لسنا اعضاء في مجلس حقوق الانسان وكان مشروعاً قوياً ووافقنا عليه ولكن القوي الكبري لم تقبل به وعرضت أمريكا مشروعاً مخففاً فاخترنا التأجيل ثم قامت الضجة المفتعلة من جانب حماس ومن يتبعونها وهذه الضجة مليئة الاكاذيب والافتراءات فطلبنا اعادة طرح التقرير ونجحنا بعد نقاشات مطولة في تمريره بموافقة 25 دولة بعد ان كانت 18 دولة في المرحلة الاولي والان التقرير امام الاممالمتحدة ولكن الهبّة التي قام بها الاخرون هي ضجة مفتعلة تستهدف الاساءة للسلطة الفلسطينية وقد ادعوا اننا سحبنا مشروع القرار رغم اننا لا نملك حق سحب هذا المشروع لكنهم اكتشفوا فقط طلبنا تأجيل التصويت علي مشروع القرار ثم اعدنا طلب طرحه فأسقط في ايدي المشككين. وحول موقف السلطة الفلسطينية مما يبدو تراجعا امريكيا في قضية الاستيطان حسب ما يفهم من تصريحات المسئولين الاسرائيليين قال ابومازن ان الامريكيين اعلنوا في القاهرة ضرورة الوقف الكامل للاستيطان ونحن من جانبنا مصرون علي وقف الاستيطان الاسرائيلي. حضر المقابلة من الجانب المصري احمد ابوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان كما حضرها من الجانب الفلسطيني عزام الاحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ونبيل ابوردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية ود.بركات الفرا السفير المناوب لفلسطين بالقاهرة.