فيما ينذر بتفجر فضيحة جديدة للحكومة البريطانية.. كشفت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر أمس أن الحكومة اتبعت طوال 3 سنوات استراتيجية مكنتها من التجسس علي المسلمين وحياتهم الشخصية تحت ذريعة محاربة العنف والإرهاب. وحصلت الجارديان علي وثائق تؤكد أن البرنامج، الذي اتبعته المخابرات البريطانية ويهدف إلي منع المسلمين من استدراجهم إلي التطرف والعنف، قد استخدم لجمع معلومات استخبارية عن الناس الأبرياء الذين لا يشتبه في ضلوعهم في الإرهاب. ووفقا للوثائق التي حصلت عليها الصحيفة فإن البرنامج كان يعتمد علي تقديم تمويل للجمعيات الأهلية المرتبطة بنشاط يوجه للمسلمين والشباب المسلم بشرط تقديم بيانات عن الصحة النفسية والانتماءات العقائدية والحياة الشخصية للمسلمين وعلاقاتهم الجنسية. ووصف شامي تشاكرابارتي مدير منظمة الحرية البرنامج بأنه أكبر برنامج تجسس في بريطانيا في العصر الحديث وإهانة قاسية من قبل الحكومة البريطانية للحريات المدنية في البلاد. وكشفت الوثائق أيضا ً أن المخابرات تحتفظ بالمعلومات الحساسة عن الأشخاص المعنيين حتي بلوغهم مائة عام من العمر. وتؤكد الجارديان أنه تم جمع المعلومات الاستخباراتية كجزء من استراتيجية تم إطلاقها منذ 3 سنوات تحت اسم مكافحة العنف المتطرف وتهدف إلي منع استدراج الأشخاص لتبني مبادئ تنظيم القاعدة وارتكاب أعمال إرهابية. ويدير البرنامج مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية البريطانية وهو المكتب الذي يعتبر وكالة للمخابرات ويرأسه تشالرز فار وهو ضابط مخابرت سابق. ومن ناحيتها نفت الحكومة البريطانية أن البرنامج الذي تبلغ ميزانيته 140 مليون جنيه استرليني يعد غطاءً للتجسس علي المسلمين في بريطانيا، بينما تؤكد مصادر، تورطت بشكل مباشر في تنفيذ البرنامج، أنه يتضمن جمع معلومات استخباراتية عن معتقدات وأفكار الأبرياء من المسلمين غير المتورطين في أنشطة إجرامية.