كانت عمارات كلوت بك علي موعد مع حريق أكثر ضراوة، وسط ظروف صعبة وأجواء حالكة السواد لم تخترقها أضواء شركة كهرباء جنوبالقاهرة سيطرت قوات الإدارة العامة للحماية المدنية بمحافظة القاهرة علي شظايا اسطوانات غاز الفريون التي تناثرت واحدة تلو الأخري لتلهب شارع فم باب البحر الواقع بين شارعي كلوت بك والجمهورية بحي عابدين. مواقف إنسانية لم تتوقف عند حد مجرد أداء دور وظيفي لقوات الحماية المدنية التي أحاطت بموقع الحريق الذي خيم دخانه المتصاعد علي سماء وسط القاهرة. كان الهم الأول لرجال الانقاذ إجلاء السكان من العقارات المجاورة وكذلك الفنادق الثلاثة التي تمتلئ بالنزلاء في موقع الحريق فضلاً عن المحال المغلقة التي لم تسلم من الأذي، إذ كان الأحد. قام رجال الانقاذ باستخدام السلالم الهيدروليكية لاقتحام المساكن والفنادق لمساعدة الأهالي والأطفال والنزلاء في النزوح من موقع الحريق، في الوقت الذي كانت فيه سيارات الحماية المدنية قد ارتفعت إلي عنان السماء للسيطرة علي الحريق الذي انتقل إلي فندق شمس الملاصق لمخزن أسطوانات الفريون والذي انطلقت منه الشرارة الأولي للحريق. شهود العيان من الأهالي أكدوا أنهم هرولوا من الشرفات علي صوت انفجارات تلته نيران أحاطت بالمنطقة ولم تتمكن جهود الأهالي من تهدئة النيران التي احتجزتها حوائط المخزن. وزاد من صعوبة الموقف رغم تكتل سيارات الاطفاء التي بلغت 52 سيارة، أنه مع دخول الليل وظلمة المكان توالت الانفجارات في الأدوار العليا السكنية التي نزح منها الأهالي ليستقروا في الشارع لتدمر الحوائط الفاصلة بين العقارات والوحدات السكنية وتتحول الاسقف الخرسانية إلي كوم من التراب لتحجب الرؤية تماماً في موقع الحريق وتزداد صعوبة السيطرة علي الحريق. ومع تلك المصاعب الجديدة زادت مواجهة الحماية المدنية إذ ارتدي الضباط والجنود الكمامات واسطوانات الأكسجين واخترقوا النيران من الشرفات بعد أن تم فتح ثقوب وإزالة الشبابيك الحديدية التي كانت تتواري خلفها النيران، وتم إجلاء سكان شارع كلوت بك هو الآخر وأجبر أصحاب المحال علي إغلاقها، وفرضت قوات الأمن كردوناً أمنياً كبيراً أحاط بكل الشوارع المحيطة وتوقفت حركة المرور وتغير مسار شارعي كلوت بك والجمهورية والفجالة، حيث زاحمت سيارات الإسعاف المواطنين، وأعلنت مديرية الصحة بالقاهرة حالة الطوارئ إذ استقبلت المستشفيات 5 حالات اختناق منها مجند بالدفاع المدني يدعي محمد فرج سلام و2 من الشرطة عرفة محمد وعشري سلامة. اللواء خليل غازي رئيس حي عابدين أكد أنه إذا كانت عقارات تاريخية بموقع الحريق سيكون الهدف الأول هو حماية أرواح المواطنين وتقرير صلاحية المباني بعد كميات المياه التي تم دفعها وكذلك تأثير النيران عليها لتحديد الإجراء الهندسي بالإخلاء والإزالة أو الترميم لتحدد مصير سكان تلك العقارات سواء بعودتهم لها أو بتعويضهم بمساكن بديلة، مشيرًا إلي أن تقدير الخسائر سيقدره صاحب الشركة التي اندلعت منها النيران، إذ أتت عليها بالكامل بطوابقها الثلاثة. وصرح بأنه ستتم مراجعة الرخصة الخاصة بالشركة وتاريخ صدورها ومدي انطباق شروط الحماية المدنية مع كل تجديد لرخصة الشركة، مع اتخاذ كل الإجراءات القانونية في حالة المخالفة. من جانب آخر تمكن رجال الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة علي حريق شب أمس في مبني إداري بوسط القاهرة، دون حدوث أي إصابات. وكان اللواء محمد نصير مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة قد تلقي بلاغا بنشوب حريق بمكتب إداري كائن بالطابق العاشر بالعقار رقم 33 شارع عبدالخالق ثروت وسط القاهرة فتوجه علي الفور رجال الحماية المدنية بالإدارة 3 سيارات + سلم هيدروليكي وتمكنوا من محاصرة النيران وإخمادها قبل امتدادها إلي الشقق المجاورة. وقد أتي الحريق الذي يرجح أن يكون ناجما عن حدوث ماس كهربائي علي أحد أجهزة التكييف ومحتويات المكتب دون أن يسفر عن أية إصابات أو خسائر في الأرواح.