في نفس هذا اليوم من الثامن عشر من أكتوبر سنة 1914، ولد المطرب والملحن والممثل عبد العزيز محمود، الفنان الموهوب المكافح الذي يمثل ظاهرة جديرة بالاحترام والتقدير، ذلك أنه في مطلع الشباب قد تعرض لحادث أليم أدي إلي بتر إحدي رجليه، لكنه تغلب علي المحنة بإرادة جبارة، ودفعه الإيمان بالفن الذي يعشقه إلي مغادرة بورسعيد، المدينة التي استقر فيها مع أسرته ذات الأصول السوهاجية، ليبدأ احتراف الغناء في القاهرة، وعندما اعتمدته الإذاعة مطربا عرفه المستمعون وأعجبوا بصوته، وخاصة بعد أن توالت اغنياته الشعبية الدافئة ذات المذاق الجديد. انتقل عبد العزيز من ساحة الغناء إلي السينما، وقدم عشرة أفلام بدأها سنة 1946، ومن أشهرها: ساعة لقلبك، عروسة المولد، ومنديل الحلو، والفيلم الأخير يشير إلي واحدة من أشهر أغانيه علي الإطلاق، مثلها في ذلك مثل روائعه التي لا تُنسي: يا نجف بنور، تعالي تعالي، ياللي شغلت القلب، يا تاكسي الغرام، فضلا عن أغنيته الرمضانية التي تقترن بشهر الصيام وتعد من علاماته: مرحب شهر الصوم مرحب. في نوفمبر من عام 1949، عُرض فيلم منديل الحلو، الذي أخرجه عباس كامل، وتقاسم بطولته عبد العزيز محمود مع تحية كاريوكا ومحمود المليجي وإسماعيل ياسين، وقدم المطرب الكبير أغنية يقول مطلعها يا شبشب الهنا.. ياريتني كنت أنا فأثارت ضجة احتجاجية عارمة، وقيل في كلماتها إنها أنموذج يصعب تكراره في الابتذال والسوقية!، كان عبد العزيز يجسد شخصية صرماتي، ومن هنا تبدو الكلمات مناسبة لمهنته والموقف الدرامي فماذا لو أن نقاد أواخر الأربعينيات قد امتد بهم العمر ليشاهدوا ويسمعوا بعض مايذاع الآن من أغنيات في الأفلام والفيديو كليب؟! في أغسطس سنة 1981 وصل عبدالعزيز محمود إلي محطته الأخيرة، وخلف وراءه تراثا حافلا بالأغنيات والألحان البسيطة الجميلة مازلنانرددها ونستمع إليها ونستمتع بما فيها من المشاعر الصادقة الخالية من الادعاء