تعجب الرئيس الأمريكي باراك أوباما جدا بقرار فوزه بجائزة نوبل للسلام، والسببب أنه هو نفسه لم يكن يتوقع الحصول علي هذه الجائزة، وهي أول وأهم الملاحظات التي يشير إليها جميع المراقبين الدوليين في الشرق والغرب، لدرجة أن البعض منهم اعتبر مؤسسة نوبل مزحة هذا العام، وهم يقولون إن أوباما كان مجهولا إلي أن تولي الرئاسة، ولم يكن له أي نشاط يذكر في مجال السلام، علي الرغم من أنه بعد تولي الرئاسة طرح أفكاره حول السلام العالمي، لكنه لم يحقق أيا منها حتي الآن، وطبيعي أن سبعة أشهر فترة قصيرة، ولا تكفي لتنفيذ الأهداف العملية لأي رئيس في هذه المدة القصيرة علي المستوي العالمي. علاوة علي ذلك تبني أوباما خلال هذه الفترة عددا من الإجراءات والتي ترسم ملامح سياسته، ويتبين من خلالها أنه ليس رجل سلام، لقد تحول موضوع حصول أوباما علي جائزة نوبل إلي مزحة، ومما لا شك فيه فإن هذه المزحة المريرة تدل علي أن المؤسسات الدولية التي تدعي حب البشرية، فقدت الثقة فيها هي الأخري، وانحرفت بشدة إلي تنفيذ الأهداف غير الإنسانية للدول الاستعمارية. وجد أوباما طريقه إلي البيت الأبيض من خلال ترديد شعار التغيير، لكنه ومع بداية اللحظات الأولي لانتخابه، وقبل تولي مسئولية الرئاسة بشكل رسمي، سقط في مصيدة حقوق الإنسان، وشارك في جرائم الإبادة الدولية وتدمير المنازل والمستشفيات والمساجد والمعابد علي رأس العزل في غزة أثناء الهجوم الصهيوني عليها وسفك دماء النساء والأطفال بعد تعرضهم للقصف علي مدار 22 يوما والسيد باراك أوباما يعني الحاصل علي جائزة السلام نوبل يتابع بدم بارد ويلتزم الصمت إزاء هذه الجرائم، ومع انتهاء العدوان الغاشم، انتقد الصهاينة، وبعد أسبوع التقي رئيس الوزراء الصهيوني وعقد مثلث الشؤم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل جلسة مشتركة للبحث عن طرق جديدة للتمويه علي الجرائم الصهيونية في حرب ال22 يومًا علي غزة. ولم تكن خطته في أفغانستان أفضل، ففي بداية رئاسته طالب بزيادة 35 ألف جندي علي القوات الموجودة هناك، وفي الأسبوع الماضي صرح قائد الجيش الأمريكي في أفغانستان: للمواجهة في أفغانستان نحتاج إلي تدعيم قواتنا ب40 ألف جندي. إنهاء الاحتلال علي العراق كان قرار أوباما، لكنه لم يحقق أيا من وعوده، وعلي العكس تزايد التدخل الأمريكي في العراق بشكل واضح، وقرار تأسيس قواعد عسكرية كبيرة في عدة نقاط من العراق. وأرجع المسئولون في مؤسسة نوبل سبب منح الجائزة للرئيس الأمريكي، إلي قدرته علي لعب خطوات مؤثرة بخصوص التقرب إلي إيران، وإقامة مباحثات مباشرة بين مسئولي البلدين في جنيف وعلي هامش اجتماعات 5+1، ولكن هذا الإجراء من أوباما حتي لو كان ظاهره السلام، فهو في الباطن له أهداف استعمارية لأن أوباما يسعي في المقام الأول إلي إقرار العلاقات بدون تحقيق أي من شروط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولهذا فسوف يقدم علي هضم الحقوق الإيرانية، ثانيا وبالتزامن مع هذا الإجراء عقد مباحثات سرية مع عشرة من رؤساء قارات العالم الأربع من أجل فرض العقوبات علي إيران وسعي من خلال هذه الإجراءات إلي فرض العقوبات علي إيران علي خلفية نشاطها النووي، كما أن دعايا أوباما لنزع السلاح ليست إلا مجرد شعارات والعجيب أن المسئولين في مؤسسة نوبل بالرغم من اطلاعهم علي هذه الإجراءات وجدوا أوباما جديرا بالحصول علي الجائزة!